خبراء: الموقف العربي من الحرب على غزة كشف ظهر القضية الفلسطينية
رأى تقرير أعده عدد من الخبراء العرب، أن دور النظام العربي في الحرب على غزة، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي "كشف ظهر القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ومقاومته لصالح العدوان الإسرائيلي المدعوم أمريكياً وأوروبياً بشكل غير مسبوق".
وأطلق مركز "دراسات الشرق الأوسط" (بحثي مستقل مقره الأردن)، اليوم الأحد، تقريره الـ 25، الذي أعده "فريق الأزمات العربي" التابع للمركز، وكان بعنوان "أزمة الدور العربي في الحرب الإسرائيلية على غزة".
ويناقش التقرير، الذي اطلعت عليه "قدس برس"، هذه الأزمة "في ظل التردد والارتباك الذي تشهده مواقف الحكومات العربية وضعف الموازنة بين مصالحها وعلاقاتها الخارجية وبين متطلبات مصلحة القضية الفلسطينية".
وأضاف أن الموقف العربي لم يتمكن من "التأثير في القرار الدولي بشأن التعامل مع هذا العدوان وبشأن ارتكاب جرائم حرب على نحو علني، وعلى نطاق واسع وبشكل مستمر ضد الشعب الفلسطيني في غزة".
واعتبر التقرير، الذي شارك في إعداده خبراء من الأردن، العراق، فلسطين، الجزائر، السودان، لبنان، والمغرب، أن الضعف في الدور العربي "تمثل أيضاً في عدم القدرة على استثمار نتائج النجاح العسكري لعملية حماس الكبرى ضد الجيش الإسرائيلي وقدراته الاستخباراتية في محيط قطاع غزة".
وكشف التقرير عن "غياب عمليّ ونظريّ في تصوّرات تحوّل الأنظمة العربية من العجز إلى القوة لدى النخب الحاكمة، كما أنها تفتقر إلى رؤية عربية مستقلة عن الرؤى الغربية في التعامل مع الصراع العربي- الإسرائيلي".
وعرض التقرير، ما اعتبره معدوه، بأنه "دوافع ضعف الموقف العربي"، وأشار إلى أن من بين تلك الدوافع "رغبة الدول العربية المشاركة في عملية التطبيع في الحفاظ على علاقاتها مع إسرائيل، فضلاً عن التخوّف من تداعيات غير مرغوب فيها للمواجهة بين المقاومة الفلسطينية والجيش الإسرائيلي لتنشيط حراك الشارع العربي ضد مواقف حكوماتهم".
كما تشمل الدوافع "تأثير العامل الأيديولوجي والموقف غير المواتي لبعض الحكومات العربية تجاه حركات الإسلام السياسي، بما في ذلك حركة حماس".
وعدّد التقرير التحديات التي واجهت الدور العربي المفترض، وأرجعت أهمها إلى "عدم قدرة النخب العربية الحاكمة التي تقيم علاقات مع الجانب الإسرائيلي على استخدام هذه الاتفاقيات والمعاهدات لوقف العدوان على قطاع غزة، وعدم قدرة العديد من الحكومات العربية على الفصل بين علاقتها المتوترة مع إيران وبين الموقف من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة بحسب نهجها وتقييمها".
ويرى التقرير أن "الشعوب العربية أبدت مواقف داعمة واسعة، في حين كانت المواقف العربية الرسمية بعيدة عن تطلعات ومطالب الشعب العربي بدعم المقاومة كخيار استراتيجي لاستعادة الحقوق العربية في فلسطين وإنهاء الاحتلال الإسرائيلي".
وتوقع التقرير أن "ينعكس غياب الدور العربي الموحد في استثمار النجاح العسكري، وغياب الإرادة السياسية لاستخدام القوات العسكرية العربية في أي دور، على نتائج ونهايات هذه الحرب".
كما توقع أن يؤثر هذا الغياب على "المكاسب التي يمكن تحقيقها أو العواقب التي يمكن تحمّلها؛ حيث ستعتمد العديد من نتائج هذه الحرب بشكل كبير على قوة المقاومة الفلسطينية وأدائها المستمر وتطوير عملياتها لإلحاق خسائر أكبر بالجيش الإسرائيلي".
وقدّم فريق الأزمات العربي، الذي أعد التقرير، ما اعتبره مشروعا أوليا يمكن تطويره ليشكل مخرجا من هذه الأزمة، وخلق دور عربي فاعل ومؤثر في نهاية العدوان الإسرائيلي على غزة.
وقال إن أهم مكوّنات ذلك المشروع "خروج الدول العربية من مربع الوسيط وتبنّيها موقفاً داعماً بشكل تام ومباشر للنضال الوطني الفلسطيني ضد الاحتلال والعدوان الإسرائيلي".
كما دعا معدو التقرير إلى "بلورة مبادرة شاملة لوقف العدوان ولإنهاء الاحتلال... تستند إلى اتجاهات موازين القوى الدولية المستجدة، وعلى نجاحات المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة العدوان، وتتبناها دول أساسية مثل إيران وتركيا وروسيا والصين إلى جانب الدول العربية".
ومن بين عناصر المشروع الأولي التي طرحها التقرير هو "الاستثمار في التحولات الشعبية الضاغطة لصالح فلسطين وضدّ العدوان الإسرائيلي على كل من أوروبا والولايات المتحدة وإسرائيل، وتشكيل مؤسسة عربية داعمة لهذه الاتجاهات على الصعيد العالمي".
وأخيرا اعتبر التقرير أن من أهم عناصر المشروع الأولي للخروج من أزمة الموقف العربي تجاه الحرب في غزة هو "توحيد الخطاب الإعلامي العربي الرسمي والشعبي ضد الاحتلال الإسرائيلي وعدوانه وجرائمه على الشعب الفلسطيني.
وللشهر الرابع على التوالي، يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.