صحيفة عبرية: إسرائيل فقدت شرعيتها وتواجه المزيد من النقد والإدانة لعدوانها على غزة

أكدت صحيفة عبرية، أن دولة الاحتلال فقدت شرعيتها وتواجه مزيدا من النقد والإدانة بسبب عدوانها على قطاع غزة والخسائر التي تتسبب بها في صفوف المدنيين الفلسطينيين وإطالة زمن الحرب.

وقالت صحيفة/معاريف/ العبرية الصادرة اليوم الأحد: إنه بعد خمسة أشهر من هجوم "حماس"، أصبحت إسرائيل دولة معزولة - بينما يتلقى الفلسطينيون الدعم من الغرب. 

وأضافت أن الإدارة الأميركية لا تزال إلى جانبنا، ولكن صبرها بدأ ينفد، والعلاقات بين بايدن ونتنياهو لم تكن أكثر توتراً من أي وقت مضى.

تسونامي سياسي ضد إسرائيل

وأشارت الصحيفة إلى أن إسرائيل تواجه حاليا تسونامي سياسي حقيقي ضدها، في الوقت الذي بدأ فيه صبر أفضل أصدقائنا - الولايات المتحدة والمملكة المتحدة - ينفد أيضا من إسرائيل.

وأشارت إلى تصريح الرئيس الأمريكي جو بايدن الأخير، والذي وصفته بانه أقسى تصريح ضد نتنياهو منذ بداية الحرب، بعد أن قال بايدن إنه في سياق عدد ضحايا غزة، فإن "نتنياهو يضر بإسرائيل أكثر مما يفيدها".

وعددت الصحيفة عدة أسباب لفقدان إسرائيل شرعيتها في العدوان على غزة من بينها أن إسرائيل دخلت هذه الحرب عندما كان مستوى شرعية الحكومة الإسرائيلية في العالم عند نقطة منخفضة بالفعل، ويرجع ذلك أساسًا إلى تركيبتها اليمينية وتعيين شخصيات مثل وزير المالية سموتريتش ووزير الأمن القومي ايتمار بن غفير، حيث اعتبرها العالم حكومة متطرفة دينياً تحلم بالضم وليست مستعدة حتى للحديث عن "حل الدولتين".

واضافت الصحيفة ان "اقتحام بن غفير للمسجد الأقصى، وتصريح سموتريتش حول تدمير بلدة حوارة الفلسطينية (جنوب نابلس شمال الضفة الغربية) وبناء المستوطنات اعتبر في الغرب صفعة على الوجه، إضاقة إلى المظاهرات الحاشدة ضد الثورة القانونية، التي صورت الحكومة الإسرائيلية كحكومة غير شرعية وأعلنت الحرب أيضًا على الديمقراطية الإسرائيلية.

وأشارت الصحيفة إلى التصريحات المتطرفة لوزراء الحكومة، مثل تصريح الوزير عميحاي إلياهو بأن إسقاط القنبلة الذرية على غزة لا ينبغي رفضه، ودعوات الوزراء لتشجيع الهجرة الطوعية من غزة، وهذا ذكّر"الكثيرين في العالم بأن هذه هي حكومة المتطرفين.

لماذا فقدنا دعم العالم؟

ورات الصحيفة أن هناك عدة أسباب لفقدان الدعم الدولي من بينها أن الحرب تسير بشكل أبطأ وأطول مما وعدنا به أصدقاءنا، ولم نقم بتصفية رؤساء حماس ولم يتم إطلاق سراح المختطفين (الأسرى الإسرائيليين المحتجزين في قطاع غزة).

وأضافت أنه مع استمرار الحرب، تحول اهتمام العالم من المعاناة الإسرائيلية إلى المعاناة الفلسطينية، حيث  الجوع، والعيش في الخيام، وصعوبة الحصول على الخدمات الطبية وكل هذا بات  يحتل الصفحات الأولى والاهتمام الدولي.

