خبيران إسرائيليان: "حماس" تفوقت على إسرائيل في الحرب النفسية

منح خبيران إسرائيليان في أساليب الحرب النفسية، حركة "حماس" تفوقا آخر في المعارك الدائرة بين المقاومة وجيش الاحتلال في قطاع غزة، يتمثل في الحرب النفسية.

وقارن الخبيران بين أشرطة الفيديو التي تبثهما "حماس" ودولة الاحتلال عن "سير المعارك في غزة، وتلك التي تظهر أسرى إسرائيليين لدى المقاومة". 

وقال أستاذ الاتصالات الفخري في جامعة "حيفا"، (يدرس مساق الحرب النفسية) "غابي وايمان"، في تصريح لموقع/ميديا ​​لاين/ العبري: إنه "منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول، قامت حماس بشكل منهجي بتحركات لزرع الخوف والارتباك داخل المجتمع الإسرائيلي، وذلك باستخدام وسائل الإعلام لارتكاب هجمات نفسية".

وأضاف أن "هذه الأمثلة من الحرب النفسية تظهر أن ساحة المعركة تمتد الآن إلى ما هو أبعد من المواجهات الجسدية، حيث تهدف حماس إلى تحطيم روح وتصميم الإسرائيليين".

وأوضح أن "الضغوط النفسية الناجمة عن حرب غزة مدروسة، ومنظمة ومخطط لها مسبقا، أطلقتها حماس وبدأت حتى قبل 7 أكتوبر"، موضحا أن "ما نراه الآن هو المرحلة الرابعة".

وأضاف المرحلة الأولى كانت التخطيط المسبق، حيث استعدت "حماس " للهجوم ، من خلال عمليات التوثيق واستخدام المواد اللازمة للحرب النفسية، حيث اشتروا معدات مثل الكاميرات والهواتف المحمولة وحصلوا على بطاقات SIM الإسرائيلية، وقاموا بتدريب الناس، وكل هذا تم قبل السابع من أكتوبر.

وقال: "كان استبدال البطاقات القديمة ببطاقات SIM الإسرائيلية الجديدة أيضًا جزءًا من الحملة النفسية لأنهم كانوا بحاجة إلى الاتصال بالشبكة الإسرائيلية حتى يتمكنوا من تحميل وبث مقاطع الفيديو التي كانوا يصورونها أثناء الهجوم". .

وأشار إلى أن المرحلة الثانية كانت التصوير أثناء الهجوم، حيث وثقوا كل شيء، وتم إرساله على الفور إلى غزة، وهناك تم تحريره ونشره على الإنترنت.

ورأى أن المرحلة الثالثة من الحرب النفسية كانت إطلاق سراح بعض الأسرى الإسرائيليين، حيث تم ذلك بطريقة احتفالية للغاية، وجاءت حماس بكامل زيها العسكري، وأسلحتها، ورموزها، ونشرت مقاطع فيديو لإيماءات إنسانية تجاه الأسرى الإسرائيليين، وأعطتهم الزجاجات، وساعدتهم، وما إلى ذلك، زاعما أنه تم استخدامه أيضًا لأسباب نفسية.

وأضاف وايمان: "نحن الآن في المرحلة الرابعة الأطول". وأوضح أن الهدف من ذلك هو الضغط على الحكومة الإسرائيلية من خلال الضغط النفسي على العائلات والإسرائيليين.

من جهته، قال الصحفي الإسرائيلي ياكوف كاتز، رئيس التحرير السابق لصحيفة /جيروزاليم/ الإسرائيلية: إن "حماس استخدمت  مقاطع فيديو للأسرى بذكاء شديد، في محاولة إقناع الإسرائيليين بالضغط على الحكومة للتوصل إلى اتفاق لاستعادة الأسرى وإنهاء الحرب، وجعل الإسرائيليين أكثر صوتًا في انتقادهم للحكومة".

ورأى أن مثل هذه الهجمات النفسية، تؤدي إلى مزيد من الضغط على الحكومة الإسرائيلية لعقد صفقة ووضع القضية في المقدمة.

وأوضح أن الضغوط النفسية التي تمارسها "حماس" حققت أهدافها أيضا في تجديد المفاوضات لعقد صفقة تبادل للأسرى.

وأوضح وايمان أن تأثير مثل هذا الضغط النفسي على المجتمع أصبح من المستحيل الآن قياسه.

