محلل عسكري إسرائيلي: يجب النظر في سحب الفرقة 36 من غزة بعد الصواريخ التي أطلقت
قال المحلل العسكري الإسرائيلي، رون بن يشاي، إن "وابل الصواريخ الذي أطلق الثلاثاء على مستوطنات نتيفوت وأوفاكيم جنوب فلسطين المحتلة عام 48، يتطلب إعادة النظر في قرار الجيش الإسرائيلي بسحب الفرقة 36 من المعسكرات المركزية في قطاع غزة ، وإنهاء نشاط السيطرة العملياتية على المنطقة بشكل أو بآخر".
وأضاف "يشاي" المحلل العسكري في موقع /واينت/ العبري، أن "إطلاق حوالي 50 صاروخا رغم أنها قصيرة المدى نسبياً، يجب أن يتم بواسطة 3-4 منصات إطلاق على الأقل وبطريقة منسقة من موقع قيادة وسيطرة مركزية من قبل قادة كبار على المستوى المحلي".
ورأى أنه "طالما أن مواقع الإطلاق والقيادة والسيطرة هذه موجودة ونشطة، فإن هذا يعني أن السيطرة العملياتية على القطاع وتفكيك البنية التحتية لحماس لم يكتمل بعد، ولن يتمكن مستوطنو النقب الغربي من العودة إلى منازلهم ما دامت هذه الإمكانيات موجودة".
وتابع أنه "يمكن الافتراض أن الجيش الإسرائيلي سحب قوات الفرقة 36، بما في ذلك جزء كبير من لواء جولاني، للسماح لهم بتجديد نشاطهم والاستعداد للمستقبل وخاصة في الشمال للسماح بالعودة إلى المستوطنات، كلها أو جزء منها، ولن يكون ذلك ممكناً إلا عندما يتم إبعاد حزب الله عن الحدود".
وأشار إلى أن "هذا ما وعد به رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الجيش يوآف غالانت بأن هذا ما سيحدث، لكنهما في الوقت الحالي يعطيان فرصة للجهود الدبلوماسية التي يستخدمها الأمريكيون من خلال عاموس هوكستين، مبعوث الرئيس جو بايدن، للتوصل إلى تسوية سياسية في الجنوب".
وأوضح أن "هوكستين زار بيروت نهاية هذا الأسبوع، وأبلغ مضيفيه أن عليهم إخلاء قوات حزب الله على مسافة سبعة كيلومترات على الأقل شمال الخط الأزرق، وهو خط الحدود الآن، وأنهم إذا لم يوافقوا، فإن إسرائيل ستخوض الحرب التي ستبدأ في جنوب لبنان، وقد تتطور إلى أجزاء شمالية منها".
ورأى "بن يشاي"، أنه "يمكن التقدير أن هذا ليس تهديدا فارغا، حيث أجرى الجيش الاثنين تدريبات، تحضيرا لهجوم على لبنان، كما تقوم إسرائيل بسحب قواتها من القطاع بوتيرة متزايدة، بما في ذلك الوحدات الهجومية والفرق الأمامية والجنود النظاميين والاحتياط، استعداداً لأي سيناريو، بما في ذلك حملة في جنوب لبنان، إذا لم تنجح جهود هوكستين والوسطاء الفرنسيين".
ووفقا له، فإن "الحكومة الإسرائيلية ومجلس الوزراء الحربي إقناع اللبنانيين بأن هذه ليست لعبة تخويف بل بطاقة حمراء زاهية قبل أن يبدأ الأمر الحقيقي".
وقال إن "كل هذا لا ينبغي أن يأتي على حساب تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس في غزة والضغط العسكري على يحيى السنوار وزملائه القادة للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة".
وللشهر الرابع على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى عدوان الاحتلال المستمر على القطاع، إلى ارتفاع حصيلة الشهداء إلى 24 ألفا و285 شهيدا، إلى جانب ارتفاع عدد الإصابات ليصل إلى 61 ألفا و154 إصابة.