لبنان.. مسيرة جماهيرية حاشدة في "مخيم البص" دعماً لغزة
نظمت القوى والفصائل الفلسطينية في "مخيم البص" للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور (جنوب لبنان)، مساء اليوم الإثنين، مسيرة جماهيرية حاشدة، تنديداً بالمجازر والجرائم التي يرتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي ضد الأطفال والنساء والشيوخ من أبناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة والقدس المحتلة.
وشارك في المسيرة التي جالت شوارع المخيم، ممثلون عن القوى والفصائل الفلسطينية وحشد من أبناء مخيمات وتجمعات منطقة صور جنوب لبنان.
وقال أمين سر فصائل "منظمة التحرير الفلسطينية" في منطقة صور، توفيق عبدالله، إن المشاركة في مسيرة اليوم "نحمل فيها رسالة للعالم أجمع، ونطالب فيها بالوقف الفوري لإطلاق النار، وإنسحاب الجيش الصهيوني الغاشم من قطاع غزة، لا بل من كل أراضينا الفلسطينية المحتلة، وإدخال المواد الغذائية والدواء وكل إحتياجات أهلنا وشعبنا في غزة المحاصرة من أجل أن يعيش بكرامة".
وأضاف "نقول لهذا العالم وللعرب قبل الغرب إن شعبنا يريد دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس، هذا حقنا ولن نتخلى عنه، فلا التجويع ولا القتل والإرهاب والاغتيال يستطيع أن يرهبنا أو يكسر إرادة الإنسان الفلسطيني".
كما وناشد "كافة الأحرار والشرفاء في العالم لأن يدعموا الشعب الفلسطيني ومقاومته التي تواجه الاحتلال الصهيو–أمريكي، لأن هذا العدو لا يفهم إلا لغة القوة".
من جهته، أكد المسؤول السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في منطقة صور، عبد المجيد العوض، في كلمة ألقاها باسم قوى التحالف الفلسطيني، أنه "بعد حرب الإبادة والتطهير العرقي التي تشن على شعبنا، لم يحقق هذا العدو هدفاً واحداً من أهدافه، إلا إمعاناً في قتل شعبنا الصابر، وتدمير كل مقومات الحياة، ظنّاً منه أنه قادر على كسر إرادته، أو الضغط على المقاومة لكي تتنازل عن شروطها".
وأشار العوض إلى أن تقدير الموقف اليوم، هو أن "ميدان المواجهة العسكرية على الأرض هو لصالح المقاومة، وقد أكدت الأيام الماضية أن يد المقاومة هي العليا في ميدان القتال، وأنها تتحكم في إدارة المعركة، موقعةً العديد من الخسائر العسكرية، وما تصريحات نتنياهو بالقضاء على المقاومة إلا أضغاث أحلام ووهم وسراب، فالمقاومة متجذرة في تراب الأرض".
وأكّد العوض أن "ما كسبناه لصالح قضيتنا في المواجهة العسكرية لن نخسره إطلاقاً في السياسة، وما خسره العدو وفشل في تحقيقه في الحرب لن يأخذه ينجح في تحقيقه في السياسة والمفاوضات".
وجدّد العوض التأكيد على أن "الأولوية الآن هي وقف العدوان بشكل كامل، وانسحاب شامل لجيش الاحتلال، وحرية حركة شعبنا في كامل القطاع وإدخال المساعدات الإغاثية، وضرورة الإغاثة العاجلة والإيواء وبدء الإعمار، وصفقة شاملة".
ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان حوالي 490 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي تزامنا مع عدوان الأخير على قطاع غزة، في أكبر مواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي منذ حرب عام 2006 بين الجانبين.
ويواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.