باحث بشؤون القدس: الاحتلال يستغل الأعياد اليهودية لإحلال "الهيكل" مكان "الأقصى"

حذر الباحث في شؤون القدس زياد ابحيص، اليوم الاثنين، من "خطورة السماح لليهود باقتحام المسجد الأقصى المبارك، وإحياء ما يسمى بـ(عيد الأنوار)".

وأكد ابحيص لـ"قدس برس" إن "الاحتفالات المسائية التي يقيمها المستوطنون في المسجد الأقصى المبارك ستكون أشد خطورة من الاقتحامات".

وأوضح أن جماعات الهيكل تقيم خلال هذه الاحتفالات الرقصات الليلية على أبواب المسجد الأقصى، وتشعل الشمعدان في كل ليلة، مع تكرار محاولات إدخاله إلى المسجد، وهي المحاولات المستمرة منذ عام 2017.

وأشار إلى أن "عيد الأنوار" من الأعياد التي أضيفت إلى اليهودية عبر التجربة التاريخية، وليس من الأعياد التوراتية الأصيلة، "ويحتفى فيه بمعجزة تزعم الأسفار اللاحقة أنها حصلت مع يهودا الحشموني (يهودا المكابي) بعد أن انتصر على السلوقيين، وأعاد تأسيس (المعبد الثاني) المزعوم بعد (الثورة المكابية)".

وأردف أن هذا العيد يكتسب بعدًا قوميًا بوصفه يستذكر نصرًا لـ"جماعة اليهود" على أعدائهم، كما يرتبط بـ"الأقصى" ارتباطًا مباشرًا، بوصفه يستذكر "تدشين المعبد الثاني"، وبالتالي يستحضر أوهام "تدشين المعبد الثالث" على أنقاض المسجد الأقصى.

واستدرك قائلاً إن "اليهود، تخليدًا لهذه المعجزة المزعومة، ينيرون شمعدانًا تساعيًا، فتُشعل شموع جديدة في الشمعدان كل ليلة من ليالي العيد الثمانية، بينما تتوسط الشمعة التاسعة الوسطى باعتبارها (الشمعة المساعدة) أو (شمعة الإشعال) التي تستخدم لإشعال البقية".

واستطرد أن "رقصات ليلية، وابتهاجًا وعزفًا للموسيقى، واستذكارًا لنشوة النصر المكابي على العدو، تصاحب هذا العيد، كما تشمل الاحتفالات شتم الأعداء بوصفهم (كلابًا)".

ولفت الباحث في شؤون القدس إلى أن "هناك عدة أهداف من هذه الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال والمستوطنون تجاه المسجد الأقصى، أهمها الهدف الإحلالي، عبر إزالة الأقصى من الوجود بمساحته كاملة، وإحلال الهيكل مكانه، وهذه الرؤية الاحلالية هي محل إجماع اليمين الصهيوني".

وشدد ابحيص على أن "ما يجري في هذه الأيام، يعد موسمًا لاستحضار الوجود اليهودي في الأقصى في شهور الشتاء، التي تنقطع خلالها الأعياد اليهودية الكبرى لمدة ستة أشهر تقريبًا، وهذا السر في تصعيد مكانته وزيادة اهتمام جماعات الهيكل المتطرفة به".

ونوّه إلى أن "الجماعات اليهودية تعوض إدخال الشمعدان إلى الأقصى بإشعال شموع منفردة فيه صباحًا خلال أوقات الاقتحامات، مع أداء الطقوس التوراتية الأخرى مثل السجود الملحمي ورفع العلم الصهيوني، بوصفه عيدًا تربطه جماعات المعبد المتطرفة بفكرة السيادة على الأقصى".

وبيّن أن "عيد الأنوار" العبري يتقاطع هذا العام مع عيد الميلاد المسيحي الغربي، و"عادة ما تلجأ سلطات الاحتلال للتركيز على فكرة التراث اليهودي - المسيحي المشترك في مثل هذه المناسبات".

وأشار إلى أن حكومة الاحتلال "لا تطبق ذلك على الأرض، بل تضيق على المسيحيين في احتفالاتهم بسبب الأعياد اليهودية، للتأكيد على أن (الهوية اليهودية) المزعومة في المدينة تسمو فوق كل اعتبار، وهو ما يجعل أفعال الاحتلال تتناقض تمامًا مع ادعاءاته".

