موقع أمريكي: مسيّرات "حماس" زهيدة الثمن تتفوق على تكنولوجيا "إسرائيل" المتطورة

نشر موقع "بلومبيرغ" الأميركي، تقريراً يسلّط الضوء فيه على الطائرات المسيّرات رخيصة الثمن التي استخدمتها حركة "حماس" في عملية "طوفان الأقصى" في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، والتي تمكّنت من التفوّق على أعلى التقنيات التي يمتلكها جيش الاحتلال الإسرائيلي.

وأشار الموقع إلى أنه قبل 7 أكتوبر لم يألف الجنود على الحدود الجنوبية للاحتلال سماع طنين الطائرات المسيّرة، والذي ملأ السماء فوق السياج الحدودي الإسرائيلي الذي تبلغ قيمته مليار دولار، لافتاً إلى أن هذه المسيّرات المتاحة عبر الإنترنت مقابل مبلغ زهيد يصل إلى 6500 دولار تمّ تجهيزها لحمل متفجرات وتدمير الكاميرات وأنظمة الاتصالات والبنادق التي يتمّ التحكم فيها عن بعد.

وعلى الرغم من أن الطائرات المسيّرة حاضرة في الحروب منذ أكثر من عقدين، إلا أنه بدأ اليوم يظهر جيل جديد من الأنظمة الرخيصة والمتاحة تجارياً، على غرار تلك التي استخدمتها "حماس" في 7 أكتوبر، وهو ما يشكل تحدياً لبعض القوى الأكثر تقدّماً من الناحية التكنولوجية في العالم.

ووفق الموقع، فقد كشف استخدام "حماس" مسيّرات تجارية لشنّ هجمات عن ثغرة كبيرة في الدفاعات الجوية والبرية التي تتفاخر بها إسرائيل، إذ تفوّقت التكتيكات على خصم أكثر تقدماً بكثير، وكلّ ذلك بميزانية ضئيلة.

وعلى الرغم من الإجراءات التي اتخذتها دولة الاحتلال بعد 7 أكتوبر، إلا أن هجمات "حماس" بطائرات مسيّرة لا تزال يشكّل تهديداً قوياً، وفق الباحث في معهد دراسات الأمن القومي للاحتلال، "ليران عنتابي"، الذي يقول: "هي تمنحك القدرة على استخدام ذخيرة دقيقة أو موجهة، وهو أمر لم تكن تستطيع فعله إلا الدول المتقدّمة جداً حتى سنوات عديدة مضت"، وتابع "مع عقل متطور ومعدات صغيرة، يمكنك القيام بأشياء فظيعة، مثل الهجوم الأول لحماس"، وفق تعبيره.

بدوره، يقول الرئيس التنفيذي لشركة "هيفين درونز" التي تزوّد إسرائيل بمسيّرات ثقيلة وتعمل بالهيدروجين، بنتسيون ليفينسون، لـ"بلومبيرغ"، إنّ الحرب مع "حماس" تُعتبر بمثابة جرس إنذار للجيوش الكبرى بشأن إمكانات هذه المسيّرات الفتّاكة، ويشير إلى أنه "لدينا هذه الطائرات الضخمة بدون طيار، طائرات مسيّرة، لدينا طائرات، وتقنيتنا أكثر تقدّماً بكثير. ما فعلته هذه الحرب هو أنّنا أدركنا أنّ هذا يحدث تحت أنوفنا، سواء في الجانب الدفاعي أو الهجومي".

وأشار "بلومبيرغ"، أن "حماس" طورت تكتيكاتها مع حليفتها إيران، ومع المهندس التونسي محمد الزواري، الذي قاد جهود الحركة لتطوير المسيّرات، واغتيل في عام 2016 في عملية ألقي باللوم فيها على الموساد الإسرائيلي. وتمّت تسمية نموذج من الطائرات المسيّرة الهجومية باسمه، واستخدام 35 منها في عملية "طوفان الأقصى".

