سياسيون: قرارات "الكابينت" تعني القضاء على القضية الفلسطينية

حذر سياسيون ومحللون، من تبعات قرارات "الكابينيت الإسرائيلي" التي أقرت توسيع إجرامي غير مسبوق للاستيطان واجراءات عملية لتهويد الضفة الغربية بكاملها.

وأوضح الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية مصطفى البرغوثي، أن القرارات شملت الاستيلاء الكامل على الصلاحيات المدنية للسلطة الفلسطينية في ما يسمى مناطق "ب" وإخضاعها لسيطرة المستوطنين بزعامة "سموتريتش"، بعد أن تم الغاء الصلاحيات الأمنية للسلطة في ما يسمى مناطق (أ) وهذا تأكيد لإنهاء "إسرائيل" لكل ما تبقى من اتفاق أوسلو.

وقال البرغوثي لـ"قدس برس"، الجمعة، إن "الأخطر من ذلك أن القرارات تشرع وتنفذ تغيير طابع الضفة الغربية باعتبارها أرضا فلسطينية محتلة فيها أجسام استيطانية غريبة إلى أرض إسرائيلية تحاصر فيها المستوطنات وطرقها المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية وتحولها إلى (جيتوهات) معزولة ومضطهدة لا تواصل بينها".

وشدد البرغوثي على أن "نتنياهو وحلفاءه الأصوليون الفاشيون ينفذون حلم نتنياهو والصهيونية الفاشية بالقضاء على كل إمكانية لقيام دولة فلسطينية مستقلة ومحاولة حسم الصراع وتصفية الحقوق الوطنية الفلسطينية بكاملها، ولاستكمال تنفيذ مشروع الاستعمار الاستيطاني الإحلالي لكامل فلسطين".

ولفت إلى أن "قرارات الكابينت تشمل ليس فقط بناء مزيد من المستعمرات غير الشرعية، بل تنفيذ عمليات هدم واسع لبيوت ومنشآت فلسطينية في معظم الضفة الغربية".

وأكد البرغوثي، أن "القرارات الفاشية للحكومة الإسرائيلية العنصرية وحرب الإبادة الجماعية التي تشنها في غزة هي أخطر ما يواجهه الشعب الفلسطيني منذ النكبة، بل تهدد بنكبة أكبر وأوسع".

وأوضح أن ذلك "يستوجب من كل الفصائل والطاقات الفلسطينية تنحية خلافاتها وصراعاتها والإسراع في تحقيق وحدة وطنية وقيادة وطنية موحدة على برنامج وطني كفاحي يتصدى لمخططات التصفية والتهويد التي لن ترحم أحدا".

وختم البرغوثي قائلا: "لن تُردع الحكومة الإسرائيلية إلا بأوسع حملة لفرض العقوبات والمقاطعة عليها عربيا ودوليا، وكل من يدعي تأييده لحق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية، سيتهم بالنفاق ما لم يشارك في فرض العقوبات على الحكومة الإسرائيلية وقراراتها الفاشية".

بدوره، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي نصر عز الدين، أن "قرارات المجلس الامني الإسرائيلي المصغر بمثابة تصفية ما تبقى من القضية الفلسطينية، ومعظم هذه القرارات حال تنفيذها ستؤدي إلى السيطرة شبه الكاملة على معظم أراضي الضفة الغربية وستنهي عمليا إمكانية قيام دولة فلسطينية وحتى إمكانية التواصل الجغرافي بين المناطق الفلسطينية، وستؤدي إلى وجود (كانتونات) فلسطينية معزولة عن بعضها البعض".

وقال عز الدين في حديثه لـ"قدس برس"، إن "هذه القرارات من أخطر القرارات ربما في تاريخ وجود دولة الاحتلال بحق القضية الفلسطينية والأرض الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وقد تساوي في خطورتها وجود دولة الاحتلال ذاتها واحتلالها للأرض الفلسطينية، لأنها تستهدف الأرض والإنسان الفلسطيني وهما لب الصراع مع الصهيونية العالمية".

وتابع: "تأتي هذه القرارات بعد أن ادعت أميركا أنها تضغط على دولة الاحتلال في موضوع أموال المقاصة الفلسطينية التي تقرصنها دولة الاحتلال دون وجه حق وأصبحت مطلبا أساسيا وكأن تسليم هذه الأموال منحة من دولة الاحتلال للشعب الفلسطيني".

ورأى المستشار القانوني نعمان عابد، أن "الأغرب في الموضوع أن هذه القرارات تأتي بعد سلسلة الاجتماعات التي تعقدها بعض القيادات الفلسطينية مع أركان الإدارة الأميركية، وبعد تصريح رئيس الحكومة الفلسطينية بقرب تحقيق انفراجة مالية، وإذ بنتائج هذه الاجتماعات مع أركان الادارة وهذا الوعد بالانفراجة، كانا بمقابل قرارات ستؤدي إلى انهاء وتصفية الأرض والقضية الفلسطينية".

وقال عايد لـ"قدس برس"، إن "هذا ما حذرنا منه كثيراً وقلنا إن الإدارة الأمريكية تستغل هذه اللقاءات في التغطية على ما تقوم به حكومة الاحتلال سواء في الإبادة الجماعية لشعبنا في قطاع غزه، واستمرار الاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية، والإفراج عن الأموال الفلسطينية كجائزة ترضيه وإسكات لبعض هذه القيادات التي تصر على مواصلة نهجها الخاطئ في التعامل مع الإدارة الأمريكية وحكومة الاحتلال، ولا تنصت لمطالب الشعب الفلسطيني أو الجزء الأعظم منه".

وأضاف أن "الأنظار تتوجه الآن للقيادة الفلسطينية لمعرفة ردة فعلها حول هذه القرارات المصيرية من حكومة العدوان والتي ايضا ستؤدي إلى مزيد من اضعاف وإنهاك السلطة الوطنية الفلسطينية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا ومعنويا وحتى وجوديا".

وتساءل عايد قائلا: "هل تبقى ردة الفعل في اطار إدانة هذه القرارات وعقد اجتماعات للجنة التنفيذية لاجترار ذات الكلمات والبيانات والقرارات التي لا ينفذ معظمها، ام ستكون هذه المرة هناك قرارات بحجم العدوان المتواصل والإبادة الجماعية للشعب والأرض الفلسطينية، أم أن التركيز سينصب على الأموال وبطاقات (VIP)".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر