تقرير: وقف العدوان…الأمنية الوحيدة لسكان قطاع غزة في العام الجديد
في الوقت الذي يتمنى فيه الناس في انحاء العالم تحقيق أحلامهم وأن يشتروا في العام الجديد سيارات أو عقارات، او يسافروا لبلدان جديدة، فان سكان قطاع غزة يتمنون امنية واحدة في العام 2024؛ وهي وقف حرب الإبادة الإسرائيلية بحقهم.
امنيات سكان قطاع غزة الذين يتعرضون لحرب إبادة جماعية، وحصار ومجاعة وحرمان منذ ستة وثمانين يوما، تختلف عن أمنيات الآخرين، فهنا الموت والدمار والحصار والتجويع، وإجهاض الأحلام وقتل الطفولة.
بعض سكان غزة قال في احاديث منفصلة لـ "قدس برس" انهم لا يتمنون في بداية العام الجديد 2024 غير امنية واحدة وحيدة هي "وقف العدوان عليهم بكل انواعه".
احمد أبو كامل (44 عاما) قال لـ "قدس برس": "ونحن نودع واحدا من اصعب الأعوام علينا وعلى بلادنا ونستقبل العام الجديد 2024 فاننا نتمنى ان نستقبله وقد توقفت حرب الإبادة المستمرة علينا منذ 86 يوما حصدت أرواح اكثر من 30 الف مواطن بين شهيد ومفقود ونحو 56 الف جريح ودمار غير مسبوق في كل مناحي الحياة".
وأضاف: "نتمنى ان نستقل هذا العام وقد سمعنا عن قرار وقف إطلاق نار نهائي وحقيقي وانسحاب قوات الاحتلال من قطاع غزة من اجل العودة الى بيوتنا حتى لو في خيمة".
اما السيدة حياة حمدان فأكدت ان العام 2023 هو أكثر الأعوام دموية مرت علينا، ونتمنى ان يكون العام الجديد أفضل ونستطيع نربي أطفالنا الذين عاشوا أيام صعبة تربية جيدة بعد المعاناة التي تعرضوا لها خلال حرب الابادة.
وأضافت حمدان التي هدم الاحتلال منزل عائلها: "جميعنا كانت لنا امنيات واحلام لنعيش مثل بقية الناس في العام ولكن هذه الاحلام كلها تبددت مع هذه الحرب ودمار الاحتلال لبيتنا".
وتابعت: "اعرف انني في العام القادم ربما لا أعيش في بيتي، ولكن سأعيش ولو في خيمة على انقاضه لحين ما يتم اعماره"، معربة عن املها ان لا يطيل ذلك.
اما خليل اسعد (23 عاما) والذي أصيب خلال قصف منزلهم في غزة فاكد ان امنيته قبل الحرب كانت ان يسافر ليكمل دراسته الجامعية لكنها الان تغيرت لتكون امنيته السفر للعلاج في الخارج لأنه لم يعد في غزة أي مشفى صالح للعلاج بعد تدمير الاحتلال لكل المنظومة الصحية.
وأضاف: "التدمير الممنهج للمنظومة الصحية أدى لحاجتها لسنوات طويلة لكي تعود لطبيعتها، ففي غزة لا يوجد سوى نقاط طبية تقدم الإسعافات الأولية فقط لمن يصاب".
وتابع: "المرض ينتشر في كل مكان، فلا رعاية ولا متابعة ولا ادوية فقد نفدت الادوية من كل الصيدليات والمستودعات في قطاع غزة خلال قرابة 3 أشهر من عدوان كبير اكل الأخضر واليابس".
ولليوم السادس والثمانين على التوالي، يتواصل عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود. وأدى العدوان، إلى دمار هائل في البنية التحتية وكارثة إنسانية غير مسبوقة، وارتقاء 21 ألفا و672 شهيدا، و إصابة 56 ألفا و 165 آخرين، معظمهم أطفال ونساء.