مقال.. (إسرائيل) من خلال عيون العرب: رؤية غير مُصفاة
نشرت منصة/ انترناشيونال بوليسي دايجست/ الإخبارية الأمريكية، مقالا للباحث والمحلل السياسي الكويتي عبدالعزيز العنجري، تحدث فيه عن تصور العالم العربي للاحتلال الإسرائيلي، كمحتل غير شرعي يمارس الفصل العنصري.
وأكد المقال الذي نُشر تحت عنوان "(إسرائيل) من خلال عيون العرب: رؤية غير مُصفاة"، على "ضرورة إعادة تقييم الولايات المتحدة لموقفها تجاه القضية الفلسطينية".
ويقول العنجري إن "السرد السائد حول (إسرائيل) في الحوار الغربي يختلف بشكل ملحوظ عن الآراء المعتادة في العالم العربي، حيث تُعتبر (إسرائيل) بالنسبة لغالبية العرب، محتلة غير شرعية، تتنكر كدولة شرعية من خلال بناء المستوطنات على أراضٍ يرونها غير مملوكة لهم بشكل شرعي".
وأضاف أن "هذه الإدراكات متأصلة بشكل عميق في وعي الجماهير العربية، التي يبلغ عددها حوالي 450 مليون في الشرق الأوسط، وغالبًا ما يُشبه بالاستعمار والفصل العنصري".
وأشار إلى أن "هذا التباين الصارخ في وجهات النظر، يسلط الضوء على الفجوة الكبيرة في الفهم والتفسير بين الغرب والعالم العربي بخصوص دور (إسرائيل) وشرعيتها".
ونوّه إلى أن "الزعماء الاستبداديين في المنطقة الذين يقومون بتطبيع العلاقات مع (إسرائيل) لديهم تأثير ضئيل -إن وجد- على السكان المحليين، وهو ماتغفل عنه بعض الدول وخاصة الولايات المتحدة".
تُسلط هذه الغفلة -بحسب العنجري- الضوء على "الفجوة الكبيرة في فهم التأثيرات الفعلية للمناورات الدبلوماسية على تجارب الأشخاص في هذه المناطق".
ويضيف "غالبًا ما يصوِّر الإعلام الغربي (إسرائيل) كديمقراطية قوية، لكن هذه الصورة من وجهة نظر العرب، مشوهة بشكل عميق".
هذه "الديمقراطية" -يضيف العنجري- كما يُدركها كثيرون في العالم العربي، هي بشكل أدق "نظام هجين وهش"، وهي نظرة مستمرة مع استمرار الاحتلال والاستيطان في الأراضي الفلسطينية.
ويتابع "النقص الديمقراطي، كما يراه العرب يتمثل في غياب المساواة الذي تعيشه (الأقلية العربية) في (إسرائيل) في الحقوق السياسية مقارنة بالأغلبية اليهودية، وهو مايدل على عيوب نظامية داخل هيكل الديمقراطية نفسه".
من هذه النظرة، يُعتبر الدعم الثابت الذي تقدمه الدول الغربية، خاصة الولايات المتحدة والدول الأوروبية، لـ"إسرائيل" موافقة مستمرة على أفعال يعتبرها البعض "إبادة مستمرة".
ويؤكد العنجري أن "هناك تغيرا ملحوظا في التصور بين الجيل الشاب (مواليد أواخر التسعينات وبدايات الألفية الثانية) بالتأثر بالسرديات السياسية والدعائية للحقب الزمنية السابقة، وفهم جديد للواقع يتعلق بانتهاكات (إسرائيل) بحق الفلسطينيين".
ويرى الكاتب أن "استمرار السرد الغربي الحالي حول (إسرائيل) لا يُغذي فقط الاستياء، بل يزيد من تفاقم العلاقات المتوترة بين العالم العربي والغرب".
ويشير الكاتب إلى أنه " يتعين على الولايات المتحدة، أكثر من أي دولة أخرى، مواجهة الحقائق الصعبة حول أفعال (إسرائيل) ودورها في دعمها، والانطلاق نحو تعزيز مجتمع دولي أكثر عدلاً وإنصافًا، وإعادة تقييم نهجها، وعدم المساهمة في دورة الكراهية".
يذكر أنّ منصة/ انترناشيونال بوليسي دايجست/ الإخبارية الأمريكية (تهتم بالأحداث العالمية وإبراز وجهات نظر أهم الكتاب حول العالم)، اختارت رئيس مركز "ريكونسنس للبحوث والدراسات "( مقره الكويت) عبدالعزيز العنجري، ليكون واحداً من كتابها، ويقدم تحليلاته ومقالاته وتوقعاته المستقبلية حول أبرز القضايا والموضوعات التي تهم منطقة الشرق الأوسط والعالم.
