أبو الغيط: مساعي بعض الدول لإنهاء دور "الأونروا" تعكس موقفا معيبا
اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط، الثلاثاء، أن "مساعي بعض الدول لإنهاء دور وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) عبر تعليق مساهمتها المالية في ميزانيتها، تعكس موقفا معيبا من الناحية الأخلاقية، وخاطئا من الناحيتين الإنسانية والأمنية على حد سواء".
وقال أبو الغيط في تصريح صحفي، إن :مثل تلك التوجهات الخطيرة تتماهى مع طموحات قديمة متجددة لدى اليمين الإسرائيلي بالقضاء على دور الوكالة الأممية لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين، وإنهاء أي مسؤولية للمجتمع الدولي إزاءهم".
وأعرب أبو الغيط عن "تقديره للدول التي قررت عدم الانسياق وراء الدعاوى الهادفة إلى تحطيم الأونروا في هذا التوقيت الخطير".
ووجه أبو الغيط نداء ناشد فيه الدول كافة التي سارعت إلى تعليق التمويل للأونروا، من أجل "مراجعة هذا القرار الخاطئ والخطير من الزاويتين الإنسانية والأمنية".
وأشار إلى أن "هناك شعورا بالاستياء إزاء قيام بعض الدول من الممولين الأساسيين للوكالة، باتخاذ قرارات سريعة بتعليق التمويل على نحو لا يأخذ في الاعتبار خطورة ودقة الوضع الإنساني في قطاع غزة، كما لا يعكس فهمًا لطبيعة الدور الذي تقوم به الأونروا حيال نحو 5.6 مليون لاجئ فلسطيني في الضفة الغربية والأردن ولبنان وسوريا، فضلا عن قطاع غزة".
وأكد أبو الغيط، أن "الإدعاءات الإسرائيلية التي طالت 12 موظفا، قامت الأونروا بإلغاء عقودهم على الفور، لا يجب أن تنسحب على عمل آلاف الموظفين التابعين للوكالة، معظمهم من الأطباء والمعلمين استُشهد أكثر من مئة منهم خلال العدوان الإسرائيلي، كما لا تُبرر عقابًا جماعيًا لأكثر من نصف مليون طفل فلسطيني يتلقون التعليم في مدارسها، من بينهم نحو 250 ألف في 420 مدرسة في قطاع غزة وحده، فضلاً عن 900 ألف يتلقون المساعدات الغذائية في القطاع".
وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، عيّن أمس الاثنين، لجنة مستقلة لتقييم عمل وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).
وأعلن غوتيريش، إنشاء لجنة مستقلة من الوكالة "حيادية"، للرد على اتهامات الاحتلال الإسرائيلي التي استهدفت عددا من موظفيها في قطاع غزة.
وأُوقِف تمويل وكالة "أونروا" من قبل أكثر من 16 دولة مانحة، بما في ذلك الولايات المتحدة، بعدما قدمت "إسرائيل" ادعاءات بأن العديد من موظفي الوكالة الأممية شاركوا في عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "حماس" في تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وشكلت التبرعات المقدمة من ثلاث دول أعلنت تجميد تمويلها، وهي الولايات المتحدة وألمانيا واليابان، ما يقرب نصف إجمالي المساهمات للوكالة في عام 2022، وفقا لـ"أونروا".
وحذرت وكالة "الأونروا" من جانبها، من أنها "قد تضطر إلى إيقاف خدماتها في قطاع غزة مع نهاية شباط/فبراير الحالي، بسبب تعليق عدد من الدول مساعداتها".
وأوضحت الوكالة أن "الأزمة الإنسانية في القطاع تتفاقم، في الوقت الذي يُعرّض فيه تعليق التمويل عمليات الإغاثة للخطر".
ومنذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 27 ألفا و585 شهيدا، وإصابة 66 ألفا و978 شخصا، إلى جانب نزوح أكثر من 85 بالمئة (نحو 1.9 مليون شخص) من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.