"الأورومتوسطي": المجاعة والتعطيش من أسلحة الاحتلال في "جريمة الإبادة" ضد غزة
قال المرصد "الأورومتوسطي لحقوق الإنسان" (مقره جنيف)، إن "استهداف الاحتلال الإسرائيلي المتواصل والمنهجي والواسع النطاق لمصادر المياه ومحطات التحلية في قطاع غزة، يظهر أنه يتخذ من التعطيش سلاحًا آخرًا ضد المدنيين الفلسطينيين".
ووثق الفريق الميداني للأورومتوسطي، في تقرير له اليوم الخميس، أضرارًا شديدة أصابت محطة لتحلية المياه في حي الزيتون جنوب مدينة غزة يوم الاثنين الأول من تموز/يوليو الحالي، بفعل "استهداف (إسرائيلي) مباشر أدى كذلك إلى استشهاد شاب كان يملأ الماء وإصابة آخرين بجروح".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد قصف المحطة بصاروخ (GBU) اخترق عدة طوابق وانفجر في الطابق الأرضي، مما أدى إلى أضرار جسيمة في المحطة التي كانت تخدم ما لا يقل عن 50 ألف نسمة في عدة أحياء سكنية متجاورة.
وأشار "الأورومتوسطي" إلى أن "سكان قطاع غزة في الوقت الذي ترتفع فيه درجات حرارة الصيف فهم يكابدون بشدة من أجل الحصول على المياه، حيث تشير التقديرات إلى أن حصة الفرد في قطاع غزة من المياه قد تراجعت بنسبة 97% منذ أكتوبر الماضي".
وتشهد جميع مناطق قطاع غزة شحًا في المياه، وانهيارًا لنظام الصرف الصحي، في ظل استمرار جرائم حرمان السكان من المواد التي لا غنى للبقاء.
حيث دمّر الاحتلال أكثر من 700 بئر ومحطة تحلية مياه منذ بداية العدوان، في حين تعاني البقية من شح الوقود الذي تمنع الاحتلال إدخاله إلى القطاع، بالرغم من ارتفاع عدد الضحايا، بينهم أطفال بفعل انتشار الأوبئة والأمراض المعدية بعد تراكم المياه الملوثة نتيجة استهداف محطات الصرف الصحي.
وأكد الأورومتوسطي أن "جيش الاحتلال الإسرائيلي بمواصلته الدمار والخراب يصنع بيئة غير صالحة للحياة في قطاع غزة، وبخاصة عبر تدمير 50% (350 كم من أصل 700 كم) من شبكات المياه، و9 خزانات مياه من أصل 10".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 272 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة، إلى استشهاد 38 ألفا و11 شهيدا، وإصابة 87 ألفا و445 آخرين، إلى جانب نزوح نحو 1.9 مليون شخص من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.