خبراء: فقدان الوسيط القطري في مفاوضات "صفقة التبادل" سيؤدي إلى تعطيلها
المدهون يؤكد أن الانسحاب سيؤثر على المفاوضات وليس على "حماس"
عواصم - قدس برس
|
أبريل 19, 2024 1:56 م
قال الباحث الأول في مركز "الجزيرة" للدراسات بقطر، لقاء مكي: إن "فقدان الوسيط القطري في مفاوضات صفقة التبادل بين حركة "حماس" وحكومة الاحتلال، سيضر بالوساطة ذاتها، وربما سيؤدي إلى تعطيل هذه الوساطة، أو اتخاذها مساراً مختلف باتجاهات معينة".
وأكد مكي في حديث خاص لـ"قدس برس" إن "قطر كانت وسيطا نزيها ووفق الإعلانات الرسمية القطرية، وإن قطر ليست معنية أو مسؤولة عن قرارات الطرفين سواء حركة حماس أو "إسرائيل".
وأضاف: "كانت مهمة قطر القيام بالوساطة غير المباشرة بين الطرفين، بالإضافة لمصر والولايات المتحدة، من أجل إيجاد فرص للتسوية وتنازلات متقابلة وطرح حلول مقبولة من الطرفين، وكان هناك هدف واضح ومباشر وهو إنهاء الحرب على غزة، وإطلاق سراح الأسرى وتلبية مطالب الطرفين بشكل مقبول من كليهما".
وأوضح أن رئيس الوزراء القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني "أوحى بأن بلاده قد تتخلى عن دورها في الوساطة، ولم يشر بعد إلى انتهائها، وإنما تحدث عن موقف لم يشر إلى طبيعته؛ ومن ثم من السابق لأوانه الحديث عن فرضية التخلي عن الوساطة".
ونوه مكي أنه "في حال وجدت قطر أن وجودها في سياق هذه الوساطة يضر بصورتها وسمعتها، أو أن وجودها لم يعد مفيدا لإيجاد حل حقيقي وناجع ومقبول، وذي مصداقية بالنسبة للأطراف جميعها، وبما أن قطر تعرضت لهجوم من قبل الإسرائيليين في أكثر من مناسبة وأيضا من قبل أمريكيين لاسيما في الكونغرس وحتى في الإعلام، ومن ثم هذه الوساطة ستواجه مشكلات، وعليه فإن فرضية إنهاء الوساطة ربما تكون مطروحة، ولكنها ليست مؤكدة حتى اللحظة".
وحذر مكي أن "فقدان الدور القطري سيضر في الوساطة بذاتها، وسيجعل إمكانية الوصول إلى حلول تتعلق بوقف الحرب، ولو على نحو مؤقت أو إطلاق سراح الرهائن والأسرى".
وأشار إلى أن "ما طرحه رئيس الوزراء القطري في المؤتمر الصحفي مع وزير الخارجية التركي كان يؤشر على انزعاج قطري واضح ربما متعلق من تصريحات سيناتور أمريكي طالب قطر بالضغط على حماس، ورغم أن السفارة الأمريكية أوضحت في بيان لها أن قطر ليست معنية بالضغط على أي طرف".
وأكد مكي أن "الضغوط إذا ما مورست يجب أن تمارس على الطرفين، وإلا ستكون الوساطة غير نزيهة. وقطر غير معنية بأن تجبر حماس إن كانت تستطيع أو تريد ذلك على تقديم تنازلات تتعلق بمستقبلها ومستقبل شعبها ومستقبل القضية الفلسطينية، بدون تنازلات مقابلة من قبل "إسرائيل"، تفضي إلى تسوية دائمة".
وعن إمكانية دخول وسيط عربي آخر في حال انسحبت قطر، قال مكي: "لا يمكنني الجزم بأن مصر قد تظل وحدها في الوساطة في حال انسحبت قطر، لكنه أشار إلى إمكانية دخول تركيا كطرف وسيط حسب ما تحدث به وزير الخارجية التركي".
وأشار إلى أن رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية "سيزور أنقرة بعد لقائه هاكان فيدان في الدوحة، ومن ثم قد يكون هناك دور تركي مقبل، وقد يتجاوز هذا الدور مسألة الوساطات الحالية، لافتا أن المقاربة التركية تتعلق ليس فقط بالهدنة، وإنما بمستقبل حركة حماس وجناحها العسكري، وهذا مستوى مختلف من الوساطات".
وأوضح: "هنا نحن نتحدث عن تسويات شاملة وذات بعد مختلف عن قضايا وقف إطلاق النار أو ما يتعلق بإنهاء الحرب الحالية". وأضاف "يبدو أن هناك رغبة غربية بإشراك تركيا في جهود الوساطة، لذلك ستختلف الرؤية وطبيعة الوساطة بشكل عام".
من جانبه قال المحلل السياسي الفلسطيني إبراهيم المدهون، أن الدور القطري في الوساطة بين "حماس" والاحتلال "مهم ومركزي، ولا يوجد تعويض له".
وعدد المدهون في حديث مع "قدس برس" ما اعتبره ميزات الوسيط القطري قائلا إنها "تمتلك خبرة جيدة في التعامل مع المقاومة، بالإضافة إلى أنها تفهم العقلية الأمريكية، وتستطيع أن تتعاطى مع المعادلات الإقليمية والدولية".
وعن الأثر المتوقع لغياب دور الوسيط القطري، قال المدهون إنه "لا شك في أن الأثر سيكون على دور الوساطة بشكل عام، وليس على حركة حماس، لأنها حركة تعتمد على الميدان، وعلى سلاحها وعلى موقفها، ولن تتعرض لضغوط" على حد قوله.
وأضاف "من سيأتي كوسيط، ستكون حماس واضحة معه وفق رؤيتها التي تعتمد على وقف العدوان وانسحاب الاحتلال".
وأعرب عن اعتقاده أنه "من الصعب تعويض الدور القطري بأي دولة عربية أخرى... الدوحة على تواصل مستمر مع حماس، ولها قدرة على إيصال الرسائل بحيادية، فيما الدول العربية الأخرى لديها إشكالية في التواصل مع الحركة، باستثناء مصر" وفق ما يرى.
وعن احتمالية دخول تركيا كوسيط قال المدهون إن "ذلك ممكن، لكنه يحتاج إلى وقت حتى تتحول إلى ممارسة دور وازن"، مشددا على أن الوسيطين القطري والمصري يمثلان حاليا حالة مثالية بسبب تماسها المباشر مع "حماس".
وقالت الدوحة، الأربعاء الماضي، إن "المفاوضات تمر بمرحلة حساسة"، وأنها "تعيد تقييم دورها كوسيط"، مشيرة إلى مخاوف من تقويض جهودها من قبل من يسعون إلى "مصالح سياسية ضيقة".
وجاء الإعلان القطري بعد تصريحات لسياسي أميركي طالب بـ"إعادة تقييم" العلاقات بين الولايات المتحدة وقطر إذا فشلت الدوحة في ممارسة "الضغط" على "حماس".