ما السيناريوهات المحتملة للحرب بين "حزب الله" وجيش الاحتلال؟

أكد الكاتب والباحث السياسي، محمد أبو ليلى، الأحد، أن "مجريات الأحداث العسكرية في جنوب لبنان لا تزال ضمن قواعد الاشتباك، على الرغم من أن الاحتلال الإسرائيلي تجاوزها في كثير من الأحيان، ولا يزال يتجاوزها".
وقال أبو ليلى لـ"قدس برس"، إن تصريحات وزير أمن الاحتلال الإسرائيلي يوآف غالانت، الذي أشار فيها إلى أن "الجيش الإسرائيلي لن يتوقف عن إطلاق النار في الشمال ضد حزب الله، حتى في حال توقف إطلاق النار في غزة، ما هو إلا استهلاك إعلامي".
وأضاف أن "التصريحات تأتي في إطار ممارسة المزيد من الضغوط على لبنان من أجل القبول بالوساطة الأوروبية والأمريكية التي تقتضي بإبعاد حزب الله عن الجنوب، وهو لم ولن يحصل على الإطلاق وفقاً لمواقف الحزب التي رددها مراراً وتكراراً".
وأشار إلى أن "هناك مسارات متعددة يتم التباحث بها من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وهي إما القبول بتسوية دبلوماسية مع حزب الله تقتضي بإبعاد الحزب نحو شمال نهر الليطاني، وإذا لم تنجح التسوية السياسية الدولية فإن (إسرائيل) ستتحرك عسكرياً لإبعاد حزب الله عن الحدود، على حد تعبير غالانت".
ويأتي ذلك في ظل تحركات للمبعوث الأميركي إلى لبنان، آموس هوكشتاين، يعمل من خلالها على إبرام اتفاق لتقليص احتمالات التصعيد.
ونقلت صحيفة /يديعوت أحرونوت/ العبرية، عن مسؤولين "إسرائيليين" أن واشنطن تدرس إمكانية التوصل إلى تسوية بين "إسرائيل" ولبنان بشأن الحدود.
وأشارت الصحيفة إلى أن "الهدف من الاتفاق المحتمل هو إبعاد حزب الله بشكل دائم عن الحدود".
وحول الحديث عن مسارات المعركة الحالية على الجبهة الشمالية مع فلسطين المحتلة، قال أبو ليلى إن "الأوضاع تشير إلى وجود عدة سيناريوهات".
ولفت أبو ليلى في حديثه لـ"قدس برس" إلى أن "السيناريو الأول هو بقاء المعركة الحالية على صعيد الساحة اللبنانية كما هي ضمن إطار قواعد الاشتباك وهو خيار مرجح إلى حين إنتهاء المعركة في قطاع غزة".
وأضاف أن "الخيار الثاني هو الانتقال إلى شن الاحتلال الإسرائيلي عدواناً كبيراً على الأراضي اللبنانية وتوسع رقعة المواجهة بين المقاومة في لبنان والكيان، وهو خيار مستبعد، خاصةً أن الاحتلال الإسرائيلي مستنزف بشكل كبير في حربه على قطاع غزة". وفق تقديره.
وتابع القول إن السيناريو الأخير يتمثل في أن "تقف الحرب على الجبهة الشمالية دون أي التزام بين كِلا الطرفين، وهذا مستعبد في ظل حديث العدو أنه لا خيار أمامه إلا بالحلول الدبلوماسية أو الخيار العسكري".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني بالتعاون مع كتائب "القسام -لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، وقوات الفجر (الجناح العسكري للجماعة الإسلامية -الإخوان المسلمون- في لبنان)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تزامناً مع عدوان الأخير على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفا و365 شهيدا، وإصابة 66 ألفا و630 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.