ما دلالات استمرار مظاهرات الأردنيين قرب سفارة الاحتلال؟
عمّان - قدس برس
|
أبريل 2, 2024 5:33 م
امتدت التظاهرات الاحتجاجية في عمق العاصمة الأردنية عمان رفضاً لاستمرار العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لليوم العاشر على التوالي، وهي الفعاليات الأكبر من حيث المشاركة الجماهيرية والحضور الشعبي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
وشهد الحراك الجماهيري في محيط السفارة الإسرائيلية في "حي السلام - الرابية" غرب العاصمة عمان، هتافات متصاعدة وغاضبة ضد الاحتلال الإسرائيلي، رافق ذلك محاولات العديد من المتظاهرين الوصول إلى مقر السفارة، ما دفع السلطات الأمنية الأردنية لمحاولة فضه بالقوة، الأمر الذي أدى إلى اعتقال ما يزيد على نحو 100 من الناشطين المؤثرين في الفعالية على مدار الأيام الماضية، أُفْرِج عن معظمهم لاحقا، في حين تُحُفِّظ على عدد آخر منهم.
لا سفارة للاحتلال
وردد المشاركون في الفعاليات هتافات: "لا سفارة صهيونية على أرض عربية"، "لا سفارة للكيان على أرضك يا عمان"، بالإضافة إلى هتافات نددت بالصمت العربي والدولي جراء الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، والعدوان على غزة من قبل العدو الصهيوني، الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق المدنيين الفلسطينيين.
من جانبه دعا رئيس "كتلة الإصلاح" في البرلمان الأردني صالح العرموطي، الأجهزة الأمنية إلى عدم منع المتظاهرين الأردنيين من الوصول إلى مقر السفارة الإسرائيلية والتعبير عن رفضهم؛ مما يرتكب من مجازر في قطاع غزة بحق المدنيين".
ودعا العرموطي في حديث مع "قدس برس" الشعوب العربية الإسلامية "إلى التوحد تحت مظلة المقاومة، والعمل على إنهاء العدوان الصهيوني على قطاع غزة، ودعم المقاومة الفلسطينية؛ لأنها الطريق الوحيد لتحرير البلاد من دنس الصهاينة".
دفاعاً عن الأردن
بدوره، قال القيادي في "الملتقى الوطني لدعم المقاومة وحماية الأردن" الدكتور عبد الفتاح الكيلاني إن "الأردن شهد حراكاً مستمراً منذ بدء العدوان على غزة، إلا أن الأيام الأخيرة شهدت وبشكل متوالي يومي حراكاً ممتداً، بصورة تجاوزت التوقعات؛ لأن الأوضاع الإنسانية في قطاع غزة وصلت لمرحلة حرجة جداً".
وحول دلالات فعاليات الأردن نصرةً لغزة، أشار الكيلاني في حديث "قدس برس" إلى أن "هناك حالة إحباط لدى أهل غزة من أمتها العربية، إلا من الشعب الأردني، ونحن لا نريد أن نوصم بأننا نقف متفرجين، ومن ثم المواطن الأردني يرفض أن يقف مكتوف الأيدي إزاء المجازر اليومية في غزة" على حد تعبيره.
وأضاف "قناعة الأردنيين أن غزة تقاتل وتدافع عن الأردن، وأن العدو واحد الذي يريد القضاء على غزة، يسعى للقضاء على الأردن، ومن ثم نجد هذا الحضور المنقطع النظير من الأردنيين دفاعاً عن القضية الفلسطينية".
ودفع تصاعد الفعاليات الاحتجاجية الشعبية في الأردن الجانب الإسرائيلي إلى إعلان إخلاء كافة العاملين في مبنى سفارته في العاصمة عمان، إلا أن هذا القرار لم يمنع المئات من الأردنيين من مواصلة حشدهم قرب مقر السفارة، لمطالبة الحكومة بقطع علاقتها الدبلوماسية مع الاحتلال.
وبرز جدل في الأردن خلال اليومين الماضيين، حول التظاهرة اليومية المستمرة منذ نحو 10 أيام، في محيط سفارة الاحتلال الإسرائيلي غرب العاصمة، واتهمت الحكومة، على لسان الناطق باسمها، مهند المبيضين، حركة "حماس" بمحاولة إثارة الفوضى داخل الأردن.
وانتقد المبيضين، في تصريحات له، الأحد الماضي، حركة "حماس" بعد الرسالة التي وجهها محمد الضيف قائد "كتائب القسام"، للجماهير العربية والإسلامية بما فيها الشعب الأردني بضرورة تجاوز الحدود والدفاع عن المسجد الأقصى، وموقف رئيس الحركة في الخارج، خالد مشعل، الذي طالب الأردنيين بالنزول للشارع باستمرار خلال مشاركته في مؤتمر بعمان عبر تقنية الفيديو.
وخلّفت الحرب الإسرائيلية المتواصلة على غزة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ومجاعة أودت بحياة أطفال ومسنين، حسب بيانات فلسطينية وأممية، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".