اختتام المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في "جوهانسبرغ" بجنوب أفريقيا
اختتمت أمس الأحد فعاليات المؤتمر العالمي لمناهضة الفصل العنصري الإسرائيلي في فلسطين، الذي استضافته مدينة جوهانسبرغ بجنوب أفريقيا، خلال الفترة من 10 إلى 12 مايو/أيار الجاري.
ويعد هذا المؤتمر الأول دوليا الذي يدعو إلى إطلاق حركة عالمية من أجل تفكيك نظام الاستعمار الاستيطاني والفصل العنصري الإسرائيلي، والذي شاركت فيه أكثر من 200 شخصية دينية وسياسية وحزبية من جميع أنحاء العالم.
وحول جدوى هذا المؤتمر أوضح محمد صالح مدير مركز الدراسات الافريقية، أن "هذا المؤتمر يأتي في هذا الظرف الدقيق والمهم جداً ليس لفلسطين وحدها وليس لإنشاء منطقة الشرق الأوسط وحدها ولكن للعالم أجمع، في الوقت الذي كشفت فيه هذه الحرب التي تشنها إسرائيل على غزة مدعومة بالدول التي صنعت إسرائيل على أرض فلسطين الوجه الحقيقي لليبرالية الغربية والشعارات التي ظلت ترفعها من حقوق الإنسان وانتهاكات القوانين الدولية وكل ما له علاقة بالأخلاق والقيم".
وأشار إلى أن الاحتلال تجاوز حتى قوانين الاشتباك العسكري في هذه الحرب، لذلك دلالات هذا التوقيت تأتي في معركة فاصلة، كشفت كل الزيف الذي يتغنى به العالم الغربي، وظل يشهره كصوت على الدول المستضعفة في العالم.
آليات تفكيك النظام العنصري
وأوضح صالح أن التفكيك الأول هو في الواقع يأتي لتفكيك الصورة الذهنية التي رسمت للعالم، والتي رسمها الغرب والآلة الإعلامية الغربية والإسرائيلية على مستوى العالم بأن دولة الاحتلال هي الديمقراطية الدولة الوحيدة في الشرق الاوسط.
وتابع بأن التفكيك الثاني هو تشكيل حالة من الرفض لكل ماله صلة باسرائيل والدول الغربية الداعمه له مقابل مساندة القضية الفلسطينية.
والنقطة الثانية هي إعادة إسرائيل إلى الحدود التي اخترقوا بها القانون الدولي على الأقل في هذا الحد، فالعالم كله يعترف بحل الدولتين. لذلك هذا ما يعنيه بتفكيك الفصل العنصري لإعادة إسرائيل إلى حجمها الطبيعي على الأقل إلى ماكانت عليه قبل 1967.
ولفت إلى أن هذا الأمر يعود إلى قناعة المؤسسات التي تقف إلى جانب الحق الفلسطيني منطلقة من القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة ومجلس الامن الدولي المعروفة لدى الجميع منذ عام ١٩٤٨.
وشدد صالح على ضرورة مقاطعة الاحتلال وكل الدول التي تدعمه في جرائمه التي يقوم بها، وذلك بمقاضاة ليس فقط الكيان الإسرائيلي ولكن حتى بمقاضاة قياداته ومطاردتهم قانونياً باللوائح القانونية على مختلف الدول.
ودعا لمحاصرة إسرائيل محاصرة حقيقية، ومقاطعتها مقاطعة قانونية، وإدانتها حتى تتراجع عن جرائمها، فهناك فرصة ذهبية في ظل الوضع الذي ينتفض على مستوى الشعوب في العالم في هذه اللحظة الفارقة من التاريخ الذي تصنعه غزة، يمكن أن يكون هناك تحول حقيقي على مستوى العالم حتى للولايات المتحدة التي قننت الاعتراف بإسرائيل، وقننت في عدد كبير من ولاياتها الإساءة لإسرائيل والحديث بسلبية عن إسرائيل بما يعرف معاداتها للسامية.
ولفت إلى أن هناك انتفاضة حقيقية على مستوى العالم إذا تم البناء عليها على مستوى المؤسسات يمكن أن تثمر ثمرة حقيقية في محاصرة إسرائيل ومحاصرة المؤسسات على مستوى العالم التي تدعم الكيان الإسرائيلي.
