باحث: "إسرائيل" وأمريكا خسروا في 8 مجالات استراتيجية في حرب غزة

قال الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، أحمد رمضان، إنه بعد أكثر من 77 يوما من العدوان الإسرائيلي الأمريكي على قطاع غزة، فإن المشهد السياسي، أبرز 8 مجالات خسر فيها التحالف ضد غزة.
 
وأشار رمضان في تغريدة له على منصة "إكس"، رصدتها "قدس برس"، اليوم الأحد، إلى أن أول هذه المجالات هو "العسكري (حيث تدور) هناك 5 حروب تجري في آن معاً ضمن معركة كبرى، حاز الاحتلال أخسَّها أخلاقياً وإنسانياً وهي القصف بقصد التدمير والقتل والتهجير".
 
واستدرك قائلا "لكنه (الاحتلال) خسر معركة ٧ أكتوبر، والمعركة البرية بما مُني من خسائر، ومواجهات الضفة، وحرب الجوار والبحر الأحمر (مضيق باب المندب)".
 
مؤكدا على أنه "أهم بُعدٍ لذلك، أن العمود الفِقري لجيشه (ألوية النخبة) تحطَّم وكُسر، ويحتاج ترميمه ما لا يقل عن ٥ سنوات... كما انحدرت سُمعة أمريكا بعد فشل مساعداتها العسكرية الضخمة في تغيير المعادلة، وتورطها في قتل مدنيين بأسلحة فتاكة".
 
أما ثاني تلك المجالات، بحسب رمضان، هو المجال الأمني، حيث "انهارت سردية أمنية بُنيت على مدى ٧٠ عاماً، ومعها قصصٌ خيالية عن اختراقات وقدرة على الوصول لأي مكان، بينما أظهرت معركة غزة أن المقاومة بنَتْ جيش بكل عتاده وقدراته وكفاءته على بعد ٥٠ دقيقة فقط من تل أبيب".
 
معتبرا أن انهيار تلك السردية "سيكون له تداعيات كبيرة لجهة فقدان الثقة بأجهزة الاستخبارات الإسرائيلية، وعددها ١٣ جهازاً ووحدة أمنية، ويُسجل تفوقٌ للمقاومة في أكثر من مجال، من ناحية اختراقها الاحتلال ومنظومته، وإخفائها المعلومات عنه بشكل مثير للإعجاب" على حد تعبيره.
 
وتحدث الباحث في الشؤون الاستراتيجية والعلاقات الدولية، عن المجال السياسي الثالث "حيث تفككت الرواية التي قدمها الاحتلال للعالم، وبدا معزولاً في الجمعية العامة للأمم المتحدة، وانسحبت الدول واحدة إثر أخرى من دعم العدوان، ورغم ضغوط واشنطن، إلا أن غالبية الدول بدت منتقدة ومستاءة وناقمة من الاحتلال وجرائمه".
 
أما المجال الرابع الذي خسره الاحتلال، بحسب رمضان، كان المجال الدبلوماسي، حيث "لم يسبق لإسرائيل أن عانت ضعف في أدائها الدبلوماسي، كما هي عليه منذ عدوانها على غزة، فمعظم دبلوماسييها إما سُحِبُوا خوفاً عليهم، أو هم يعيشون في عُزلة وانكفاء بسبب المقاطعة وغضب الرأي العام في الدول التي يوجدون فيها".
 
أما المجال الخامس، من وجهة نظر رمضان، فهو المجال الاقتصادي "حيث يتحاشى نتنياهو الإقرار بحجم الخسائر التي لحقت بكيانه نتيجة الحرب، وخاصة بعد تصاعد التوتر في البحر الأحمر، ويقدرها البعض بنحو ١٠٠ مليار دولار مع نهاية هذا العام".
 
وتوقع أن يفرض ذلك "متاعب كبيرة على دولة الاحتلال، مع صعوبة تعويض ذلك من دول حليفة تعاني هي الأخرى من مصاعب اقتصادية، وقد يضطر نتنياهو لتسريح نحو ١٠٠ ألف مجند احتياطي للحدِّ من الخسائر".
 
