"حماس": المبادئ لا تكفي وحدها للوصول إلى اتفاق

قال عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أسامة حمدان، السبت، إن "الجهد الذي بذله الأشقاء الوسطاء في مصر وقطر كان يهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار وإنهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وسحب القوات".

وأضاف حمدان في مؤتمر صحفي بالعاصمة اللبنانية بيروت، أنه "كان لدى الحركة موقف واضح وتجاوبت مع هذه الجهود وهذه الوساطة وقبلت بالمقترح النهائي الذي قدم من قبل الوسطاء والذي كان بموافقة أمريكية".

وأكمل أن "فشل الجانب الأمريكي في إلزام الجانب الإسرائيلي وإقناعه بالموافقة على الورقة أدى إلى انهيار كل هذا الجهد الذي تم بناؤه".

وتابع حمدان: "اليوم أعلن بايدن عن أفكار نظرنا لها بإيجابية وقلنا إن هذه الأفكار لا تكفي ونحن بحاجة إلى اتفاق كامل لأن التفاصيل لدى الجانب الإسرائيلي لطالما كانت عنوان أزمة دائم، سواء في وقف إطلاق النار ورغبة الإسرائيلي ألّا يكون هذا دائمًا، أو في الانسحاب ومحاولة الإسرائيلي البقاء في مواقع محددة في قطاع غزة أو حتى في عملية التبادل".

وأكد أن "البيان ودعوة الرئيس الأمريكي للوصول إلى اتفاق أمر إيجابي لكن لا يمكن الوصول إلى اتفاق بمجرد الآمال، نحن بحاجة إلى نصوص واضحة تحقق ما نريده وما قلناه، ويقبل بها الإسرائيلي علانية وصراحةً وليس بطريقة المواربة، أو طريقة يمكن من خلالها أن يتملص من أي التزام".

وأوضح حمدان أن "المبادئ لا تكفي وحدها للوصول إلى اتفاق، هي خارطة طريق، لكنها ليست الصورة التي يمكن الاتفاق عليها، نحن نريد وقفًا كاملًا لإطلاق النار، هذا طرحه الرئيس بايدن، لكن كيف؟ وتوقيت ذلك وآلية ذلك؟".

وقال: "نحن نريد انسحابا كاملًا من قطاع غزة، هذا مطلوب أن يكون محددًا ضمن خطوات محددة المعالم، نريد أيضًا أن يكون هناك إيواء وإغاثة شاملة لقطاع غزة وإعمار وإنهاء للحصار، نريد صفقة تبادل عادلة، كل هذه التفاصيل لا بدَّ أن يتفق عليها".

وبيّن أنه "كان يتوقع أن يتبنى الرئيس بايدن الورقة التي قُدمت لحركة حماس في مطلع شهر مايو/آيار الماضي كورقة مقدمة من الوسطاء، ووافق عليها ممثله في الوساطة مدير الـ(CIA) ويليام بيرنز".

ولفت إلى أن "البيان يعكس محاولة جادة من الوسطاء للوصول إلى اتفاق، يبقى أن نرى ما هو مطروح بشكل دقيق، وما هو حقيقة الموقف الإسرائيلي".

كما أكد أيضا، أنه"لم يصل الحركة حتى اللحظة شيء محدد، وليست بصدد العودة لنقطة الصفر للتفاوض، هناك مقترح قُدّم للوسطاء، أعتقد أن البيان يمكن أن يكون مقدمة لإعادة تقديم ذات المقترح للجانب الإسرائيلي وأن يقبل الإسرائيلي بذلك".

وأردف أنه "ليس هناك مبادرة، الرئيس بايدن تحدث عن أفكار، والأفكار العامة لا تعني وصولًا لتفاهم، هي إطار عام، تفاصيل كثيرة، وجرى مناقشة الكثير من التفاصيل في مدى الشهور الأربع الماضية".

واستمر حمدان قائلا: "الحديث عن رغبة الوسطاء في الوصول إلى اتفاق حديث جيد ومقبول، وحماس لم تتردد وأخذت القرار عندما وافقت على الورقة التي قدمت من الوسطاء، والدور الآن على الوسطاء للضغط على الجانب الإسرائيلي ليقبل بذات الورقة التي أرى أنها حققت ما طرحه الرئيس بايدن من مبادئ".

