الشهيد أبو شلال... اليتيم الذي تربى على حب المقاومة

اغتالته قوات الاحتلال مع 4 من رفاقه عند مدخل مخيم بلاطة

بعد عدة محاولات فاشلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن تمكنه من اغتيال المقاوم والناشط الفلسطيني عبد الله أبو شلال (35 عاما) قائد كتيبة مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وقصفت طائرة مسيّرة مركبة كان بها أبو شلال ومعه 4 نشطاء آخرين، فاستشهدوا فورا، على مقربة من مدخل المخيم الشمالي، وعمل الاحتلال على احتجاز جثامينهم، رغم أن السيارة التي كانوا يستقلونها قد احترقت بالكامل، جراء الانفجار واندلاع النيران فيها لوقت طويل، بحسب ما قاله شهود عيان.
 
وزعم جيش الاحتلال، في بيان له، أن الخلية التي اغتالها كانت مسؤولة "عن إحدى أكبر شبكتين إرهابيتين" في الضفة الغربية، بحسب تعبيره.
 
وأشار إلى أن أبا شلال "كان مسؤولا عن عدة عمليات" شملت إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تلقت الخلية تمويلا وتوجيها بمشاركة قيادات في غزة والخارج.
 
وأشار بيان الاحتلال إلى أن عبد الله، الذي ترأس المجموعة، مسؤول عن هجمات نُفِّذَت في العام الماضي، من بينها إطلاق النار في "حي الشيخ جراح" في القدس في نيسان/أبريل الماضي والذي أصيب فيه مستوطنان. كما كان مسؤولا عن هجوم بالقنابل ضد قوات الجيش في تشرين أول/أكتوبر الماضي أصيب فيه أحد عناصر جيش الاحتلال.
 
من هو أبو شلال؟
فقد عبد الله والده وهو في سن صغيرة، وعملت والدته جميلة أبو شلال المعروفة بالمرأة الصابرة بين جيرانها على تربيته وأربعة من الأشقاء الذكور وشقيقتين وهم أيتام، وزرعت فيهم الكرامة ورفض الذل، وعززت من قيمهم الوطنية، ورفعت من شأن فلسطين والأقصى في قلوبهم، بحسب جيرانهم الذين تحدثوا لمراسل "قدس برس".
 
كانت تجيب دوما عند سؤالها عن ابنها خلال فترة مطاردته "استودعته لله... هو خلقه وهو أعلم به... لقد ربيته يتيما على قيم الرجولة والعزة".
 
وخلال العامين الأخيرين، تقدم عبد الله صفوف المقاومين، وتشهد له أزقة مخيم بلاطة بعد عشرات الاشتباكات التي خاضها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي "فذاع صيته كمقاوم صلب عنيد، لكنه كان قريبا من الجميع ومتواضعا إلى أبعد الحدود".
 
يقول أحد رفاقه الذي طلب عدم كشف اسمه لمراسل "قدس برس" إن أبو شلال لا يؤمن إلا بالمقاومة العسكرية لمجابهة الاحتلال، لذلك انضم لكتيبة بلاطة "مجموعات الثأر والتحرير" فور تشكيلها.
 
وأشار إلى أن الشهيد "تعرض للملاحقة من القريب قبل البعيد؛ لأنه رفض التنازل أو الخنوع، كما أنه رفض الامتيازات كلها التي قدمت له لتسليم سلاحه والتوقف عن المقاومة".
 
وأبو شلال، رغم كونه عنصراً في جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، إلا أنه يختلف معهم اختلافا كبيرا، وغير منخرط بالدوام في مقرات الجهاز، إذ "لم يكن يفرق أبدا بين أحد من أبناء الشعب الفلسطيني على أسس تنظيمية، فكل من هو مع المقاومة وضد الاحتلال، يعتبره أقرب الناس إليه، وكل من يساوم ويتنازل يبتعد عنه ويرفض صحبته"، كما أكد رفيقه.
 
وفي منتصف آب/أغسطس الماضي، فجّرت قوات الاحتلال منزل أبو شلّال الذي عاش في طفولته في مخيم بلاطة، وشتّتت عائلته.
 
حينها ظهر الشاب على شاشة التلفزيون "العربي" قائلا إنّه "إنسان حر شريف لا يرضى بالظلم، أو أن يعيش ذليلًا تحت أي ظرف، وبينما يقتل الاحتلال يوميًا عشرات الشهداء، ويدمّر المنازل من دون حق".
 
وأضاف قبل أن يختفي مجددا "الاحتلال هو الذي أتى علينا، واحتل أرضنا ولم يكتف بذلك، بل يلاحقنا لأننا نقاومه ونرفض وجوده، هو الذي يقتل ويغتال، ونحن لن نسكت".
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع