حقوقيان لـ"قدس برس": استشهاد أبو حميد جريمة متعمدة ومكتملة الأركان
أكد باحثان حقوقيان لـ"قدس برس"، اليوم الثلاثاء، أن ارتقاء الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عامًا) يعد جريمة متعمدة ومكتملة الأركان.
وقال الباحث في المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان "شاهد" (مستقلة مقرها بيروت)، حسن السيدة، إن "سياسة الإهمال الطبي تشكل خرقًا فاضحًا لمواد اتفاقيتي جنيف الثالثة والرابعة، التي أوجبت حق العلاج والرعاية الطبية، وتوفير الأدوية المناسبة للأسرى المرضى، وإجراء الفحوصات الطبية الدورية لهم".
وأكد السيدة أن "الحق في الحياة وما يستلزمه من الرعاية الصحية، هو أحد الحقوق الأساسية للإنسان والتي يجب أن يتمتع بها".
وأضاف أن كلاً من القانون الدولي لحقوق الانسان، والقانون الدولي الإنساني "يكفلان الحق في الصحة لكل إنسان دون أي استثناء أو تمييز".
وأشار إلى أن "المادة (3) من الاعلان العالمي لحقوق الإنسان تكفل الحق لكل فرد في الحياة والحرية والأمان على شخصه".
وأردف أن "الاتفاقية الدولية تكفل القضاء على جميع أشكال التمييز العنصري، والحق في التمتع بخدمات الصحة العامة والرعاية الطبية لكل إنسان دون تمييز بسبب العرق أو اللون أو الأصل القومي أو الاثني".
بدوره، قال الباحث في شؤون الأسرى الفلسطينيين القابعين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، رياض الأشقر، إن "الأوان شو قد آن للكف عن الصمت الدولي، والذي يدفع ثمنه أبناء الشعب الفلسطيني في سجون الاحتلال".
وأضاف الأشقر أنه "لم يعد مقبولاً أن تستمر جرائم القتل والاغتيال بالإهمال الطبي والتعذيب داخل السجون الصهيونية لمجرد أن السياسة الدولية تحابي الاحتلال وتغض الطرف عن جرائمه".
وطالب الباحث الفلسطيني المجتمع الدولي ومؤسساته الحقوقية والإنسانية بـ"تشكيل لجنة تحقيق فورية للكشف عن تفاصيل هذه الجريمة الجديدة"، مشيرًا إلى أن "الأسير الشهيد أبو حميد ضحية جديدة من ضحايا الجرائم الطبية التي تفتقد لأدنى المقومات الأخلاقية والإنسانية".
كما طالب السلطة الفلسطينية بـ"رفع ملف الإهمال الطبي واستشهاد الأسرى داخل السجون إلى محكمة الجنايات الدولية".
وكانت هيئة شؤون الأسرى والمحررين (تابعة للسلطة الفلسطينية) قد أعلنت صباح اليوم الثلاثاء، استشهاد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد (50 عامًا) من مخيم الأمعري جنوب غربي رام الله (وسط)، في مستشفى ”أساف هروفيه“.
وأضافت الهيئة أن أبو حميد ارتقى جراء سياسة الاهمال الطبي المتعمد ”القتل الطبي“، التي تتبعها إدارة سجون الاحتلال بحق الأسرى المرضى.
وبارتقاء أبو حميد يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 233 شهيدًا منذ عام 1967.