الأسير عبد الجبار جرار يستقبل خبر بتر الاحتلال قدمي زوجته بالحمد واستذكار حبها

قدماها سبقتاها إلى الجنة

قبل ثلاثة أيام فقط، علم الأسير القيادي في حركة "حماس" عبد الجبار جرار، بنبأ إصابة زوجته وفاء جرار عقب اعتقالها، وما تلاه من بتر الاحتلال لقدميها، رغم أن الحادثة وقعت قبل أكثر من شهر.

وقال المحامي الذي زار جرار اليوم، وطلب عدم كشف اسمه، إن الأسير جرار، تلقى النبأ بالحمد واستذكار حبه لزوجته، وطيب عشرتها.

وقال أمام اخوانه الأسرى: "أم حذيفة أصدق مني، وربنا اختارها واصطفاها ورجليها سبقوها عالجنة"، وأضاف "أنا احبها كثيرا".

وأصيبت وفاء جرار (51 عاما)، عقب اعتقالها من منزلها في جنين يوم 21 أيار/ مايو الماضي، ونتيجة إصابتها بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، ويفرج عنها في الـ30 من الشهر ذاته بحالة صحية صعبة جدا، ما زالت في العناية المركزة حتى اللحظة.

والقيادي عبد الجبار جرار، مواليد عام 1966 في قرية الجديدة بمحافظة جنين، متزوج ولديه ولدان وبنتان، يحمل شهادة البكالوريوس في الشريعة الإسلامية من جامعة الخليل، ويعمل في مدارس جنين الحكومية وأحد أبرز رجالات الإصلاح فيها وشخصياتها الوحدوية.

وأم حذيفة "وفاء جرار" ناشطة سياسية عرف عنها مشاركتها الواسعة في نشاطات الأسرى وذوي الشهداء، فكانت بلسما لذوي الأسرى والشهداء تطبطب عليهم وتداوي جروحهم.

أم حذيفة عانت عبر أكثر من 30 عاما تعرضت فيها عائلتها لتنكيل واسع اعتقل فيها زوجها هو عشرات المرات واعتقل أبناؤه ولوحقوا وحرمت العائلة من أي شكل من أشكال الفرحة بشكل متعمد.

حرمان طويل

وفي مقابلة سابقة، كانت قالت وفاء جرار، إن الاحتلال وعبر سنوات طويلة حرم العائلة من مناسبات عديدة، حيث أوضحت أن لديه 4 أبناء لم يتمكن من حضور ولادة أي منهم، ولم يكن حاضرا كذلك في نجاحهم بالثانوية العامة أو تخرجهم من الجامعات.

وأضافت جرار أن الاحتلال زيادة في التنكيل بالعائلة حرمه كذلك من حضور زفاف ابنه البكر "حذيفة"، حيث أصر الاحتلال على حرمانه من المشاركة في الزفاف عبر اعتقاله قبل الزفاف والإفراج عنه بعد الزفاف، حيث غيّبه في تلك الفترة لمدة 8 أيام، للتنغيص على العائلة.

وحسب جرار، لم تكتف سلطات الاحتلال بحرمانه من الأفراح، بل حتى الأتراح والأحزان، حيث في عام 2011 فقد الشيخ عبد الجبار والدته، وفقد شقيقه الأكبر عام 2016، وفقد شقيقته وعمته وخالتها، كل ذلك وهو مغيّب داخل السجون.

وفقد القيادي جرار شقيقه الثاني عبد الفتاح الجرار إثر إصابته بفيروس كورونا في العام 2020، كما فقد عددا من إخوانه المقربين في قيادة حماس ورفاق دربه في الجهاد والمقاومة والأسر وأبرزهم القيادي عمر البرغوثي والقيادي وصفي قبها.

الإهمال الطبي

وتعمد الاحتلال عبر سنوات اعتقاله سياسة الإهمال الطبي بحق القيادي جرار، وكل الآلام باتت اليوم مرتبطة ببعضها البعض، حيث شهدت الشهور الماضية ارتفاعا كبيرا في الضغط والسكري بسبب الالتهابات القوية، وكل ذلك يقابل بإهمال طبي واضح بحقه وبحق الأسرى جميعا.

وكذلك بسبب ما يعانيه أبو حذيفة من أمراض متعددة من الضغط والسكري وآلام المفاصل والغضاريف إلى جانب التهاب حاد بوتر قدمه اليسرى، ولا يقوى على السير أو الوقوف إلا بعكاز، كما أنه لا يستطيع ثني ركبته.

