هجوم جيش الاحتلال على رفح "محدود النطاق" أم "مجزرة جديدة"؟
غزة (فلسطين)- قدس برس
|
مايو 10, 2024 5:12 م
وصف جيش الاحتلال والداعمين له، الهجوم العسكري على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، بأنه "عملية محدودة النطاق"، في الوقت الذي تشير فيه الشواهد على الأرض أن جيش الاحتلال يشرع بتنفيذ عملية موسعة تشمل كافة أرجاء المدينة، التي تضم نحو مليون و 400 ألف نازح من شمال غزة ووسطها.
وأعلن جيش الاحتلال مساء الاثنين 6 أيار/مايو الجاري، البدء بعملية عسكرية شرق رفح، طالبا من الأهالي في أحياء "الشوكة" و"السلام" و"الجنينة" و"اليرموك" وصولا للأراضي الزراعية القريبة من معبر "كرم أبو سالم" بالإخلاء نحو غرب المدينة.
وتمتد المساحة المذكورة إلى نحو 30 كيلو متر مربع، وهي تعادل نصف مساحة مدينة رفح، البالغة 64 كيلو متر مربع، كما ادعى إعلام الاحتلال بأن السكان الذين طلب منهم مغادرة المنطقة لا يتعدى عددهم الـ 100 ألف نسمة.
ويؤكد مشتغلون في مجال الإغاثة في رفح، بأن سكان هذه المناطق الأصليين ممن يقيمون فيها على نحو دائم يقدر بـ100 ألف نسمة ممن طالبهم الجيش بإخلائها، في حين يزيد عدد سكان هذه الأحياء عن 300 ألف آخرين، وهم من النازحين الذين مكثوا في هذه المناطق طيلة الأشهر السبعة الأخيرة منذ بدء الحرب على القطاع في الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023.
عملية واسعة تشمل كافة المدينة
وفقا للمتابعة الميدانية التي رصدتها "قدس برس" فإن منطقة القتال التي طالب جيش الاحتلال بإخلائها تقع إلى الشرق من شارع "صلاح الدين" الذي يقسم المدينة لشطرين (شرقي، غربي) ولكن حقيقة الميدان وفقا لطريقة القصف التي يتبعها الجيش تشير إلى وصول القذائف إلى كافة أرجاء المدينة.
ووصل القصف الإسرائيلي بسلاح المدفعية وسلاح الجو إلى الأحياء الغربية من المدينة وتحديدا أحياء "العودة" و"الشابورة" و"يبنا" ودوار "زعرب"، وأطراف من "الحي السعودي" أقصى غرب رفح.
كما طالت قذائف المدفعية "برج المصري"، و"مول العرب" و"المستشفى الكويتي" وهي مواقع تقع إلى الجهة الغربية من رفح.
أما الزوارق البحرية، فواصلت قصفها للمناطق التي صنفها الاحتلال "آمنة" وتحديدا "الحي السعودي" و"دوار العلم"، وأطراف منطقة "دوار الطيارة"، وهي مناطق ادعى جيش الاحتلال أنه خُصِّصَت لنزوح المواطنين من شرق رفح.
وقال مراسل "قدس برس" في المنطقة، أن هذا الواقع الميداني أجبر سكان المناطق الغربية من رفح لمغادرتها إلى الشمال نحو مدينة "خان يونس" ومخيمات وسط القطاع، ومرر الاحتلال مخططه باجتياح المدينة التي يزيد عدد النازحين فيها عن 1.4 مليون نازح، دون أن يكترث المجتمع الدولي بحقيقة ما تمارسه إسرائيل من إبادة.
وقدرت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" عدد النازحين من مدينة رفح بنحو 110 آلاف نازح.
وقالت الوكالة أن النزوح القسري للفلسطينيين في غزة مستمر في ظل عدم وجودة مناطق آمنة في القطاع.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 217 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 90 بالمئة من السكان.
تصنيفات : أخبار فلسطين الحرب على غزة