مسؤولة أممية: الحرب على غزة أطلقت العنان لدوامة من البؤس الإنساني
قالت كبيرة منسقي الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار في غزة، سيغريد كاغ، إن "الحرب لم تخلق أزمة إنسانية فحسب، بل أطلقت العنان أيضا لدوامة من البؤس الإنساني، حيث انهار نظام الصحة العامة، ودُمِرت المدارس، ويهدد تعطل نظام التعليم أجيالا قادمة".
وأضافت كاغ، خلال إحاطة قدمتها أمام مجلس الأمن الدولي، الثلاثاء، أنه "في أعقاب الهجوم الإسرائيلي على رفح منذ السادس من أيار/مايو، نزح أكثر من مليون شخص مرة أخرى في غزة، وهم يبحثون بشكل يائس عن الأمان والمأوى".
وأعربت عن "القلق العميق إزاء التقارير التي تفيد بإصدار أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة في منطقة خان يونس جنوب القطاع، وتأثيرها على السكان المدنيين"، مستدركة أنه "في غزة، لا يوجد مكان آمن".
وتابعت "في زياراتي إلى غزة، تستقبلني أصوات تردد صدى سؤال واحد مفجع، هل ستنتهي معاناتنا يوما ما؟".
وأكدت كاغ، أن "هناك حاجة إلى تدفق مستمر للمساعدات إلى غزة، لتسليم الإمدادات ذات الجودة والكمية عبر جميع المعابر البرية والبحرية، بما في ذلك معبر رفح الحدودي".
وأشارت إلى أنه "منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي على رفح وإغلاق معبر رفح مطلع أيار/مايو، انخفض حجم المساعدات التي تدخل إلى غزة وتوزع عبرها بشكل كبير".
ودعت إلى فتح معابر إضافية وخاصة إلى جنوب غزة، والنظر في نقل المساعدات من شمال غزة إلى جنوبها، وإعادة فتح معبر رفح بشكل عاجل.
وأوضحت أنه "في حين أن المساعدات الإنسانية ستكون مطلوبة لسنوات قادمة، فإن التخطيط والإعداد للتعافي وإعادة الإعمار المبكر أمر ضروري".
وشددت المسؤولة الأممية، على أن "التخطيط الطموح لإعادة الإعمار يتطلب تمويلا طموحا وسخيا".
كما أكدت أيضا، أن "إعادة الإعمار في غزة تعني من بين أمور أخرى، مأوى كريما بينما يتم بناء أو تجديد المزيد من المساكن الدائمة، واستعادة أنظمة الصحة والصرف الصحي والمياه الأساسية، وإعادة تأهيل المدارس وأماكن التعلم ذات الصلة بالتعليم العالي، والاهتمام والدعم الخاصين لحوالي 17,000 طفل يُتِموا بسبب الحرب".
وأضافت: "لا يزال هناك الكثير الذي يتعين علينا القيام به حتى لا نخذل الفلسطينيين في غزة".
وقرأت كاغ باللغة العربية في ختام إحاطتها رسالة أعطتها لها أثناء إحدى زياراتها لقطاع غزة طفلة فلسطينية تدعى فاطمة المصري، وعمرها ثماني سنوات، قالت فيها: "أحب بلدي وأحب أصدقائي. أعيش في مخيم، وأتمنى أن أعيش في داري مثل بقية الأطفال".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.