طلبة الجامعات التشيلية يُطالبون حكومة بلادهم بقطع العلاقات مع "إسرائيل"

إيمان أبو سيدو / سانتياغو
|
مايو 17, 2024 4:04 م
قام اتحاد طلاب الجامعة البابوية الكاثوليكية (FEUC)، ومنظمة التضامن مع فلسطين (OSP-UC) في تشيلي، بتسليم الرئيس غابرييل بوريك، رسالة تُطالب بـ"اتخاذ إجراءات وقرارات ملموسة إضافية لوقف العلاقات مع إسرائيل".
وطالبت الرسالة التي سلمها الطلبة للرئيس بوريك، خلال زيارته لهم، أمس الخميس، بمقر الجامعة، أن "تقدم تشيلي دعمها للدعوى القضائية التي رفعتها جنوب إفريقيا ضد إسرائيل في محكمة العدل الدولية".
وأبدى الطلاب التشيليون في رسالتهم، استغرابهم من تأخر بلادهم على الانضمام إلى الدعوى القضائية ضد "إسرائيل" وقالوا إن ذلك غير مفهوم "مع هذا العدد من التشيليين من أصل فلسطيني، وكون أن هذه الدولة رسخت سياستها الخارجية على الالتزام بالقانون الدولي".
وشدد الطلبة، على "ضرورة دعم السلطة التنفيذية لمشروع القانون الذي يحظر استيراد السلع والخدمات من المستوطنات في الأراضي المحتلة، الذي وافقت عليه لجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ في كانون الثاني/ يناير الماضي".
وأعرب الطلبة في رسالتهم للرئيس التشيلي، عن "امتنانهم لقراراتكم لصالح العدالة في فلسطين، أرض آبائنا وأجدادنا، لكننا نطالب بالمزيد".
تأتي زيارة بوريك ولقائه بطلبة الجامعة بعد يوم واحد، من مطالباتهم بأن تقطع تشيلي العلاقات الدبلوماسية والاقتصادية والعسكرية مع الدولة التي "تمارس الإبادة الجماعية".
وجاء في خطاب للطلبة خلال مظاهرة في جامعة "تشيلي" بالعاصمة سانتياغو، بمناسبة الذكرى الـ76 للنكبة الفلسطينية، أنه "من المهم جدًا ألا ننظر إلى هذا الذكرى على أنها مجرد عام آخر، ولكن في إطار أكبر إبادة جماعية في العالم".
وردد الطلبة هتافات مثل "لا مزيد من موت الأطفال الأبرياء"، "دعونا نقطع العلاقة مع إسرائيل"، "إنها ليست حرب، إنها إبادة جماعية"، بالتوازي مع استعدادهم للتخييم والانضمام إلى الحركة العالمية لدعم الشعب الفلسطيني التي تُنَفَّذ في جامعات مختلفة حول العالم.
من جهته قال الطالب والنشاط، كاهويل أورتيز، في تصريحات صحفية، إن "ما يحدث في فلسطين ليس مجرد سبعة أشهر من الإبادة الجماعية، بل أكثر من 75 عامًا من الاحتلال غير المشروع الذي تسبب في الموت والمعاناة".
بالتزامن مع ذلك نظم عدد من المتضامنين التشيليين تجمعاً أمام قصر "لا مونيدا" الرئاسي، تحت شعار "من أجل فلسطين حرة"، وحملوا الأعلام الفلسطينية واللافتات المطالبة بوقف العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني.
بدورها أشارت، الناشطة التشيلية، كلوديا يرور، إلى أن "الصراع الحالي يعكس نسخة حديثة من نكبة 48، حيث أصبحت تقنيات الحرب أكثر فتكا من أي وقت مضى".
ودعت يرور، خلال مشاركتها، إلى ضرورة "مشاركة وحشد العديد من منظمات حقوق الإنسان، ومؤسسات المجتمع المدني على اختلافها من أجل دعم حقوق الشعب الفلسطيني واستقلاله وحريته".
يُذكر أن نحو 620 من المحاميين التشيليين، تقدموا في آذار/مارس الماضي، بشكوى إلى محكمة الجنايات الدولية ضد حكومة الاحتلال الإسرائيلي ورئيسها بنيامين نتنياهو.
وفي شهر كانون الثاني/يناير الماضي، قدمت تشيلي، بالاشتراك مع المكسيك، مذكرة إحالة إلى المحكمة الجنائية الدولية للمطالبة بالتحقيق في "جرائم الحرب" التي ارتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
كما استدعت تشيلي التي تضم أكبر عدد من الفلسطينيين خارج العالم العربي، سفيرها لدى الاحتلال الإسرائيلي للتشاور في أواخر تشرين الأول/أكتوبر الماضي للاحتجاج على "الانتهاكات (الإسرائيلية) غير المقبولة للقانون الإنساني الدولي في غزة". وفي آذار/مارس قررت وزارة الدفاع التشيلية استبعاد الشركات الإسرائيلية من أكبر معرض للطيران في أميركا اللاتينية، والذي نُظم في العاصمة سانتياغو خلال الفترة من 9- 14 نيسان/أبريل الماضي.
وبرر الرئيس التشيلي، غابرييل بوريك، القرار بأن "ما يحدث في غزة غير مقبول، ولن يبدو من الحكمة أو التماسك بالنسبة لي أن تأتي شركات (إسرائيلية) لتعرض أسلحة لتشيلي تحت هذه الظروف".
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، مدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا، ارتكاب جريمة الإبادة الجماعية في قطاع غزة، لليوم الـ 224 تواليًا، عبر شن عشرات الغارات الجوية والقصف المدفعي، مع ارتكاب مجازر ضد المدنيين، وسط وضع إنساني كارثي نتيجة الحصار ونزوح أكثر من 95 بالمئة من السكان.