كويتيون يطلقون مبادرة لتوثيق المعاناة الإنسانية بغزة جراء عدوان الاحتلال
أطلق مصورون كويتيون مبادرة إنسانية، بعنوان "منحة التصوير الإنساني" لتوثيق الوضع الإنساني في قطاع غزة، جراء العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة لليوم 165 على التوالي.
وقال رئيس مجلس أمناء "منحة التصوير الإنساني" عبدالعزيز الكندري، إن "هذه المنحة تأتي كمساهمة فعّالة في دعم العمل الإنساني، حيث تقدم الدعم المالي والتقني للمصورين الطموحين الذين يسعون لتوثيق القصص الإنسانية الملهمة، فهي توفر لهم الفرصة للتعبير الفني عن قضايا الإنسان والتركيز على الحاجات والتحديات التي تواجهها المجتمعات".
وأضاف الكندري لـ"قدس برس" اليوم الثلاثاء، أن "هذا المشروع امتداد طبيعي للجهود الإنسانية والخيرية التي انبثقت على مر الزمن، فالعمل الإنساني لم يعد مقتصرا على توزيع المساعدات الغذائية والطبية فقط، بل تطور وتعمّق ليشمل مجالات جديدة تتيح للناس التعبير عن أنفسهم وتسليط الضوء على قصصهم ومعاناتهم بشكل مباشر".
وأشار إلى أن "منحة التصوير الإنساني خطوة مهمة نحو بناء عالم أكثر إنسانية وتضامنا، حيث يجتمع فيها الفن والخير لخدمة الإنسانية ورعاية الحقوق والكرامة الإنسانية في كل مكان".
من جانبه، أكد المصور الوثائقي مدير المنحة سامي الرميان، أن "الصور الفوتوغرافية تؤدي دوراً مهماً في تشكيل الرأي العام العالمي، وخاصة عندما تتناول قضايا إنسانية ملحة".
وأوضح الرميان لـ"قدس برس" اليوم الثلاثاء، أن "منحة غزة الإنسانية في نسختها الأولى تعد مبادرة مهمة لتوثيق حياة الناس في ظل الحرب والحصار الذي فرض على قطاع غزة منذ سنوات، فمن خلال هذه المنحة يتاح للمصورين المحليين في غزة الفرصة للتعبير الفني وتوثيق القصص المؤثرة التي قد تساهم في زيادة الوعي العالمي حول القضية الفلسطينية".
وأكد الرميان أن "هذه المنحة الإنسانية للمصورين المحليين في غزة تتيح فرصة الحصول على دعم مادي على شكل منحة مالية، وتقديم إرشادات وتوجيهات تقنية من مصورين دوليين ذوي خبرة، وهذا يساعدهم على تطوير مهاراتهم الفنية وتحسين جودة الصور التي يلتقطونها، مما يزيد من تأثيرها وقوتها في نقل الرسائل وتوثيق الوقائع".
وأضاف أن "هذه المنحة تأتي بقيمة مالية تصل إلى 50 ألف دولار أمريكي، وهي فرصة للمصورين الطموحين الذين يسعون للتعبير عن قصص إنسانية ملهمة من خلال عدساتهم".
وتابع أنه "يتعين على المصور المتقدم للمنحة تقديم مشروع فوتوغرافي يتألف من مجموعة من الصور التي تتناول موضوعاً محدداً بنظرته الفنية الخاصة، وسيتمكن المصور الفائز من الاستفادة من إرشاد ودعم مصورين دوليين خلال تنفيذ مشروعه الفوتوغرافي، مما يعزز من فرص نجاح المشروع وتأثيره الإيجابي".
ودعا الرميان "جميع المصورين في غزة للاستفادة من هذه الفرصة الثمينة والمشاركة في المنحة، حيث إن الحدث الهائل والتاريخي الذي يشهده الشعب الفلسطيني يستدعي توثيقه بأعين وعدسات أبنائه وبناته"، مشيراً إلى أن "المشاركة في المنحة فرصة متميزة لنشر أعمالهم الفوتوغرافية وتوجيه الضوء على القضية الفلسطينية على الساحة العالمية".
ولليوم 165 على التوالي يواصل جيش الاحتلال عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 31 ألفا و 819 شهيدا، وإصابة 73 ألفا و 934 شخصا، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.