وقالت الصحيفة: إن محاولة الإقناع بأن الصعوبات تنبع من الفوضى الداخلية وهجوم حماس، أصبحت  لا تقنع العالم الذي يرى في إسرائيل قوة احتلال في معظم أنحاء القطاع ومسؤولة عن رفاهية السكان.

وأشارت إلى أن من بين الأسباب ايضا، عدم وجود استعداد إسرائيلي في الأفق للدخول في المسار السياسي، وهو نتيجة لتطرف الحكومة الإسرائيلية ورفض نتنياهو الالتزام بعملية سياسية تؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة دولة فلسطينية.

وأضافت أنه لو قال نتنياهو إنه يقبل رؤية الدولة الفلسطينية ويضع سلسلة من الشروط لكان الوضع مختلفا. لكن استبعاد نتنياهو الكامل لإقامة دولة فلسطينية زاد الأمور تعقيداً.

وأشارت إلى سبب آخر يتمثل في احتمال أن يخسر بايدن الانتخابات أمام ترامب، ويحدد موقف الحكومة الإسرائيلية على أنه يضر بشكل كبير بفرص إعادة انتخابه، في ظل شكوك أن نتنياهو يريد فوز ترامب.

وقالت الصحيفة: إذا استنتج بايدن أن نتنياهو يعمل على جعله يخسر أمام ترامب، فسنخسر الرئيس الأكثر ودية لدى إسرائيل، قيما بقول مسؤولون أميركيون كبار إنهم يجدون صعوبة في فهم سبب عدم مراعاة نتنياهو لسياسة بايدن الداخلية وعدم التوجه نحوه ولو قليلاً.

وأضافت أن  إسرائيل بقيادة نتنياهو ارتكبت أخطاء سياسية جسيمة في الأشهر الأخيرة. فبدلاً من احتضان أصدقائنا، يشير نتنياهو إلى دعمه لليمين الإسرائيلي المتطرف، ويسخر من العالم بقراره بناء المستوطنات، ويدير الحرب وكأنه شخص يريد لها أن تستمر إلى الأبد.

وأضافت أن أعداد الضحايا المدنيين في الجانب الفلسطيني آخذة في التزايد، والفلسطينيون يستغلون ذلك بشكل جيد لتشويه صورة إسرائيل في العالم.

ورقة التوت تتآكل

ورأت أن الدعم الذي يحظى به بيني غانتس وجادي آيزنكوت في الحكومة، والذي كان من المفترض أن يوفرا ورقة توت أمام العالم، يتآكل أيضا.

وقالت: إن قرار الأميركيين بإنشاء الميناء البحري على ساحل غزة هو تعبير عن عدم الثقة في إسرائيل في كل ما يتعلق بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع، حيث سئم الأميركيون من حقيقة أن إسرائيل لا تعتقد أن من مسؤوليتها، باعتبارها القوة المحتلة، ضمان عدم موت الشعب الفلسطيني في غزة جوعا، مضيفة أن تصريح بايدن في خطاب "حالة الأمة" بأنه لا ينبغي النظر إلى المساعدات الإنسانية كورقة مساومة هو بمثابة صفعة مدوية على وجه إسرائيل التي رفضت السماح بدخول أي مساعدة تحت ذريعة أن كل الفلسطينيين في غزة هم بالنسبة لها حماس.

ونقلت الصحيفة عن سفير أوروبي رفيع المستوى، يعرف نفسه بأنه "صديق لإسرائيل"، قوله: إنه يشعر بقلق بالغ إزاء موقف إسرائيل في الرأي العام الأوروبي. ويقول إن وضع إسرائيل في القارة لم يكن بهذا السوء من قبل. ويقول: "لقد تركتم وحدكم. ربما هناك دولة أو دولتان، المجر وجمهورية التشيك، لا تزال تدعمكم. ولكن باستثناء هذه الدول، أنتم في عزلة ".