وقال إن "حماس أعلنت موافقتها على ما قدمه الوسطاء و"إسرائيل" لم توافق، هي من أعلنت رفضها، الجانب الذي تعنت طوال الأشهر الماضية هو الجانب الإسرائيلي، والجانب الذي قابل موافقة حماس وجهود الوسطاء باجتياح لرفح واحتلال لمحور فيلادلفيا ومعبر رفح هو الجانب الإسرائيلي".

واوضح أيضا، أنه "مطلوب أن يعلن الجانب الإسرائيلي صراحةً وبوضوح التزامه بالوصول إلى اتفاق يحقق وقفًا شاملًا لإطلاق النار، وانسحابًا كاملًا من قطاع غزة، وإدخال الإغاثة بلا قيد أو شرط لإيواء وإغاثة النازحين، وإعمار غزة ورفع الحصار عنها وتحقيق صفقة تبادل عادلة للأسرى".

واعتبر حمدان، أن "ما كتبه نتنياهو على موقع إكس تأكيد أن التعنت هو إسرائيلي، وأن إحباط جهود الوسطاء كانت دومًا من الجانب الإسرائيلي، نحن لسنا متمسكين بشروط بل بورقة قدمها الوسطاء ووافقنا عليها".

وأشار إلى أنه "يعتقد أن من ينبغي أن توجه له الضغوط هو الجانب الإسرائيلي الذي أفشل حتى اللحظة كل الجهود، وحديث الرئيس بايدن حتى اللحظة قوبل برفض إسرائيلي".

وأعاد تأكيد أن "المقاومة الفلسطينية لا تزال على الموقف الذي التزمت به، أخذت القرار، فيما لا يزال نتنياهو يعرقل كل الجهود ويعطلها ويرفض أن يقبل وقف إطلاق النار".

وكان الرئيس الأميركي جو بايدن، قال في وقت سابق الجمعة، إن "إسرائيل عرضت مقترحا شاملا بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وإطلاق سراح جميع المحتجزين، مكونا من ثلاث مراحل".

وأعلن بايدن في كلمة له بالبيت الأبيض، تفاصيل المقترح، وأهمها "وقف إطلاق نار مستدام وإطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين وانسحاب القوات الإسرائيلية من المناطق المأهولة في غزة، ودخول المساعدات".

ووصف بايدن المقترح أنه "بمثابة خارطة طريق لوقف كامل وتام لإطلاق النار وانسحاب القوات الإسرائيلية من جميع المناطق المأهولة بالسكان في غزة، والإفراج عن المحتجزين، وإطلاق سراح مئات من الأسرى الفلسطينيين".

وأوضح الرئيس الأميركي، أنه "جرى نقل المقترح من قطر إلى حركة (حماس)".

ولفت إلى أن المرحلة الأولى وفقا للمقترح، ستدوم ستة أسابيع، وتتضمن "وقف إطلاق نار شامل وكامل وانسحاب القوات الإسرائيلية من كل المناطق المأهولة في غزة وإطلاق سراح عدد من الرهائن بمن فيهم جرحى وشيوخ ونساء، مقابل إطلاق أسرى فلسطينيين".

وسيتم في هذه المرحلة، "تسليم ما بقي في غزة من جثث لمحتجزين إسرائيليين، كما سيعود الفلسطينيون إلى كل مناطق غزة بما في ذلك الشمال، وستدخل المساعدات إلى غزة بمعدل 600 شاحنة في اليوم".

وقال بايدن، إنه "وفي خلال هذه الأسابيع الست، (المرحلة الأولى) ستتفاوض إسرائيل وحماس على وقف دائم لإطلاق النار، لكنّ الهدنة ستستمر إذا ظلت المحادثات جارية".

وأوضح الرئيس الأميركي، أنه "سيتم في المرحلة الثانية تبادل كل الأسرى الأحياء بما في ذلك الجنود الإسرائيليون، في حين تشمل المرحلة الثالثة منه إعادة إعمار قطاع غزة".

