ناشطة برازيلية: يجب إلغاء جميع الاتفاقيات الموقعة مع "إسرائيل"
![](https://qudspress.com/wp-content/uploads/2023/12/WhatsApp-Image-2023-12-09-at-4.38.03-PM.jpeg)
قالت الناشطة البرازيلية (من أصول فلسطينية)، ثريا مصلح، إن ما يحدث في قطاع غزة "إبادة جماعية ومحاولة للتوصل إلى (حل نهائي) للنكبة المستمرة منذ أكثر من 75 عامًا من قبل (إسرائيل)".
وأضافت مصلح في تصريحات لـ"قدس برس"، اليوم السبت، أن "البرازيل شهدت من شمالها إلى جنوبها العديد من مظاهر التضامن مع فلسطين، ولم يتوقف المتضامنون عن الحديث عن فلسطين، وعن وإدانة جرائم (إسرائيل) ضد الإنسانية"
وأوضحت مصلح، الناشطة في حركة المقاطعة العالمية لـ"إسرائيل" BDS، أن "ولاية ساو باولو (جنوب شرق البرازيل) شهدت أكبر مظاهرة في تاريخ التضامن مع الشعب الفلسطيني خلال هذه الفترة، إنها الأكبر منذ أربعين عاماً، إلى جانب أن الشوارع امتلأت خلال هذه الأيام بالمتضامنين مع فلسطين ولم تتوقف المحاضرات والمناظرات من أجل غزة".
وشددت مصلح، على أن "كل ذلك لا يكفي ومن الضروري توسيع هذه التعبئة بشكل أكبر لوقف الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين في غزة والضغط على الحكومة البرازيلية لقطع العلاقات مع (إسرائيل)".
وحول مستوى التضامن الرسمي البرازيلي مع فلسطين، قالت، إن "برلمانيين من أحزاب يسارية أعلنوا تضامنهم في الفعاليات والمداولات وهم يتعرضون للاضطهاد بسبب ذلك وهناك آخرين يصمتون، ويفكرون في الانتخابات البلدية 2024".
وأوضحت مصلح، أن "الرئيس البرازيلي أدلى بتصريح أولي سيئ للغاية بداية العدوان، حيث خلط بين المقاومة والإرهاب، الأمر الذي كان مخيبا للآمال للغاية بالنسبة للمجتمعين العربي والفلسطيني، إلا أنه فيما بعد صعد لهجته وتحسن، لكنه لا يزال يخطئ ويخلط في المساواة بين الظالم والمظلوم".
وأضافت أن "على الرئيس البرازيلي أن يخطو خطوة إلى الأمام ويقطع الطريق على تواطؤ البرازيل، ويجب قطع العلاقات بما في ذلك العمل على إلغاء اتفاقية التجارة الحرة بين (إسرائيل) وميركوسور (تكتل اقتصادي في أميركا اللاتينية)".
وأوضحت مصلح، أن قطع جميع العلاقات الاقتصادية والعسكرية والدبلوماسية مع الاحتلال على الفور "أمر ملح" معللة ذلك بأن " البرازيل تلعب دوراً رائداً في أمريكا اللاتينية، لذا فإن مسؤوليتها في هذا الصدد أعظم، وهذا هو طلب الجالية العربية والفلسطينية ومنظمات التضامن في البرازيل".
وحول إمكانية أن تحذو البرازيل حذو كولومبيا وتشيلي وبوليفيا في قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الاحتلال أو استدعاء سفرائها، قالت مصلح، إن "الدبلوماسية البرازيلية تتمتع بتقليد عملي وتتبع خطاباً يسعى إلى التوسط من أجل السلام، ولكن من المهم القول أنه لا يوجد سلام بدون عدالة".
وأعربت مصلح عن أسفها، أن "حكومة الرئيس دا سيلفا تسعى إلى عمل مُصالحة، ولكن ليس هناك مُصالحة مع الجرائم ضد الإنسانية، والإبادة الجماعية، والفصل العنصري، وينبغي على الرئيس البرازيلي أن يعلم أن الحياد في حالة الظلم يعني الوقوف إلى جانب الظالم".
واعتبرت مصلح، أنه "من المشين والمضلل للغاية أن نساوي نظام الفصل العنصري القمعي والاستعماري والإبادة الجماعية في (إسرائيل) مع حماس التي هي حزب سياسي فلسطيني وجزء من المقاومة".
وأكدت أن "المقاومة هي من حق الشعب الفلسطيني، فهو يعيش تحت الاستعمار والاحتلال وهو ما يكفله القانون الدولي".
وختمت مصلح كلامها، بأن "كل المؤمنين بفلسطين سيواصلون النضال من أجلها في الشوارع والنقابات، مع الحركات الاجتماعية، وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولن نتوقف عن الحديث عن فلسطين والمطالبة بوقف فوري لإطلاق النار، وإنهاء الإبادة الجماعية، وأيضًا تحرير فلسطين من النهر إلى البحر".
يذكر أن ثريا مصلح برازيلية، والدها فلسطيني مهاجر من قرية قاقون قضاء طولكرم، شمال الضفة الغربية، ولدت في مدينة ساو باولو، درست في المدارس الحكومية هناك، وتخرجت من كلية الصحافة، ثم حصلت على درجة الماجستير في الدراسات العربية من جامعة ساو باولو. وهي عضو في نقابة الصحفيين البرازيليين ومنسقة "جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في البرازيل" وناشطة في حركة المقاطعة العالمية لـ"إسرائيل" BDS.