وتثير فعالية برنامج المسيّرات التابع لـ"حماس" مخاوف متزايدة من تمكّن الجهات الفاعلة غير الحكومية من تطوير أسلحة فتاكة من خلال تكنولوجيا مزدوجة الاستخدام، لا يمكن تتبّع مبيعاتها.

وبحسب الموقع، فقد كان لدى دولة الاحتلال نظام واحد على الأقل على حدود غزة في 7 أكتوبر، مصمّم خصيصاً لمواجهة الطائرات المسيّرة، لكنه لم يكن قد بدأ تشغيله بعد، مشيراً إلى أنه "جرى تحديد المراحل النهائية من الاختبار بعد أيام قليلة من الهجوم المفاجئ، وفقًا لشركة "سنتريكس" التي طوّرته".

ويمكن للنظام اكتشاف الطائرات المسيّرة والسيطرة عليها من على بعد كيلومترات عدة، وإعادة توجيهها بعيداً عن أهدافها.

وفي السياق، يقول نائب رئيس "سنتريكس" روتم إيبلباوم إنّ هذا النظام يتمّ نشره الآن على المركبات العسكرية الإسرائيلية على طول الحدود، وبالقرب من الأصول الاستراتيجية، ويختم بالقول: "لقد تأخرنا أسبوعاً. كان من الممكن أن يغيّر قواعد اللعبة".

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع
"إلإعلامي الحكومي" يحذر من مواد مخدرة في معونات غذائية مصدرها الاحتلال
يونيو 27, 2025
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مخدرة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس طحين وزّعت على المواطنين عبر ما وُصف بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تُعرف شعبيا باسم "مصائد الموت". وأوضح المكتب أن التحقيقات وثّقت حتى الآن أربع إفادات منفصلة لمواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين،
الاحتلال يوزع شرائح تجسس في غزة.. وأمن المقاومة يحذر من استخدامها
يونيو 27, 2025
حذّرت منصة "الحارس" الأمنية التابعة للمقاومة، الجمعة، من تداول وشحن شرائح اتصالات "إسرائيلية" مجهولة المصدر تُلقى عبر طائرات استطلاع في مختلف مناطق قطاع غزة، متهمة الاحتلال بمحاولة استخدام هذه الشرائح كـأدوات اختراق وتجسس. وأوضحت المنصة أن هذه الشرائح تمكّن الاحتلال من تتبع هواتف المواطنين واختراقها، وجمع معلومات حساسة قد تمس السلامة الشخصية وأمن البيئة المحيطة.
فساد الأنسولين بسبب ارتفاع درجات الحرارة يهدد حياة آلاف المرضى في غزة
يونيو 27, 2025
داخل خيمته الصغيرة في مواصي خان يونس جنوبي القطاع، تحتفظ الحاجة أم رامي (56 عاما) والمصابة بمرض السكري منذ نحو عشر سنوات، بعلبة بلاستيكية تحتوي على عبوات الأنسولين التي تعتمد عليها يوميا للبقاء على قيد الحياة، لكن هذه العبوات لم تعد آمنة كما ينبغي، فدرجات الحرارة المرتفعة داخل الخيام والتي تحولها لما يشبه بالأفران، أدت
المئات من العلماء والفقهاء يصدرون ميثاقًا مؤيدًا لـ "طوفان الأقصى": مقاومة مشروعة وواجب شرعي على الأمة
يونيو 27, 2025
أصدر، اليوم الجمعة، مئات العلماء والفقهاء والهيئات والمؤسسات الإسلامية من مختلف أنحاء العالم ميثاقًا علميًا وشرعيًا جامعًا بعنوان "ميثاق علماء الأمة بشأن طوفان الأقصى وتداعياته"، عبّروا فيه عن موقفهم من معركة تلك المعركة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكدين على شرعية المقاومة الفلسطينية ووجوب نصرتها من جميع المسلمين، حكامًا ومحكومين.