محللون: استهداف الاحتلال للمخيمات بالضفة محاولة فاشلة لضرب المقاومة وحاضنتها
لا تكاد تمر ليلة من الليالي في الأراضي الفلسطينية، إلا ويتعرض فيها مخيم من مخيماتها لاقتحام من قبل قوات الاحتلال، التي تتعمد احداث الخراب والتدمير في بينتها التحتية، وتستهدف الآمنين فيها وممتلكاتهم.
ويرى بغض المحللين، بأن تعمد الاحتلال استخدام القوة المفرطة وتدمير البنية التحتية في المخيمات؛ يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب الحاضنة الشعبية لظاهرة المقاومة المتنامية فيها.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي سامر عنبتاوي بان هناك ثلاث اهداف تسعى اليها دولة الاحتلال من خلال استهداف المخيمات أولها: بان حكومة الاحتلال تنظر للمخيمات على انها اوكار للمقاومة وحاضنة للعمل الفدائي وبالتالي تسعى الى وأد الفكرة قبل توسعها سواء الى باقي المخيمات او القرى والمدن الفلسطينية.
وشدد عنبتاوي بان ذلك يتم من خلال اقتحاماتها الشبه يوميه للمخيمات، وحجم الدمار الذي تلحقه قوات الاحتلال عبر ضرب الحاضنة الشعبية، من خلال تدمير البنى التحتية، وتهديد حياتهم واستهداف ممتلكاتهم ومصالحهم التجارية، وصولا الى دفع البعض من الناس للخروج لانتقاد المقاومة وتأليب الراي العام ضدها، والاصطياد في المياه العكرة وهذا هدف اخر لدولة الاحتلال.
واردف:" كما يسعى الاحتلال من خلال استهدافه للمخيمات لتصفية الدليل الأبرز على حق العودة وتدميرها بالكامل، وجعلها غير قابلة للحياة، ومن ثم تكرار الهجرة وانهاء حق العودة ودثر هذه الحلم.
ورأى عنبتاوي بان استهداف الأونروا هو يأتي كجزء من هذا المخطط التهجيري الذي تمثل بوقف الدعم المالي والتحريض الكبير ضدها وصولا الى استهدافها عسكريا في غزة وقصف مرافقها واستهداف طواقمها أيضا.
والأكثر خطرا من بين كل تلك الأهداف تابع عنبتاوي:"هو ان حكومة الاحتلال تسير نحو حرب تدميرية ضد الكل الفلسطيني ليس فقط في غزة بل وفي الضفة، وهذا بدانا نلمسه من خلال ممارسات المستوطنين التي تهدف الى تدمير مقومات الحياة وتهجير الفلسطيني من ارضه.
بدوره قال أمجد بشكار الكاتب والمحلل السياسي بان حكومة الاحتلال تحاول ان تسوق نموذجين من خلال استهدافها للكل الفلسطيني، الأول نموذج التدمير المتبع في غزة والحرب التدميرية هناك، والثاني وما يجري الان من جرائم في حق المخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية وخصوصا مخيمي نور شمس وطولكرم وقبلها جنين وبلاطة والفارعة.
والهدف من كل ذلك وفق بشكار:" تسعى حكومة الاحتلال الى خلق حالة من السخط في داخل المخيمات من خلال الاقتحامات المتكررة وتدمير البنى التحتية والممتلكات في محاولة لخلق حالة من الرفض الجماهيري لتواجد العمل المقاوم وانطلاقه من داخلها.
وبحسب بشكار فان الاحتلال فشل وسيفشل في الوصول الى مبتغاه المتمثل بخلخلة الحاضنة الشعبية لعدة أسباب، في مقدمتها جرائم الاحتلال التي دخلت لكل بيت فلسطيني قتلا واعتقالا وتدميرا، ومن ثم ما تشهده الأراضي الفلسطيني من مشاهد قتل يومي واذلال واستهداف للمقدسات ومصادرة للأراضي.
وختم :" كما ان طبيعة تفكير وتكافل وتعاضد سكان المخيمات ستجعل كل الخطط تفشل ودليل ذلك باننا نرى تصاعد وتنامي في ظاهرة العمل المقاوم فيها والتفاف الجماهير من حولها.
وشهدت مخيمات الضفة في الأيام الأخيرة استهداف مروعا من قبل الاحتلال أدى الى استشهاد العديد من المقاومين والمواطنين وتحديدا في مخيم "نور شمس" في مدينة طولكرم شمال الضفة الغربية حيث قتل الاحتلال ما لا يقل عن 19 فلسطينيا واحدث خربا واسعا في البنية التحتية والمنازل والممتلكات.