الشهيد أبو شلال... اليتيم الذي تربى على حب المقاومة
اغتالته قوات الاحتلال مع 4 من رفاقه عند مدخل مخيم بلاطة
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
يناير 17, 2024 7:09 م
بعد عدة محاولات فاشلة، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأربعاء، عن تمكنه من اغتيال المقاوم والناشط الفلسطيني عبد الله أبو شلال (35 عاما) قائد كتيبة مخيم بلاطة شرقي مدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وقصفت طائرة مسيّرة مركبة كان بها أبو شلال ومعه 4 نشطاء آخرين، فاستشهدوا فورا، على مقربة من مدخل المخيم الشمالي، وعمل الاحتلال على احتجاز جثامينهم، رغم أن السيارة التي كانوا يستقلونها قد احترقت بالكامل، جراء الانفجار واندلاع النيران فيها لوقت طويل، بحسب ما قاله شهود عيان.
وزعم جيش الاحتلال، في بيان له، أن الخلية التي اغتالها كانت مسؤولة "عن إحدى أكبر شبكتين إرهابيتين" في الضفة الغربية، بحسب تعبيره.
وأشار إلى أن أبا شلال "كان مسؤولا عن عدة عمليات" شملت إطلاق نار وزرع عبوات ناسفة ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد أن تلقت الخلية تمويلا وتوجيها بمشاركة قيادات في غزة والخارج.
وأشار بيان الاحتلال إلى أن عبد الله، الذي ترأس المجموعة، مسؤول عن هجمات نُفِّذَت في العام الماضي، من بينها إطلاق النار في "حي الشيخ جراح" في القدس في نيسان/أبريل الماضي والذي أصيب فيه مستوطنان. كما كان مسؤولا عن هجوم بالقنابل ضد قوات الجيش في تشرين أول/أكتوبر الماضي أصيب فيه أحد عناصر جيش الاحتلال.
من هو أبو شلال؟
فقد عبد الله والده وهو في سن صغيرة، وعملت والدته جميلة أبو شلال المعروفة بالمرأة الصابرة بين جيرانها على تربيته وأربعة من الأشقاء الذكور وشقيقتين وهم أيتام، وزرعت فيهم الكرامة ورفض الذل، وعززت من قيمهم الوطنية، ورفعت من شأن فلسطين والأقصى في قلوبهم، بحسب جيرانهم الذين تحدثوا لمراسل "قدس برس".
كانت تجيب دوما عند سؤالها عن ابنها خلال فترة مطاردته "استودعته لله... هو خلقه وهو أعلم به... لقد ربيته يتيما على قيم الرجولة والعزة".
وخلال العامين الأخيرين، تقدم عبد الله صفوف المقاومين، وتشهد له أزقة مخيم بلاطة بعد عشرات الاشتباكات التي خاضها مع قوات الاحتلال الإسرائيلي "فذاع صيته كمقاوم صلب عنيد، لكنه كان قريبا من الجميع ومتواضعا إلى أبعد الحدود".
يقول أحد رفاقه الذي طلب عدم كشف اسمه لمراسل "قدس برس" إن أبو شلال لا يؤمن إلا بالمقاومة العسكرية لمجابهة الاحتلال، لذلك انضم لكتيبة بلاطة "مجموعات الثأر والتحرير" فور تشكيلها.
وأشار إلى أن الشهيد "تعرض للملاحقة من القريب قبل البعيد؛ لأنه رفض التنازل أو الخنوع، كما أنه رفض الامتيازات كلها التي قدمت له لتسليم سلاحه والتوقف عن المقاومة".
وأبو شلال، رغم كونه عنصراً في جهاز المخابرات التابع للسلطة الفلسطينية، إلا أنه يختلف معهم اختلافا كبيرا، وغير منخرط بالدوام في مقرات الجهاز، إذ "لم يكن يفرق أبدا بين أحد من أبناء الشعب الفلسطيني على أسس تنظيمية، فكل من هو مع المقاومة وضد الاحتلال، يعتبره أقرب الناس إليه، وكل من يساوم ويتنازل يبتعد عنه ويرفض صحبته"، كما أكد رفيقه.
وفي منتصف آب/أغسطس الماضي، فجّرت قوات الاحتلال منزل أبو شلّال الذي عاش في طفولته في مخيم بلاطة، وشتّتت عائلته.
حينها ظهر الشاب على شاشة التلفزيون "العربي" قائلا إنّه "إنسان حر شريف لا يرضى بالظلم، أو أن يعيش ذليلًا تحت أي ظرف، وبينما يقتل الاحتلال يوميًا عشرات الشهداء، ويدمّر المنازل من دون حق".
وأضاف قبل أن يختفي مجددا "الاحتلال هو الذي أتى علينا، واحتل أرضنا ولم يكتف بذلك، بل يلاحقنا لأننا نقاومه ونرفض وجوده، هو الذي يقتل ويغتال، ونحن لن نسكت".
تصنيفات : أخبار فلسطين المقاومة