وأضاف أن وضع إسرائيل سيء للغاية بين النخب وخاصة في الجامعات. لقد نسي الناس "7 أكتوبر"، ومقتنعون بأن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين في غزة. لقد سئم الناس من الحرب في غزة ويريدون أن يروا نهايتها.

ولليوم 156 على التوالي يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على غزة، إلى ارتقاء 30 ألفا و 960 شهيدا، وإصابة 72 ألفا و 524 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 في المئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
غوتيريش: مستعدون لتوسيع نطاق الإغاثة للأعداد التي لا تُحصى من الفلسطينيين
يناير 16, 2025
رحب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، بإعلان التوصل لوقف إطلاق النار في غزة. وقال غوتيريش في مؤتمر صحفي بمقر الأمم المتحدة، إن "الاتفاق خطوة أولى مهمة، ويجب حشد كل الجهود لتعزيز تحقيق الأهداف الأوسع بما في ذلك الحفاظ على وحدة واتصال وسلامة الأرض الفلسطينية المحتلة". وأضاف أن "الوحدة الفلسطينية أساسية لتحقيق السلام والاستقرار
البرلمان العربي يرحب بإعلان التوصل لوقف إطلاق النار في غزة
يناير 15, 2025
رحب رئيس البرلمان العربي، محمد أحمد اليماحي، الأربعاء، بإعلان التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. وقال اليماحي في بيان، إن "هذه الخطوة تطور مهم نحو إنهاء حرب الإبادة والتصعيد العسكري الذي أودى بحياة آلاف الأبرياء، وتسبب في معاناة إنسانية جسيمة للشعب الفلسطيني في قطاع غزة". وشدد على "ضرورة احترام القوانين الدولية الإنسانية
الأردن: يجب إطلاق جهد حقيقي لإعادة إعمار غزة
يناير 15, 2025
رحب الأردن، الأربعاء، بإعلان التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة. وثمنت وزارة الخارجية الأردنية، "الجهود التي بذلتها جمهورية مصر العربية، ودولة قطر، والولايات المتحدة الأميركية، للتوصل للاتفاق"، مشددة على "ضرورة الالتزام الكامل به". وقال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إنه "من الضروري إطلاق تحرك دولي فوري لإدخال المساعدات الإنسانية الكافية والمستدامة لمواجهة
الحية: شعبنا لن ينسى كل من شارك في حرب الإبادة
يناير 15, 2025
قال رئيس الفريق المفاوض عن حركة المقاومة الإسلامية "حماس"  خليل الحيّة، إن "شعبنا لن ينسى كل من شارك في حرب الإبادة على قطاع غزة، وأن عدونا لن يرى منا لحظة ضعف أبدا".  وأضاف في كلمة مصورة له مساء اليوم الأربعاء، أنه "وفي هذه اللحظة التاريخية من جهاد شعبنا نتوجه بعبارات الفخر والشموخ لأهلنا في غزة،
بايدن: اتفاق وقف إطلاق النار في غزة سيصبح وقفا دائما
يناير 15, 2025
أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن، الأربعاء، أن "المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة مدتها 6 أسابيع"، قائلا إن بلاده "ستزيد حجم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة". وأضاف بايدن أنه "سيتم الإفراج عن رهائن أميركيين في المرحلة الأولى من الاتفاق، فيما ستبدأ زيادة المساعدات الإنسانية في غزة بموجب الاتفاق". وأكد أنه "سيتم البدء
"حماس" تعلن رسميا التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار في غزة
يناير 15, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، إن "اتفاق وقف إطلاق النار هو ثمرة الصمود الأسطوري لشعبنا الفلسطيني العظيم ومقاومتنا الباسلة في قطاع غزة، على مدار أكثر من 15 شهرا". وأضافت الحركة في بيان تلقته "قدس برس"، أن "اتفاق وقف العدوان على غزَّة إنجازٌ لشعبنا ومقاومتنا وأمّتنا وأحرار العالم، وهو محطَّة فاصلة من محطات الصراع مع