القيادي المحرر عمر عساف: "وضع السجون غير مسبوق في التاريخ الفلسطيني"

وصف القيادي الوطني الفلسطيني عمر عساف والذي أُفرج عنه من سجون الاحتلال قبل أيام "وضع السجون بالكارثي وغير المسبوق في التاريخ الفلسطيني في ضوء ما يعانيه الأسرى نتيجة جرائم الاحتلال".
وشدد عساف خلال لقائه مع "قدس برس"، اليوم الأربعاء، على أن "الاحتلال مارس أشكالا إجرامية ضد الأسرى والمعتقلين بعد السابع مع أكتوبر المنصرم بشكل ينافي جميع المبادئ والقيم والقوانين الدولية والإنسانية".
وفي معرض وصفه لمعاناة الأسرى قال إن "من جرب الكيّ لا ينسى مواجعه ، فوضع السجون لا يمكن وصفه والتعبير عن حقيقته إلا من خلال تلمس المعاناة، ورغم أنني ذقت مرارة السجن قبل أكثر من مرة خلال سنوات مضت، إلا أن ما عايشته في هذا الاعتقال من حجم للمعاناة والجرائم غير مسبوق".
وتابع "الأسرى الفلسطينيون يعيشون يوميا شعور التهديد بالقتل ويمكن بأي لحظة أن يكون أي منهم ضحية اعتداء إجرامي بدون أي سبب، وكنت شاهدا على مشاهد قمع وضرب إجرامي لا يوصف ".
وأضاف "شاهدت منذ الأيام الأولى حالات من الاعتداء من ما يسمى (وحدات المتسادا ونحشون) ومصلحة السجون على أسرى، ووجدت مشاهد تقشعر منها الأبدان ويشيب منها الشعر ، فعلى سبيل المثال : يدخلون الغرف بالهراوات والغاز وبكل ما أوتوا من وحشية ويجرون السجين لمسافة تزيد عن 100 متر وهو ينزف بالدماء، فسبق أن خرجت يوما للقاء المحامي وخلال سيري وجدت آثار الدمار منتشرة في كل مكان ".
وكشف عساف عن "تعرض الأسرى لعملية قمع وضرب مبرح نتيجة احتفالهم بالصواريخ الإيرانية التي استهدفت دولة الاحتلال".
وكشف عساف عن "حجم الحرمان الذي يعانيه الأسرى على صعيد الطعام والشراب" قائلا:" ستة أشهر أمضيتها دون أن أجد كوب شاي ساخن أو قطعة فاكهة واحدة أو أي نوع من اللحوم على صعيد النوعية، والأكل فقط يقتصر على بعض البقوليات التي تطهى مع بعضها بشكل لا يليق بالبشر".
وأكمل "هناك أطنان من اللحوم البشرية تعرضت للعنف والإجرام حيث خسر كل الأسرى أوزانا كبيرة، والأسرى لا يعطوا أي علاجات سواء أكان مريضا أو لمن جرح أثناء الاعتقال والتحقيق والاعتداءات تماما كما حصل معي فقد جرحت بجرح برأسي واضطررت أن لا أحلق شعري خشية أن يلتهب جرحي الذي لم يعالج".
ويتابع "خرجت وذاكرتي مليئة بمشاهد الإجرام والحرمان وقد خسرت من وزني 29 كيلو غراما، وغيري من الأسرى خسر الكثير الكثير، وبات يعاني من أمراض مزمنة نتيجة انعدام العلاج وسوء التغذية ".
وترفض إدارة السجون كما يقول عساف "إحضار أي ممرض وتقديم العلاج للأسرى، وفي حال قام أي منا بطلبه يكون الرد أن الممرض يأتي فقط عند موت أي من الأسرى، وفي ذات الوقت وعندما يكون هناك قمع لهم يكون الممرضين أو من يحمل العصي والأسلحة الى جانب إدارة قمع الاسرى في القسم او المعتقل".
وشدد عساف على أن "ما يجري مع الأسرى لا يتعلق بأسير دون آخر، ولكن آثارها تتراوح بين جسم وآخر، والمعتقلون كانوا رهائن بيد الاحتلال خارج القانون، فلم يكونوا لا سجناء رأي ولا معتقلين سياسيين ولا أسرى حرب، بل فُرضت عليهم تلك السياسات وأبسطها التجويع والحرمان من الغذاء المناسب كما ونوعا".
ويتضح من خلال مشاهد الأسرى المفرج عنهم من سجون الاحتلال، أن الأسرى يعانون من فقدان كبير في أوزانهم ، إلى جانب تدهور في أوضاعهم الصحية ، جراء سياسة التجويع كجزء من الإجراءات الانتقامية وعمليات التعذيب، والتي تصاعدت بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر وباتت تنعكس بشكل كبير على الأسرى مع مرور الوقت".