آلاف البرازيليين يتظاهرون في ساو باولو دعما لغزة وتنديدا بمجازر الاحتلال
تظاهر آلاف البرازيليين وسط مدينة ساو باولو، جنوب شرق البرازيل، مساء الأحد، تضامناً مع الشعب الفلسطيني واحتجاجاً على عدوان الاحتلال الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة.
ونُظمت التظاهرة بدعوة من حزب "القضية العمالية" البرازيلي (PCO)، بالتعاون مع عدة منظمات اجتماعية، من بينها التنسيقية الوطنية للجان النضال، والجبهة الوطنية لنضال الريف والمدن (FNL)، والمعهد البرازيلي الفلسطيني (ابرسبال)، وتجمع (تيرا فيرميلا) للسكان الأصليين.
وتجمع المتظاهرون في ميدان "أوزوالدو كروز" الشهير، وانطلقوا في مسيرة على طول شارع "أفينيدا باوليستا" (أحد أبرز شوارع المدينة الاقتصادية)، مرددين شعارات مثل "الحرية لفلسطين"، و"إسرائيل دولة إرهاب"، و"يجب وقف العدوان على غزة"، ورافعين لأعلام فلسطين وحركة المقاومة الإسلامية "حماس" وعدد من فصائل المقاومة الفلسطينية، واستمرت المسيرة حتى وصلت إلى متحف "ساو باولو" للفنون (MASP)، حيث اختتمت فعالياتها.
وشارك في المسيرة شخصيات سياسية بارزة، مثل الرئيس السابق لحزب العمال (PT)، خوسيه جينوينو، ورئيس حزب "القضية العمالية"، روي كوستا بيمنتا، والصحفي برينو ألتمان، مؤسس موقع أوبرا موندي، ونائب رئيس "ابرسبال"، سيد ماركوس تينوريو.
بالتوازي مع ذلك، تظاهر عدد من النشطاء البرازيليين المؤيدين للقضية الفلسطينية في ساحة "تشارلز ملير" بمدينة ساو باولو، أمام معرض الكتاب، احتجاجاً على عدم وجود ندوات ونقاشات حول الإبادة الجماعية التي يرتكبها الاحتلال في قطاع غزة.
من جهته، قال نائب رئيس المعهد البرازيلي الفلسطيني "ابرسبال"، سيد ماركوس تينوريو، إن "أكثر من ثلاثة آلاف شخص تظاهروا لإدانة جرائم (إسرائيل) والإبادة الجماعية في غزة وإدانة الفظائع والتطهير العرقي وطرد الفلسطينيين من أراضيهم التاريخية وهو ما يحدث منذ أكثر من 76 عامًا".
وأضاف تينوريو، في تصريحات لـ"قدس برس"، أن "التظاهرة تمثل عملا داعما لقوى المقاومة الفلسطينية، حيث تم رفع العديد من الأعلام والملصقات الداعمة لحماس وقوى وجبهات المقاومة".
وأوضح تينوريو، وهو أحد المتحدثين الرئيسين في المظاهرة، أنه "لأول مرة في تاريخ التظاهرات الشعبية في البرازيل رأينا هذا العدد الكبير من أعلام تنظيمات المقاومة الفلسطينية واللبنانية واليمنية، أعتقد أن هذه اللفتة التي قام بها المناضلون البرازيليون مهمة للغاية، لأنها تشير إلى أن معركتنا عالمية".
وشدد تينوريو، أن "مثل هذه الأفعال يجب أن تكرر وتتوسع في المدن البرازيلية وأمريكا اللاتينية عموما، فدعم الأشخاص الأحرار مهم جدًا، وأمريكا اللاتينية عانت من الأنظمة الاستبدادية والاستغلال والهيمنة الإمبريالية، التي عملت دائما بالاشتراك مع المصالح الصهيونية في المنطقة، وبالتالي عملنا اليوم هو أيضا من أجل تعزيز نضالنا ضد الإمبريالية وإعدادنا لمواجهة الصهيونية في أمريكا اللاتينية". وفق تعبيره
واعتبر تينوريو، أنه " كلما زاد عدد الناس في الشوارع لصالح فلسطين، كلما أصبحنا أقوى للمعارك المستقبلية"، مؤكدا أنه "من الضروري تضافر كافة القوى للدفاع عن فلسطين، بغض النظر عن الأيديولوجية والارتباطات الحزبية، لأن قضية التحرير الفلسطيني فوق كل الخلافات".
يُذكر أن حزب "القضية العمالية" البرازيلي (PCO)، أطلق في منتصف حزيران/يونيو الماضي، حملة إعلامية بعنوان "حماس تروي جانبها من القصة"، تشمل "توزيع نحو 100 ألف منشور مطبوع على البرازيليين الذين لم يسمعوا حتى اليوم القصة سوى من بنيامين نتنياهو عبر الصحافة الصفراء، واليوم سيرون القصة من جانب المضطهدين، أولئك الذين يناضلون ضد الإبادة الجماعية والاحتلال، سيرونها وسيسمعونها من جانب حماس".
ويُشار إلى أن أن الأمين العام لحزب "القضية العمالية"، روي كوستا بمنتا، التقي في 17 شباط/فبراير الماضي، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية في العاصمة الدوحة، وبحسب بيان للحركة حينها فإن "اللقاء أكد العلاقات الثنائية بين الشعبين الفلسطيني والبرازيلي، والمواقف البرازيلية الداعمة للحق الفلسطيني في الحرية وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 269 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى ارتقاء 37 ألفا و900 شهيدا، وإصابة 87 ألفا و60 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.7 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات الأمم المتحدة.