وكثفت جماعات يهودية متطرفة، على رأسها المتطرف إيتمار بن غفير، دعوات اقتحام المسجد الأقصى المبارك خلال أيام ما يسمى بـ"عيد الأنوار / حانوكاه"، الذي بدأ أمس الأحد، ويستمر ثمانية أيام حتى الـ26 من كانون الأول/ديسمبر الجاري.

يذكر أن حكومة الاحتلال تستغل الأعياد اليهودية للتصعيد في مدينة القدس، عبر تبرير الاقتحامات، وإغلاق منافذ المدينة المقدسة وعزلها عن محيطها، وتحويلها إلى ثكنة عسكرية، ومنع دخول الفلسطينيين لها، وقمع المصلين والمرابطين والاعتداء عليهم، وتوفير الحماية الكاملة للمستوطنين.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
اعلامي اردني ودبلوماسي سابق يحذر من "الاختراق الاستخباري" الإسرائيلي
يونيو 26, 2025
حذر الاعلامي الأردني والدبلوماسي السابق د. ذيب القرالة ، الدول العربية من عمليات الاختراق الاستخباري الاسرائيلي متوقعا ان تتحرش اسرائيل خلال الاشهر القادمة ( سياسيا وامنيا ) بدول عربية ، بعد ان انهت الجولة الاولى من حربها مع ايران. وأعتبر القرالة، في مقال تحليلي نشره على موقع /عمون/ الإخباري اليوم الخميس، أن الاختراق الإسرائيلي العميق
الحرب على إيران تنتهي والمقاومة في غزة تبدأ مرحلة جديدة
يونيو 26, 2025
في ظل التحولات المتسارعة على الساحة الإقليمية، أُسدل الستار مؤخرًا على العدوان الإسرائيلي على إيران، وهو صراع خلّف آثارًا عميقة على ميزان القوى في الشرق الأوسط. ومع توقف هذه الحرب، تعود الأنظار مجددًا نحو غزة، التي كانت – ولا تزال – مسرحًا لصراع مستمر وظروف إنسانية مأساوية. لكن، ما الذي يعنيه انتهاء الحرب مع إيران
عشرات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك بحماية مشددة من شرطة الاحتلال
يونيو 26, 2025
اقتحم عشرات المستوطنين، المسجد الأقصى المبارك، من باب "المغاربة"، بحماية مشددة من شرطة الاحتلال الإسرائيلي.   وأفادت مصادر مقدسية بأن المستوطنين اقتحموا الأقصى من باب "المغاربة"، وأدوا  طقوسا تلمودية علنية في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى.   وشددت قوات الاحتلال من إجراءاتها العسكرية في محيط البلدة القديمة من القدس، وعند أبواب المسجد الأقصى، وأعاقت دخول
كمين "خانيونس".. إلى أي مدى تآكلت هيبة الجيش الإسرائيلي؟
يونيو 25, 2025
في تطور ميداني جديد يؤكد استمرار المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة وقدرتها على فرض معادلات قتالية جديدة، نفذت "كتائب القسام" التابعة لحركة "حماس" عملية محكمة في مدينة خانيونس أسفرت عن مقتل سبعة من جنود وضباط الاحتلال الإسرائيلي وتدمير آليات عسكرية. ويرى مراقبون ومحللون سياسيون في حديثهم لـ"قدس برس" أن هذه العملية تمثل ضربة نوعية تعكس
استشهاد مسنّة فلسطينية برصاص جيش الاحتلال خلال مداهمة في مخيم "شعفاط"
يونيو 25, 2025
 استشهدت امرأة فلسطينية مسنّة، فجر اليوم الأربعاء، إثر إصابتها برصاص جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال اقتحام مخيم "شعفاط" للاجئين شمال مدينة القدس المحتلة، بحسب ما أفادت به وكالة أنباء السلطة الفلسطينية /وفا/. وذكرت "محافظة القدس" (تابعة للسلطة الفلسطينية) في بيان أن الشهيدة زهرية جودة العبيدي، البالغة من العمر 66 عامًا، أصيبت بعيار ناري في الرأس خلال