لبنان.. كيف تبدو الأوضاع الأمنية على الحدود مع فلسطين المحتلة؟

يواصل الطيران الاستطلاعي والحربي التابع للاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، تحليقه فوق قرى القطاعين الغربي والأوسط وصولاً إلى مشارف مدينة صور وفوق مجرى نهر الليطاني وقصفه عدة مناطق أخرى جنوب لبنان.
حيث أفاد مراسل "قدس برس" في لبنان أن جيش الاحتلال استهدف فجر اليوم الثلاثاء، برماياته الرشاشة محيط عيتا الشعب والناقورة، كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليلة الفائتة.
وأشار إلى أن مدفعية جيش الاحتلال قصفت أطراف منطقة الخيام بقذيفتين من نوع فوسفوري، إلى جانب قصف تلة العويضة ومنطقة الطيري الواقعة بين بلدتي حولا وشقرا وأطراف حولا ووادي السلوقي ووادي اسطبل إلى جانب عدد من القرى المجاورة للحدود جنوب البلاد.
من جهته أعلن "حزب الله" اللبناني، في بيان تلقته "قدس برس"، أنّه "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصّامد في قطاع غزة، وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشّريفة، استهدف مجاهدو المقاومة الإسلاميّة، ظهر اليوم الثلاثاء ، موقع المطلة بالأسلحة المناسبة، وتمّ تحقيق إصابات مؤكّدة".
أما إذاعة جيش الاحتلال فأفادت بسقوط عدة صواريخ أطلقت من لبنان في الجليل الغربي، دون الإعلان عن إصابات أو أضرار.
وفي سياق متصل، نقل موقع /أكسيوس/ الأمريكي، عن مسؤولين لدى الاحتلال وأميركيين تأكيدهم أن "(إسرائيل) أبلغت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، بأنها تريد دفع حزب الله لمسافة 6 أميال (حوالي 10 كلم) من الحدود كجزء من اتفاق دبلوماسي لإنهاء التوترات مع لبنان".
وأشار الموقع إلى أن "الإدارة الأميركية تشعر بقلق عميق من أن المناوشات الحدودية المتصاعدة يمكن أن تؤدي إلى حرب شاملة ستكون أسوأ من الصراع في غزة".
وقالت حكومة الاحتلال، إنه من أجل السماح للمستوطنين بالعودة إلى منازلهم، "يجب أن يتغير الوضع إما من خلال حل دبلوماسي أو عمل عسكري".
وكانت التوترات على الحدود مع لبنان إحدى القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال اجتماع وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، أمس الإثنين، مع رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتانياهو، ووزير دفاعه، يوآف غالانت في "تل أبيب".
وقال مسؤولون لدى الاحتلال لأكسيوس، إن "نتانياهو وغالانت أبلغا أوستن، أن (إسرائيل) لا يمكنها قبول نزوح عشرات الآلاف من مواطنيها لعدة أشهر بسبب الوضع الأمني على الجانب الآخر من الحدود".
وأوضحا بأن "إسرائيل" تريد اتفاقًا يتضمن دفع "حزب الله" إلى مسافة كافية بحيث لا يتمكن من إطلاق النار على القرى والبلدات الإسرائيلية على طول الحدود أو أن يكون قادرًا على "شن هجوم مماثل للذي نفذته حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي"، بحسب قولهم.
وأشار مسؤولون أميركيون للموقع، إلى أنّ نتنياهو ووزير الدفاع أبلغا أوستن أنه كجزء من هذا الاتفاق يريدون عدم السماح لـ"حزب الله" بالعودة إلى مواقعه على طول الحدود، التي دمرتها "إسرائيل" في الشهرين الماضيين.
من جهته، أكد قائد قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان "يونيفيل" الجنرال أرولدو لازارو ساينز، أن الوضع في جنوب لبنان "متوتر" و"خطير" مع تصاعد التوتر بين" حزب الله" و"إسرائيل".
وقد أوقعت عمليات القصف المتبادل وعدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنوب لبنان، أكثر من 136 شهيدًا على الجانب اللبناني بينهم نحو مئة من مقاتلي "حزب الله"، إلى جانب وقوع عشرات القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، وفقا لما ذكره "حزب الله".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ولليوم الرابع والسبعين على التوالي يواصل الاحتلال الإسرائيلي بمساندة أمريكية وأوروبية عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود، ما أدى لارتفاع حصيلة الضحايا إلى 19 ألفاً و 650 شهيدا، و52 ألفاً و 600 إصابة، وأسفر عن دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.