مشددا على أن "استمرار الحرب وقصفَ المقاومة لتل أبيب سيبقي الاقتصاد الإسرائيلي تحت ضغط كبير، لا يمكن معالجته بإجراءات جزئية".
 
وأشار رمضان إلى أن خسارة الاحتلال السادسة كانت في المجال القانوني "الذي سيكون الأكثر رعباً وإزعاجاً لكل من إسرائيل وإدارة (الرئيس الأمريكي جو) بايدن، حيث يشارك نحو ٦ آلاف محام من أنحاء العالم في رفع دعاوى جماعية أمام المحكمة الجنائية الدولية، بتهم الإبادة الجماعية وارتكابِ جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية".
 
أما في المجال الإعلامي والتعبوي، وهي الخسارة السابعة لإسرائيل وحلفاؤها بحربها على غزة، فقد أشار الباحث في الشؤون الاستراتيجية إلى أنه "تشكَّلت لأول مرة جبهة عالمية في وسائل التواصل الاجتماعي من ناشطين ومؤثرين نجحوا في هزيمة كبريات وسائل الإعلام، وبناء سردية صُلبة لصالح غزة والمقاومة".
 
مشيرا إلى أنه "أصبحت الكوفية والعلم وصور أطفال غزة أيقونات عالمية، وأصبح الوقوف مع المحتل حالة شاذة تُرعبُ صاحبها، وتخيفه من ردة فعل الناس في أي مكان يرتاده، واستمرار المظاهرات في أنحاء العالم للشهر الثالث دليلٌ على انتفاضة الرأي العام ضد نخبة سياسية غربية متواطئة مع الاحتلال".
 
أما المجال الثامن والأخير الذي خسرت فيه إسرائيل وأمريكا فهو "القوى الناعمة، حيث كسبت غزة قلوب هيئات ومؤسسات وفنانين ورياضيين وكتاب ونشطاء".
 
وقال بهذا الصدد "يسجل هنا بكثير من الاعتزاز دور المرأة في كل مكان، حيث تفوقت بأدائها وموقفها الإنساني ومثابرتها وتحديها لكل الضغوط، وذلك من المكاسب الهامة للمقاومة، ويتوقع أن يدفع ذلك ضمن المدى المتوسط لتغييرات مهمة في خارطة النفوذ السياسي في عدد من الدول الفاعلة في الصراع" وفق تقديره.
 
ويشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، منذ 7 تشرين أول/أكتوبر الماضي، حربا مدمرة على غزة، خلّفت حتى مساء السبت، 20 ألفا و258 شهيدا و53 ألفا و688 جريحا معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقا لسلطات القطاع والأمم المتحدة.​​​​​​​
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،
بعد رد "حماس" الإيجابي على مبادرة الوسطاء.. ما هي السيناريوهات المطروحة أمام حكومة الاحتلال؟
يوليو 5, 2025
أجمع خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن حكومة الاحتلال تتجه نحو إتمام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، وذلك في أعقاب جلسة مجلس الوزراء الأمني المصغر (كابينيت)، المقررة مساء اليوم السبت، والتي ستناقش رد "حماس" الإيجابي على المقترح القطري المبني على مقترح "ويتكوف" المعدل، والذي سُلّم للوسطاء المصريين والقطريين. وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، ذو الفقار
"حركة الأحرار" ترحب برد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار وتطالب الوسطاء بتحمل مسؤولياتهم
يوليو 5, 2025
رحبت "حركة الأحرار الفلسطينية" برد المفاوض الفلسطيني على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، معتبرة أنه يعكس "وعياً وطنياً ومسؤولية عالية"، ويستند إلى الثوابت الوطنية والإرادة السيادية للشعب الفلسطيني. وأكدت الحركة في بيان صحفي صادر عن مكتبها الإعلامي، اليوم السبت، أن الرد الفلسطيني جاء مدروساً ويحمل في طياته "حنكة سياسية" تسعى