محلل سياسي كويتي: "الصهيونية عصابة عالمية" أفسدت قادة عرب.. ولا بد من نقدها
![](https://qudspress.com/wp-content/uploads/2024/07/80399223-4d7f-4a20-b495-158a1443db26.jpg)
قال المؤسس والرئيس التنفيذي لمركز ريكونسنس للبحوث والدراسات في الكويت (مستقل) عبد العزيز العنجري، إن "العصابة الأكثر إجرامًا في العالم والتي لا يتجرأ أحد على الحديث عنها بنفس الزخم الذي يتحدثون به عن شبكات الإجرام الأخرى هي الصهيونية".
وأضاف العنجري في مقال نشره عبر حسابه على منصة "إكس"، أننا "كنا نظن أن أعنف العصابات الإجرامية هي المافيا الإيطالية التي جسدتها أفلام السينما كالأبرز والأكثر دموية، ولعلها عصابات المخدرات في كولومبيا وأمريكا اللاتينية، أو تلك التي أتت من بروكلين أو نيويورك في الولايات المتحدة".
وأوضح العنجري وهو أيضاً عضو نادي الصحافة الوطني في واشنطن، أن "الصهيونية وأذرعها بالوكالة الممتدة من واشنطن إلى لندن متجاوزة المحيطات لتصل إلى بعض عواصم الشرق الأوسط هي أكبر عصابة إجرامية في العالم، تشرع وتبيح احتلال بلد كامل وقتل شعبه ومحو ثقافته بل وسرقة إرثه الفكري بحجة أنها موطن لليهود".
وأشار إلى أن "وصم كل انتقاد للصهيونية أو لبعض ممارسات إسرائيل بأنه معاداة للسامية هو ادعاء يفتقر إلى المصداقية".
وأضاف أن "الصهاينة لا يملكون إلا سلاحين من ورق يلوحون بهما كلما وصلوا إلى زاوية مسدودة في نقاش عقلاني منطقي".
وبين العنجري أنه "عندما يواجههم أحد بالحقائق والأدلة، يستخدمون سلاح المحرقة (الهولوكوست) أو سلاح معاداة السامية، فتراهم يذرفون دموع التماسيح لوقف النقاش".
وذكر أنه "في مواقع يكثر فيها جمهورهم والدعم الإعلامي لهم، تجد الجمهور يبدي تعاطفًا معهم عندما يبكون وكأنهم اقتنعوا بهذا الأسلوب".
وتابع المحلل الكويتي، قائلاً "وعن شرقنا الأوسط العربي، نواجه مشكلة حقيقية مع بعض قادة العرب الذين أصبحوا تدريجيًا أدوات للتأثير الصهيوني، حتى فقدوا ملامح العروبة الحقة".
وأشار إلى أنه "لم يبقَ منهم سوى أسمائهم ودياناتهم المسلمة على الورق، وتغلغلت الصهيونية فيهم مثل الغرغرينا، واستغلت هذا الفساد والانحراف الأخلاقي لعدة عقود لتتمكن من التأثير والسيطرة بشكل أعمق وأوسع على المنطقة. فكان لها ما أرادت، وعساه لا يدوم".
وأوضح أن هذا الأمر أدى إلى "تجاهل الإعلام العربي الرسمي للتصريحات العالمية ضد الصهيونية"، مؤكداً أن "هذا التجاهل ممنهج ويهدف إلى جعلنا نشعر بأن انتقاد الصهيونية من المحرمات، وكأن من ينتقد سلوكها وغاياتها يُعتبر مؤمنًا بالخرافات أو أحمق".
وأضاف أن "هناك العديد من الشخصيات المرموقة، من رؤساء دول وأدباء ومفكرين، قد انتقدوا الصهيونية بوضوح وقوة لا تحتمل التأويل".
وقال إن "ألبرت أينشتاين، كان له موقف ناقد للصهيونية السياسية، ووصف في رسالة نُشرت في صحيفة نيويورك تايمز عام 1948، حزب "حيروت" الصهيوني بقيادة مناحيم بيغن بأنه "حزب فاشي" وأدان أفعاله الإرهابية ضد العرب، مشيرًا إلى مذبحة دير ياسين كمثال على وحشية الحزب".
وأشار العنجري أيضاً إلى "جورج أورويل، الكاتب البريطاني الشهير، كان ناقدًا صريحًا للصهيونية".
ونقل العنجري مقالاً للكاتب البريطاني بعنوان "ملاحظات عن القومية"، أشار إلى أن "الأيديولوجيات القومية مثل الصهيونية تعتمد على التفوق المزعوم لمجموعتها الخاصة وتعمل على تهميش الآخرين"، وكان يرى أن الصهيونية تتشابه في بعض جوانبها مع الأيديولوجيات الفاشية.
وذكر أيضاً أن "نعوم تشومسكي، الفيلسوف والمفكر الأمريكي، وصف الصهيونية بأنها "إجرامية وعنصرية" في العديد من كتاباته"، مضيفاً أن تشومسكي في كتابه "القوة والإرهاب"، انتقد الصهيونية بشدة، وأنها تمارس القمع ضد الفلسطينيين".
وأشار العنجري إلى أن "نيلسون مانديلا، انتقد بشدة السياسات الإسرائيلية والصهيونية، ووصفها بأنها تمثل قمعًا للفلسطينيين".
ونقل عنه أنه قال: "نحن نعرف جيدًا أن حريتنا غير مكتملة بدون حرية الفلسطينيين".
أما "جيمي كارتر، الرئيس الأمريكي الأسبق، فوصف ممارسات إسرائيل بأنها نظام فصل عنصري"، يضيف العنجري.
وأشار العنجري إلى ما كتبه كارتر في كتابه "فلسطين: السلام لا الفصل العنصري"، أن "السياسات الإسرائيلية الحالية تجاه الفلسطينيين تتشابه إلى حد كبير مع نظام الفصل العنصري الذي كان قائمًا في جنوب أفريقيا".
وأضاف أن للملك فيصل بن عبدالعزيز، رحمه الله، العديد من التصريحات الواضحة بشأن الصهيونية وإسرائيل، فوصفها بأنها العدو الأكبر للعرب والمسلمين، وهي مصدر الشر في المنطقة، كما أكد أنه لا يمكن للسلام أن يتحقق في المنطقة ما دامت إسرائيل مستمرة في سياساتها العدوانية".
وأكد العنجري أن "واجبنا، وفق إمكاناتنا، هو نصرة فلسطين".
وقال، إن "كل عقل ينحاز إلى العدالة الفلسطينية يعني ميزانية إضافية تضطر الصهيونية لصرفها لغسل أدمغة الآخرين، وجهدًا منهم لترميم بنيانهم المهزوز".
وأضاف أنه "إذا كانت لدينا القدرة على نصرة فلسطين بالكلمة، فلننصر إخواننا بالكلمة، وبفضح الصهيونية كلما كان ذلك ممكنًا"، مؤكداً على أن "الكلمة هي سلاحنا الأقوى، وهي السلاح الباقي للشعوب حتى الآن".