الشهيد باسل الغزاوي.. ناجح في الثانوية العامة قبل انتهاء الامتحانات

"ربنا أعطاه شهادة الآخرة قبل شهادات الدنيا".. بهذه الكلمات استهلت عبير الغزاوي حديثها ووصفها لمشاعرها مع بداية امتحانات الثانوية العامة، التي غُيب عنها نجلها باسل إثر ارتقائه شهيدا قبل أشهر.

وبحسب والدته، فان نجلها أصيب في مقبرة الشهداء في مخيم جنين بالضفة الغربية، خلال اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي للمخيم في 25 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، وهو من مقاتلي "كتيبة جنين".

ولم يكتف جيش الاحتلال بإصابته لباسل وجعله طريح الفراش، بل أقدمت فجر الثلاثاء الموافق 31/1 قوة خاصة مكونة من مجموعة رجال برفقة سيدتين تحملان أطفالا، على اقتحام مستشفى ابن سينا في مدينة جنين شمال الضفة الغربية، حيث يُعالَج الجريح باسل الغزاوي (18 عاما) واغتياله ومرافقيه، أحدهم شقيقه محمد.

والألم يعتصر قلبها تقول الغزاوي: "منذ شهادة في نهاية شهر كانون الأول/يناير وحتى اليوم أقف على شباك المنزل وأرقب مشهد الطلبة وهو يتوجهون إلى المدرسة ومن ثم إلى قاعات الثانوية العامة، وفي كل لحظة أتخيل مشهد باسل لو كان موجودا بينهم لولا إجرام الاحتلال الذي يسرق منا كل اللحظات الجميلة".

والدمع يغزو عينيها ولم تتمالك نفسها قالت والدة الشهيد: "بقلب الأم سألت زملاءه بعد أن تقدموا للامتحان الأول، بالله عليكم هل وجدتم اسم باسل من بين أسماء الطلاب في القاعة؟".

وأشارت الغزاوي إلى أن نجلها "درس المرحلة الأساسية في مدرسة الكرامة في مدينة جنين قبل أن ينتقل بعد الصف الثامن لمدرسة السلام والتي بدأ فيها دراسة الثانوية العامة".

وكشفت أن إصابة نجلها الباسل جعلته قعيد الفراش لأشهر، ومنعته من الالتحاق بالدراسة المنتظمة، ومع نهاية الفصل حصل على بطاقة الجلوس التي بينت أنه سيتقدم كطالب دراسة خاصة، وبعد الحاح من قبل العائلة ونتيجة الظروف الخاصة التي عاشها، ولتعلقه الشديد بزملائه وأصدقائه تم استصدار بطاقة جديدة".

وتحدثت الغزاوي عن بعض تفاصيل حياة نجلها الدراسية قائلة: "ابني كغيره كان لديه حلم أن يخوض تجربة الثانوية العامة ويلتحق بالجامعة التي يريد –العربية الأميركية في جنين–، ولكنه لم يمض على التحاقه بالثانوية العامة إلا أسابيع قليلة قبل أن يصاب إصابة بالغة على أيدي قوات الاحتلال".

 ونتيجة إصابة نجلها البالغة، وتغيبه عن المدرسة لجأ بعض زملائه إلى ترك المدرسة ولسان حالهم يقول: "لا قيمة للمدرسة وذكرياتها بعد أن غاب عنها شق روحنا الباسل"، بحسب قول والدته.

اليوم ختمت والدة الباسل: "أظل أمعن النظر في كتبه وغرفته وأغراضه الشخصية، ومع كل مشاهدة لها، أحلق بخيالي إلى أحلامه المسلوبة وطفولته وشبابه المصادر، بفعل الاحتلال وجرائمه".

وأنهت الغزاوي حديثها بالقول: "تعجل باسل بحصوله على الشهادة ولكن ليس الثانوية العامة، بل أرفع وأروع وأجمل الشهادات حينما ارتقى إلى جنان الرحمن".

يشار إلى أن ذات عملية الاغتيال أدت الى استشهاد شقيقه محمد الذي كان برفقته بالإضافة الى صديقيهما محمد جلامنة.

وفي وقت سابق، أعلنت وزارة التربية والتعليم (تابعة للسلطة)، أن 450 من طلبة الثانوية العامة في فلسطين استشهدوا هذا العام بسبب الحرب، بينهم 20 طالبا من الضفة الغربية.

وحرمت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، نحو 39 ألف طالب فلسطيني من اختبارات السنة النهائية للمرحلة الثانوية، فيما توجه نحو 50 ألف طالب وطالبة، صباح السبت، إلى قاعات اختبارات امتحانات "التوجيهي" بمحافظات الضفة الغربية والمدارس الفلسطينية بالخارج.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عباس يُعفي دبور من مهامه التنظيمية في لبنان
يوليو 6, 2025
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح"، محمود عباس، قرارًا بإعفاء السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور من مهامه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وذلك بعد سنوات من شغله لهذا المنصب إلى جانب مهامه الرسمية كسفير معتمد لدى الجمهورية اللبنانية. وجاء القرار، الذي كُشف عنه اليوم السبت، موقّعًا من عباس، واستند إلى 
"أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة": وقف إطلاق النار انتصار لتضحيات غزة
يوليو 5, 2025
أصدرت "الأمانة العامة لتكتل أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة" (حركة سياسية تنظيمية تسعى للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية)، بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه انتصاراً لتضحيات أهل غزة وصمودهم في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" وتتويجاً لجهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني في القطاع. وأكد التكتل دعمه الكامل للموقف الذي أعلنت
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،