توسيع جيش الاحتلال اعتداءاته على الأراضي اللبنانية.. المغزى والدلالات؟

تزداد حدّة التوتر الأمني في جنوب لبنان، يوماً بعد يوم، وخاصةً بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البلدات اللبنانية الواقعة خارج نطاق الجنوب اللبناني، واستهداف المباني والمنازل المدنية، إلى جانب استهداف المراكز الطبية.

وأشار مراسل "قدس برس" في لبنان، اليوم الأحد، إلى أنه جرى صباح اليوم إطلاق رشقة صاروخية مؤلفة من أكثر من 40 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه إصبع الجليل في شمال الأراضي الفلسطينية المحتلة والجولان السوري المحتل.

وأضاف مراسلنا أن "الطيران الحربي التابع للاحتلال نفّذ فجر اليوم سلسلة غارات جوية استهدفت منطقة البقاع الأوسط وبعلبك شرقي لبنان، والتي تبعد أكثر من 120 كلم عن الحدود الجنوبية، مستهدفاً منطقة الشعرة في سلسلة جبال لبنان الشرقية".

وفي هذا الإطار، أكد الكاتب والمحلل السياسي، أحمد الحاج علي، أن "الكيان الصهيوني يريد تثبيت معادلة مفادها أن لجيش الاحتلال الإسرائيلي اليد العليا في هذه المعركة الحالية، وأنه يستطيع أن يضرب أي هدف يريده كيف ومتى شاء، مستثمراً الانقسام اللبناني الداخلي، وأنه لا يبالي بأعداد الشهداء الذين يرتقون في جنوب لبنان مهما ارتفعت أرقامهم".

وأضاف الحاج علي، في تصريح لـ"قدس برس"، أن الإحتلال "يدرك أن ما يجري على الجبهة الشمالية مع لبنان، هو جزء من صراع أوسع بالنسبة للمنطقة، وهو يراها رسالة ردع لإيران، بأن للاحتلال الإسرائيلي اليد العليا في المنطقة، وخاصة ما نشاهده من قصف متتالي لاهداف تابعة لإيران في الأراضي السورية".

ورأى أن"قصف الجنوب اللبناني و البقاع وعموم الأراضي اللبنانية، يأتي في سياق سعي جيش الاحتلال الإسرائيلي وحكومة الاحتلال إلى حرف الأنظار عن ما يحدث في قطاع غزة، والخروج أمام المجتمع الدولي بمظهر المظلوم الذي يتعرّض لحرب واسعة من عدة جبهات، من قبل القوى والفصائل المدعومة من إيران في المنطقة".

واعتبر الحاج علي، أن "جيش الإحتلال يسعى إلى رسم معادلة جديدة تضغط على المقاومة في لبنان، من أجل إبعاد المقاومة عن الحدود الجنوبية لمسافة أقلها 10 كيلو متر، من أجل إرضاء المستوطنين القاطنين في شمال فلسطين المحتلة، والذين تتجاوز أعدادهم في المستوطنات الحدودية الـ 70 ألفاً، كي يعودوا إليها، بعد نزوحهم منها منذ الأيام الأولى لبدء المعركة".

ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أميركية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 33 ألفا و 175 شهيدا، وإصابة 75 ألفا و 886 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 85 بالمئة من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع وهيئات ومنظمات أممية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
زعيم المعارضة الإسرائيلية يلتقي وزير خارجية الإمارات في أبو ظبي
مايو 2, 2024
بحث وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان، مع زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد، اليوم الخميس، في العاصمة أبو ظبي، "الوضع في قطاع غزة" الذي يتعرض لحرب إسرائيلية للشهر السابع. ونقلا عن بيان للخارجية الإماراتية، قالت وكالة الأنباء الرسمية /وام/: "التقي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية مع يائير لابيد
أهالي أسرى الاحتلال يغلقون شارعا بـ"تل أبيب" ويطالبون بصفقة تبادل
مايو 2, 2024
أغلق ذوو أسرى إسرائيليون في غزة، اليوم الخميس، شارعًا في "تل أبيب" لمطالبة الحكومة بالتوصل إلى اتفاق لتبادل أسرى مع حماس. وقالت /هيئة البث الإسرائيلية/: "أغلقت عائلات مختطفين (أسرى في غزة) إلى جانب منظمة نسائية، منطقة أيالون، وتم فتح الطريق أمام حركة المرور بعد حوالي نصف ساعة". وأظهرت الصور المتظاهرين وهم يحملون لافتة كبيرة كتب
اتهامات لنتنياهو و"الجيش" بعرقلة التحقيق في هزيمة 7 أكتوبر
مايو 2, 2024
اتهم ما يسمى مراقب دولة الاحتلال، متنياهو إنغلمان، اليوم الخميس، الجيش الإسرائيلي ومكتب رئيس وزراء الاحتلال، بنيامين نتنياهو، بـ"عدم التعاون مع التحقيق الذي يجريه في الإخفاقات والفشل، التي أدت إلى هجوم السابع من تشرين الأول/ أكتوبر". وفي رسالتين إلى نتنياهو ورئيس أركان جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، طالب إنغلمان بـ"التعاون مع مكتب مراقب الدولة، وتقديم أي
الاحتلال يعتقل 15 فلسطينيا من الضفة بينهم سيدة
مايو 2, 2024
اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيليّ، منذ مساء أمس، وحتّى صباح اليوم الخميس، 15 فلسطينيا على الأقل من الضّفة، بينهم سيدة من رام الله، بالإضافة إلى أسرى سابقين. وأوضحت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (حكومية)، ونادي الأسير (مستقل)، في بيان مشترك، أن "عمليات الاعتقال توزعت على محافظات رام الله، بيت لحم، نابلس، الخليل، طولكرم، والقدس، رافقها عمليات اقتحام
جامعات في بريطانيا تنضم إلى "الحراك الطلابي" المؤيد لفلسطين
مايو 2, 2024
بدأ طلاب جامعات بريطانية، اليوم الخميس، بالمشاركة في الحراك المؤيد لفلسطين في بلدان مختلفة، والذي انطلق من جامعة "كولومبيا" في الولايات المتحدة الأمريكية. وانضم إلى الحراك الطلابي في الولايات المتحدة، طلاب الجامعات البريطانية "نيوكاسل"، و"بريستول"، و"وارويك"، و"ليدز"، و"شيفيلد"، و"شيفيلد هالام". وعبّر طلاب الجامعات البريطانية رفقة بعض الموظفين عن دعمهم لنظرائهم في البلدان الأخرى عبر التجمع
الاحتلال يهدم بناية سكنية و"بركسين" شمال القدس
مايو 2, 2024
هدمت جرافات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الخميس، بناية سكنية قيد الإنشاء، و"بركسين"، في بلدة حزما شمال شرق القدس. وأفادت مصادر محلية، بأن جيش الاحتلال اقتحم منطقة "طبلاس" بالبلدة، وهدم بناية سكنية مكونة من ثلاثة طوابق، تعود لعائلة علي قاسم الخطيب؛ بحجة البناء دون ترخيص. كما هدم الاحتلال في المنطقة ذاتها "بركسين"، يعودان لعائلة يوسف محمود مليحات.