كما تهدف المرحلة الثالثة، إلى "إعادة بناء البنية التحتية وتحسين الظروف المعيشية لسكان القطاع".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 36 ألفا و379 شهيدا، وإصابة 82 ألفا و407 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
3 شهداء برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس
فبراير 14, 2025
استشهد ثلاثة فلسطينيين، مساء الجمعة، برصاص قوات الاحتلال الإسرايلي، في مخيم نور شمس بالضفة الغربية المحتلة. وقالت الهيئة العامة للشؤون المدنية الفلسطينية، إنها أبلغت وزارة الصحة باستشهاد ثلاثة شبان برصاص الاحتلال في مخيم نور شمس. وأوضحت الهيئة، أن الشهداء هم: "جهاد محمود حسن مشارقة (٤٠ عاما)، خالد مصطفى شريف عامر (٢٣ عاما)، محمد غسان أبو
"الأغذية العالمي": العاملون في غزة وصلوا إلى أكثر من 860 ألف شخص
فبراير 14, 2025
قال برنامج الأغذية العالمي (تابع للأمم المتحدة)، الجمعة، إن "العاملين في غزة وصلوا إلى أكثر من 860 ألف رجل وامرأة وطفل وزودوهم بطرود غذائية ووجبات ساخنة وخبز ومساعدات نقدية". وأضاف البرنامج في تقرير للأمم المتحدة، أنه دخل إلى غزة أكثر من 19 ألف طن متري من أغذية برنامج الأغذية العالمي. وأوضح أنه وزع "حزم التغذية
قيادي في "حماس": أجبرنا الاحتلال على تنفيذ كل المطلوب منه
فبراير 14, 2025
قال الناطق باسم حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، حازم قاسم، الجمعة، إن الحركة "ملتزمة باتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل مراحله وفقا للمواعيد المقررة". وأضاف قاسم أن "الاحتلال يواصل سياسة المماطلة كعادته وأجبرناه على تنفيذ ما هو مطلوب منه". وأوضح أن "الوسطاء في قطر ومصر يتواصلون مع الإدارة الأمريكية لتنفيذ البروتوكول الإنساني". وأكد قاسم أن مطالب
"أونروا": الناس في قطاع غزة ينقصهم كل شيء تقريبا
فبراير 14, 2025
قال المفوض العام لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازريني، الجمعة، إن "الناس في قطاع غزة ينقصهم كل شيء تقريبا". وأضاف لازريني، أن "البنية التحتية الحيوية في قطاع غزة دمرت بالكامل، وأن الاحتياجات في القطاع هائلة ولا يمكننا تلبيتها بالإمكانات الحالية". وأكد أنه "ينبغي الدخول في عملية سياسية حقيقية تحافظ على الوكالة كأحد الأصول
الصفدي: نعمل على مقترح عربي لإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها
فبراير 14, 2025
قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الجمعة، إن هنالك عملا على مقترح عربي يقوم على إعادة إعمار قطاع غزة من دون تهجير أهله. وأضاف الصفدي خلال مشاركته في مؤتمر ميونيخ، أن "تحقيق السلام الدائم والعادل يتحقق بإنهاء الاحتلال وقيام الدولة الفلسطينية على التراب الفلسطيني". وأكد أن "الفلسطينيين متعلقون بأرضهم ولا يرغبون بمغادرتها، ويريدون سلاما". وأوضح
لبنان.. وقفة في "مخيم البص" رفضا لتصريحات ترامب وتأييدا لنهج المقاومة
فبراير 14, 2025
نظّمت حركة المقاومة الاسلامية "حماس" في لبنان، اليوم الجمعة، وقفة جماهيرية في مخيم "البص" للاجئين الفلسطينيين في مدينة صور جنوب لبنان، أمام مسجد حمزة، رفضاً لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حول تهجير أهل غزة ودعماً لخيار المقاومة ووقوفاً إلى جانب أهلنا وشعبنا في غزة وفلسطين. وتحدّث خلال الوقفة، المسؤول السياسي لحركة "حماس" في مخيّم البص،