وقال: “لا توجد طريقة يمكننا من خلالها تقدير الصدمة الإسرائيلية والتوتر والقلق والحزن والخوف والتشاؤم، التي أصبحت الآن جزءا من المناخ الإسرائيلي”.

وأضاف كاتس: “حقيقة أن حماس تمكنت من اسر أشخاص أعطتهم القدرة على طعن الإسرائيليين في قلوبهم متى أرادوا ذلك من خلال مقاطع فيديو وصور للأسرى”.

ولليوم 239 على التوالي يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و284 شهيدا، وإصابة 82 ألفا و57 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الاحتلال يقتحم عددا من مدن الضفة الغربية
يونيو 28, 2025
واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء اليوم السبت، اقتحاماتها الواسعة لعدد من المناطق في الضفة الغربية، تخللتها اعتداءات على الفلسطينيين، ومداهمات لمنازل ومحال تجارية، وتفجير أحد المنازل في مخيم جنين، وسط تحليق مكثف لطائرات الاستطلاع. ففي الخليل جنوبي الضفة الغربية، اقتحمت قوات الاحتلال مخيمي العروب والفوار، وأطلقت قنابل الصوت والغاز السام تجاه الفلسطينيين، دون أن يُبلغ
دعوات لتشكيل "لجان حماية" في القرى الفلسطينية
يونيو 28, 2025
بعد تصاعد هجمات المستوطنين التي طالت العديد من القرى والمناطق الفلسطينية وأدت إلى استشهاد العديد من الفلسطينيين وإلحاق أضرار فادحة بالممتلكات، تعالت الأصوات من قبل النخب والسياسيين والنشطاء بضرورة العمل على توفير حماية لتلك القرى وتفعيل "لجان الحراسة والحماية الليلية" للحيلولة دون تمادي المستوطنين في اعتداءاتهم وممارساتهم. حيث قال القيادي في "حزب الشعب الفلسطيني" وعضو
"القسام" تبث مشاهد من "معركة جباليا الثالثة"
يونيو 28, 2025
بثت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد قالت إنها توثق "الاشتباك مع قوة صهيونية من المسافة صفر شرق مخيم جباليا خلال (معركة المخيم الثالثة)" بتاريخ 23 كانون الأول/ ديسمبر 2024. وأوضحت في بيان اليوم السبت، أن "الفيديو يتضمن أيضا مشاهد حصلت عليها من مسيّرة تابعة للاحتلال تم إسقاطها، وتظهر إجلاء الجنود القتلى والجرحى من
"الجبهة الشعبية" تحمّل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى والأسيرات
يونيو 28, 2025
حمّلت "لجنة الأسرى والمحررين" في "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" (أحد فصائل منظمة التحرير الفلسطينية)، سلطات الاحتلال الإسرائيلي "المسؤولية الكاملة عن حياة ومصير الأسرى والأسيرات في سجون الاحتلال، لا سيما المرضى والأطفال، في ظل سياسات ممنهجة للتنكيل والإهمال الطبي المتعمد، وحرمانهم من أبسط حقوقهم الإنسانية". وقالت اللجنة في بيان تلقّته "قدس برس" اليوم السبت، إنها وثقت
"قدس برس" ترصد أساليب مراكز توزيع المساعدات الأمريكية في جذب شباب غزة
يونيو 28, 2025
أثار إعلان مكتب الإعلام الحكومي في غزة، أمس الجمعة، عن ضبط كميات من الأقراص المخدرة من نوع "أوكسيكودون" (مادّة مخدّرة) تم تهريبها داخل أكياس الدقيق التي تُوزّع عبر مراكز المساعدات "الأمريكية-الإسرائيلية"، صدمة واسعة في الشارع الغزي. حيث أوضح المكتب في بيانه أنه تم توثيق أربع حالات عُثر فيها على أقراص مخدرة داخل أكياس الدقيق، واعتبر
لماذا دعا ترامب إلى إلغاء محاكمة نتنياهو؟
يونيو 28, 2025
في ظل حالة الارتباك التي يعيشها كيان الاحتلال الإسرائيلي بعد أشهر من العدوان على غزة، أثارت تصريحات الرئيس الأميركي دونالد ترامب، التي طالب فيها بإلغاء محاكمة رئيس الوزراء في حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو أو منحه عفوًا، جدلًا واسعًا واعتُبرت مؤشرًا جديدًا على تعمق الأزمة داخل الاحتلال الإسرائيلي. ورأى مراقبون أن هذه التصريحات جاءت في توقيت