الإهمال الطبي لم يقتصر على أبو حذيفة؛ فعلى ما يبدو أنه طال أم حذيفة التي بترت قوات الاحتلال قدميها من فوق الركبة، خلافا لما أخذت الموافقة عليه من العائلة أن يكون البتر أسفل الركبة.

فقد تقدمت عائلة جرار، بطلب لاسترداد ساقي أم حذيفة المبتورتين، من أجل دفنهما حسب الشريعة الإسلامية، إلى جانب الحصول على ملفها الطبي، بعد تلميح سلطات الاحتلال بالتخلص من الأطراف، ما يشكل انتهاكا جديدا يضاف إلى الجريمة المرتكبة.

وطالبت العائلة بتوضيح ما جرى يوم 27 أيار، اليوم الذي خضعت فيه أم حذيفة لعملية بتر تحت الركبة لساقيها، وذلك بعد أن تم أخذ موافقة عائلة المصابة وبمتابعة محاميها، ليتبين لاحقا أن عملية بتر أخرى تمت لساقيها فهوق الركبة، دون أخذ موافقة عائلة المصابة، كونها تحت تأثير التخدير وأجهزة التنفس الاصطناعي، وليضاف هذا الانتهاك إلى سياق الجريمة التي نفّذت بحقّها.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
في محاولة لإحياء الثروة الحيوانية... شاب غزّي يُنشئ فقاسة دواجن منزلية
يوليو 2, 2025
في مواجهة سياسة الأمر الواقع التي يفرضها الاحتلال الإسرائيلي، والقيود الصارمة على إدخال الدواجن واللحوم إلى قطاع غزة، قرر الشاب الغزّي أحمد أبو أمين خوض تجربة فريدة بإنشاء فقّاسة دواجن منزلية بدائية، تعتمد في إنارتها على مصابيح "LED" موصولة ببطارية، ضمن شبكة توصيل بسيطة. أحمد، الذي ورث مهنة تربية الدواجن عن والده، قرر تحدي الظلام
مبادرة ترامب للتهدئة في غزة: مقترح "ملغوم" يفتقر للضمانات ويكرّس الواقع القائم
يوليو 2, 2025
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، والذي يتضمن ترتيبات جزئية لتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار، موجة من التحفظات لدى محللين فلسطينيين وعرب، رأوا فيه طرحاً غير متوازن يفتقر إلى الضمانات الحقيقية لوقف دائم للعدوان أو لتأمين الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع. واعتُبر المقترح، الذي يأتي قبيل
"إسرائيل" تقتل مدير المستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان وعائلته في قصف على منزله بغزة
يوليو 2, 2025
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للطواقم الطبية، استشهد مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة الدكتور مروان السلطان، برفقة زوجته وخمسة من أبنائه، إثر قصف جوي نفذته طائرات الاحتلال استهدف منزله في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وفق ما أكدته مصادر طبية في مستشفى الشفاء ومصادر صحفية متطابقة. وأعلنت وزارة الصحة
صحة غزة: 142 شهيدا و487 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يوليو 2, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 142 شهيدا فلسطينيا، (بينهم 3 شهداء انتشال)، و487 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,454 شهيدا و22,551 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام
إصابة معتقل فلسطيني بشلل جزئي جراء التعذيب بسجون "إسرائيل"
يوليو 2, 2025
ذكر "نادي الأسير الفلسطيني"، إن معتقلا إداريا بالسجون الإسرائيلية فقد القدرة على الحركة في جزئه السفلي من جسده جراء تعرضه لعمليات تعذيب وضرب مبرح. وأضاف النادي (أهلي) في بيان اليوم الأربعاء، تلقته "قدس برس"، أن "المعتقل الإداري محمد نسيم أبو العز (19 عامًا) من أريحا، والمعتقل منذ فبراير/شباط من العام الماضي، تعرّض لعمليات تعذيب وضرب
"صدى سوشال": أكثر من 1247 انتهاكًا رقميًا بحق الفلسطينيين خلال يونيو.. و"إنستغرام" في صدارة القمع
يوليو 2, 2025
كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية (مستقل مقره رام الله)، عن تصاعد حاد في وتيرة الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، مؤكدًا توثيقه 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر حزيران/يونيو 2025 الماضي، في سياق ما وصفه بـ"التصعيد الرقمي المنظّم والمتعدد الأطراف" ضد المحتوى الفلسطيني، تزامنًا مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة