مغزى ودلالات توسيع الاحتلال لاعتداءاته على الأراضي اللبنانية؟

تزداد حدّة التوتر الأمني في جنوب لبنان، يوماً بعد يوم، وخاصةً بعد استهداف جيش الاحتلال الإسرائيلي عدداً من البلدات اللبنانية الواقعة جنوباً وخارج نطاق الجنوب اللبناني، واستهداف المباني والمنازل المدنية، إلى جانب استهداف المراكز الطبية.
وفي هذا الإطار، رأى الكاتب والباحث في الشأن السياسي، محمد أبو ليلى، أن "مواصلة جيش الإحتلال الصهيوني تصعيد عملياته العسكرية تجاه العمق اللبناني، يؤكد أن لا خطوط حمراء تحكم المعركة الجارية".
وأشار أبو ليلى في تصريح خاص لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، إلى أن "التصعيد الإسرائيلي ويقابله توسيع المقاومة في لبنان من نطاق هجماتها داخل الكيان الصهيوني ينذر باحتمالية وقوع الحرب على كامل الجغرافيا".
ولفت إلى أن"العدو الصهيوني يريد عودة مستوطنيه إلى المستوطنات في شمال فلسطين المحتلة نظراً للتكلفة العالية التي ينفقها عليهم بسبب نزوحهم منها، وعليه يريد الوصول إلى حلول سريعة، لذلك بات يلجأ إلى مسار التصعيد العسكري الميداني".
كما أشار أبو ليلى إلى أن "العدو الصهيوني أدرك أنه سيكون من الصعب إخضاع حركة المقاومة الإسلامية حماس في قطاع غزة، وعليه فإن آفاق حلول المفاوضات الغير مباشرة طويلة وشاقة، وتحتاج إلى وقت طويل، مما يعني حكماً أن الجبهة الشمالية ستبقى مفتوحة إلى حين بلورة إتفاق في قطاع غزة، وهذه واحدة من الفرضيات التي تدفع الكيان الصهيوني إلى رفع منسوب استهدافاته على الأراضي اللبنانية".
واعتبر أن "المرحلة الحالية مرحلة خطيرة وصعبة، ولكنها ما زالت ضمن التصعيد التدريجي، مع عدم استبعاد انفجار الوضع الميداني في أي لحظة، وكل ذلك يعتمد على الإشارات الدولية والإقليمية، وآفاق الحرب القائمة الآن في قطاع غزة".
وأفاد مراسل "قدس برس" في لبنان، بأن طائرات الاحتلال الإسرائيلي، شنت اليوم الأربعاء، غارات عنيفة استهدفت محيط بلدات (عيتا الشعب وراميا وجبل بلاط)، جنوبي لبنان.
وقال الجيش الإسرائيلي في بيان له وفقا لوسائل إعلام إسرائيلية: إن "قواتنا تهاجم في هذه الأثناء أهدافا تابعة لحزب الله في جنوب لبنان".
من جانبه أعلن "حزب الله" اللبناني في بيان له، تلقته "قدس برس" اليوم الأربعاء، أنه استهدف "مبنى يتحصن فيه جنود العدو في مستعمرة أفيفيم وأوقعنا قتلى وجرحى".
وقالت صحيفة /إسرائيل اليوم/ العبرية بوقوع أضرار وحريق في مستوطنة أفيفيم بعد إصابة منزلين بنيران مضادة للدروع أطلقت من لبنان.
هذا ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.