في يومهم العالمي.. كيف يعيش العمال الفلسطينيون في لبنان؟

يأتي "عيد العمال" العالمي لهذا العام على العمال الفلسطينيين في لبنان كما كل عام، في ظل واقع مأساوي يعيشونه بفعل الأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تتعرض لها البلاد، وفي ظل القوانين اللبنانية التي تمنعهم من ممارسة الكثير من الأعمال.

واعتبر مراقبون، في أحاديث منفصلة لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن العمال الفلسطينيون في لبنان، هم الأكثر تضرراً من الأزمات المتلاحقة التي تمر بها البلاد، نظراً إلى أن تاريخهم حافل بالحرمان، إذ يمنع القانون اللبناني، الفلسطينيين من ممارسة أغلب المهن في أراضيه.

وقال مسؤول ملف "أونروا" في حركة "الجهاد الإسلامي" في لبنان، جهاد محمد، إن "العامل الفلسطيني في لبنان يواجه تحديّات كبيرة وجمّة، إذ يعيش ظروفاً صعبة ومعقّدة، نتيجةً للتشريعات والسياسات التي تؤثر على حقوقه الأساسية وفرص العمل له".

وأضاف محمد، في تصريح خاص لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، أن "من أبرز التحدّيات التي تواجه العمال الفلسطينيين في لبنان هي قيود العمل المفروضة عليهم، إذ يعتبر العامل الفلسطيني غير قانوني في العديد من القطاعات، بما في ذلك القطاعات الحكومية والخاصة، نتيجةً للقوانين المجحفة، مما يؤدّي إلى تقييد فرص العمل المتاحة للفلسطينيين، وبالتالي تشغيل غير رسمي، وظروف عمل غير مستقرة".

وأشار إلى أنّ "العمّال الفلسطينيين يعانون من قيود في حقوق العمل المشروعة، فهم غالباً ما يعملون في ظروف غير آمنة، ولا يحصلون على الحماية القانونيّة التي يستحقّونها كعمّال، بحيث يعمل الغالبية منهم في مهن شاقّة وخطِرة، مثل البناء والزراعة، دون الحصول على الحماية القانونية الكافية، أو الحقوق العمالية المناسبة".

ولفت إلى أن "العمّال الفلسطينيين يواجهون كذلك تحديّات في الحصول على الرعاية الصحية والضمان الإجتماعي، بسبب صعوبة القوانين اللبنانية، ومنها قوانين العمل التي تفرض قيوداً صارمة على العمالة الفلسطينية".

وأضاف أن هذه الأمور أدت إلى "ارتفاع كبير في نسب الفقر والبطالة في صفوف اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، إذ تخطت نسبة القابعين تحت خط الفقر الـ 80 في المائة من إجمالي أعداد اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات والتجمّعات الفلسطينية في لبنان".

بدوره، أكد الباحث الحقوقي، حسن السيدة، على أن "العامل الفلسطيني في لبنان يعاني من أزمات مركّبة، جرّاء عدة عوامل تتّسم بها الساحة اللبنانية".

وأضاف السيدة، في تصريح خاص لـ"قدس برس"، أن "من بين هذه العوامل الازمة الإقتصادية التي يمر بها لبنان منذ ما يقارب 5 سنوات، والتي على إثرها فقدت العملة الوطنية قيمتها، وانهارت أمام الدولار الأميركي، وبالتالي تراجع القدرة الشرائية بشكل غير مسبوق في تاريخ لبنان".

وأشار إلى أن "ارتفاع تكلفة المواصلات في لبنان ساهم في زيادة معاناة العامل الفلسطيني، إذ بات يصرف ما يقارب نصف راتبه لأجل المواصلات".

يُذكَر أن القانون اللبناني يمنع الأجانب، بمن فيهم اللاجئون الفلسطينيون، من العمل في أكثر من 70 مهنة، كالطب والصيدلة والهندسة والمحاماة ورئاسة تحرير الصحف وغيرها.

هذا ويبلغ عدد اللاجئين الفلسطينيين المسجلين لدى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في لبنان، حوالي 450 ألفا، يعيش معظمهم في 12 مخيما رسميا للاجئين الفلسطينيين.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا
الاتحاد الأوروبي يندد بعنف المستوطنين في الضفة الغربية ويدعو "إسرائيل" إلى التحرك
يونيو 27, 2025
أعرب الاتحاد الأوروبي عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للأوضاع في الضفة الغربية المحتلة، محذرا من تصاعد غير مسبوق في اعتداءات المستوطنين "الإسرائيليين" ضد الفلسطينيين، والتي كان آخرها استشهاد ثلاثة مواطنين في بلدة كفر مالك شرق رام الله، يوم الأربعاء الماضي. وفي بيان رسمي، قال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، أنور العنوني، إن "موجة العنف والترويع
"الإعلامي الحكومي" يحذر من مواد مخدرة في معونات غذائية مصدرها الاحتلال
يونيو 27, 2025
أعرب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، الجمعة، عن بالغ القلق والاستنكار إزاء العثور على أقراص مخدرة من نوع "أوكسيكودون" داخل أكياس طحين وزّعت على المواطنين عبر ما وُصف بـ"مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية"، التي تُعرف شعبيا باسم "مصائد الموت". وأوضح المكتب أن التحقيقات وثّقت حتى الآن أربع إفادات منفصلة لمواطنين عثروا على هذه الأقراص داخل أكياس الطحين،
الاحتلال يوزع شرائح تجسس في غزة.. وأمن المقاومة يحذر من استخدامها
يونيو 27, 2025
حذّرت منصة "الحارس" الأمنية التابعة للمقاومة، الجمعة، من تداول وشحن شرائح اتصالات "إسرائيلية" مجهولة المصدر تُلقى عبر طائرات استطلاع في مختلف مناطق قطاع غزة، متهمة الاحتلال بمحاولة استخدام هذه الشرائح كـأدوات اختراق وتجسس. وأوضحت المنصة أن هذه الشرائح تمكّن الاحتلال من تتبع هواتف المواطنين واختراقها، وجمع معلومات حساسة قد تمس السلامة الشخصية وأمن البيئة المحيطة.