العبوات الناسفة.. "شبح الموت" يلاحق الاحتلال بالضفة

في ضوء نجاح المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية، وتحديدا بمخيمي جنين ونور شمس (شمال الضفة) بتطوير العبوات الناسفة، وزيادة قوتها التدميرية، وفي ظل الخسائر البشرية الذي مني بها جنود الاحتلال مؤخرا، باتت تلك العبوات تشكل كابوسا وشبحا مميتا يلاحق جنود الاحتلال.

وأفردت وسائل الإعلام الإسرائيلية، خلال الأيام الأخيرة مساحة واسعة من برامجها التلفزيونية للتحريض على الضفة الغربية عموما، وعلى المخيمات خصوصا، في ظل نجاح عمليات المقاومة التي أوقعت عددا من القتلى والجرحى.

ويقول الكاتب والمتابع للشأن الإسرائيلي، ياسر مناع، بأن "الضفة الغربية باتت في الآونة الأخيرة ساحة المواجهة الرئيسية بالنسبة لإسرائيل، وبعد 7 أكتوبر أصبحت ساحة ثانوية مؤقتًا، لكنها جزء لا يتجزأ من المعركة".

وفي معرض تعقيبه على تطور قدرات المقاومة، قال: "المقاومة الفلسطينية على مر التاريخ التحرري الفلسطيني تطور من ذاتها، من حيث الأدوات والوسائل، كالانتقال من الحجر والسكين إلى الرشاش والصاروخ".

وأكد "مناع" في حديثه لـ"قدس برس" على أن "تصاعد عمليات المقاومة في الأونة الأخيرة وتطورها يعود للدعم الذي يقدم لهذه المجموعات، إضافة إلى انتشار عوالم التكنولوجيا ووسائل التواصل وغيرها"، وفق قوله.

ولفت مناع إلى أن "اقتحام المدن والمناطق الفلسطينية من وجهة نظر الاحتلال بات مكلفًا، بمعنى كانت عملية الاعتقال سابقًا سريعة ودون مقاومة، من ثم رافقها اشتباكات مسلحة واليوم عبوات ناسفة تكبده خسائر فادحة".

ويتابع: "الجيش سيتخذ إجراءات وأساليب عملياتية اكثر حرصًا من جانبه، كالتركيز على استخدام الطائرات في الاغتيال والاعتماد على الوحدات الخاصة في الاعتقالات، إضافة إلى تجريف البنية التحتية قبل أي عملية اعتقال واقتحام، وإن كان الواقع اثبت ان هذه الجزئية غير مجدية تقريباً".

وبحسب مناع، فإن "الضرر الذي لحق بالآليات الإسرائيلية، جراء عمليات المقاومة، يضر بالصناعة العسكرية للاحتلال على مستوى العالم، كون تل أبيب تقدم نفسها من الدول الرائدة في الصناعات الأمنية والعسكرية"، مشيرا إلى أن "إسرائيل خامس دولة مصدرة للأسلحة في العالم بعد الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وروسيا واليابان".

ومن جانبه، قال الكاتب والمحلل السياسي، سليمان بشارات، بأن "قدره المقاومة على تطوير نفسها وأدائها في الفترة الأخيرة أكثر ما يؤرق الاحتلال الإسرائيلي في الضفة الغربية، بل هي واحدة من أبرز التحديات التي تواجهها الحكومة الإسرائيلية؛ وردة الفعل الإسرائيلية في الايام القليلة الماضية من استخدام الطائرات الحربية والمسيرة لاستهداف المقاومين، تدلل على حالة الإرباك في التعامل مع الحالة في الضفة الغربية".  

ونبه بشارات إلى أن "إسرائيل" لم تتعلم من تجاربها السابقة في التعاطي والتعامل مع الحالة النضالية، متابعا: "لم تكتف دولة الاحتلال بالقوة العسكرية، بل لجأت إلى سياسة العقاب الجماعي والحرمان والتجويع وتقطيع أواصل المدن، ومع ذلك استمرت المقاومة في تطوير ذاتها وهذا بحد ذات تحول إلى إخفاق جديد للاحتلال".

ويرى بشارات إلى أن "السياسات الإسرائيلية المتعاقبة في الضفة الغربية تولد حاله مضادة وتولد حاله عكسية، وهذا ما ظهر في مخيم جنين ونور شمس وطولكرم وبلاطة وعقبة جبر، وهذا الأمر ربما سيظهر ويمتد في أكثر من مكان بالضفة الغربية".

وبحسب بشارات، فإن الاحتلال الإسرائيلي "كلما زاد من استهدافاته للفلسطينيين، والبنية التحتية بهدف ضرب القاعدة والحاضنة الشعبية والجماهيرية، كلما أصبح هناك تصاعد في ردات فعل المقاومة، حتى وإن لجأ الاحتلال الاسرائيلي الى عمليات الاغتيال والقتل والاعتقال الجماعي".

 الأمر الأخير في هذا الإطار، وفق بشارات: بأن "النموذج الملهم الذي وجد منذ السابع من أكتوبر في قطاع غزه، وكذلك الأمر نموذج مخيم جنين ومخيمات الضفة الغربية والبلدة القديمة في نابلس، كلها أصبحت نماذج يمكن محاكاتها من قبل جيل الشباب الصاعد وهذا الأمر نلمس نتائجه الآن، حيث أن هناك جيلا نشأ على ذات الدرب والنهج".

تجدر الإشارة إلى أن العمل المقاوم الفلسطيني في الضفة الغربية شهد تطورا نوعيا وبارزا بعد عملية "طوفان الأقصى"، كان عنوانه التوسع في استخدام العبوات الناسفة التي باتت تمثل هاجسا لجيش الاحتلال، حيث أسفرت خلال أيام قليلة عن مقتل جنديين، أحدهما بجنين والأخر بطولكرم، بالإضافة إلى إصابة ما لا يقل عن 15 آخرين.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر