أبو مرزوق: علينا التوافق على برنامج نضالي لإنجاز أهدافنا الوطنية

أكّد رئيس مكتب العلاقات الدولية في حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، موسى أبو مرزوق، أنّ "على الفصائل الفلسطينية التوافق على برنامج نضالي لإنجاز أهدافنا الوطنية، تكون المقاومة الشاملة بكافة أشكالها هي قاعدته الأساسية".

وأشار أبو مرزوق خلال لقاء الفصائل الفلسطينية في الصين، اليوم الأربعاء، إلى "ضرورة التوافق على آلية لمتابعة ما يتم التوافق عليه، وأن (حماس) ومعها فصائل المقاومة جادون في إنجاز اتفاق يتضمّن: وقف إطلاق نار دائما، والانسحاب الشامل من غزة، والإعمار ومعالجة آثار الحرب، وصفقة تبادل للأسرى مشرفة".

ونوّه إلى أنه "رغم عظم المعركة وانعكاساتها الكبيرة، إلا أن هناك عوائق كثيرة أمام استثمارها لصالح مسيرة التحرّر التي يخوضها شعبنا منذ أكثر من مئة عام، ومن أهم هذه العوائق اتفاقيات أوسلو ونبذ المقاومة والتي لم نصل من خلالها إلا إلى ما نراه اليوم".

وتابع أبو مرزوق "رغم أن الأولوية القصوى للشعوب المحتلة هي الوحدة، وأنها شرط لتحقيق النصر، ورغم عظم أثر المعركة، إلا أن سؤال الوحدة الفلسطينية ما زال مفتوحًا، فالأصل في الأزمات توحيد القوى والجهود والفصائل وتحييد الخلافات السياسية والأيديولوجية والمصالح الذاتية لمواجهة العدو المشترك، خاصة أن عدونا مجرم قاتل لا يحفظ عهدًا ولا يري لنا مكانًا على أرضنا إلا القبور".

وتساءل أبو مرزوق "هل يُعقل أن تنعكس المعركة على العدو والعالم ولا تنعكس على الفصائل الفلسطينية؟ هل ننتظر أن تمتد الإبادة إلى الضفة الغربية لنتوحّد؟"، مؤكدًا أن "هناك خطرًا قادمًا على القدس والضفة الغربية، وهو خطر موجود، لأن شعارهم الضفة بعد غزة، ومشروعهم الحقيقي في الضفة، وما مصادرة الأراضي، وإلغاء المنطقة (ب) ورفض الدولة الفلسطينية، إلا بداية لتنفيذ مشاريعهم الاستراتيجية".

وأضاف أن "إدامة الانقسام يعد مصلحة استراتيجية للعدو الإسرائيلي، ولن يسمح هذا الكيان بوجود إدارة فلسطينية واحدة، حتى لو كانت من السلطة الفلسطينية وحدها، ونحن جميعًا مستهدفون، ونتنياهو يقولها مرارًا، لا (حماس ستان) ولا (فتح ستان)، لهذا يجب أن نتفق فيما بيننا، ولا نلتفت للموقف الإسرائيلي ولا للولايات المتحدة، وأن نمضي في الوحدة، والسؤال إن لم نتحد اليوم فمتى؟".

وأكد أن "(حماس) عبرّت مرارًا عن قناعاتها بضرورة تشكيل حكومة توافق وطني من الكفاءات الوطنية وبتوافق من الفصائل الفلسطينية وبمرجعية وطنية يتفق عليها، وتحمل هذه الحكومة مهام محددة: إعادة إعمار القطاع، ومعالجة الآثار القاسية للحرب في غزة، والعمل على التجهيز للانتخابات العامة، ولها مدّة محددة".

وأشار إلى أن "ما جرى في السابع من أكتوبر الماضي، كان زلزالًا ضرب أسس وقواعد وأصول بناء المشروع الاستعماري الصهيوني، وأحدثت المعركة تغيرات كبيرة على مستوى المشروع الصهيوني الذي تحوّل من مهدّد وجودي للقضية الفلسطينية إلى شعورهم بالتهديد الوجودي، إضافة إلى تغيّرات على المستوى الدولي والإقليمي، وإن سلسلة ارتداداتها وانعكاساتها مستمرة في التعاظم".

وقال "سارعت الإدارة الأمريكية وحلفاؤها إلى حماية الكيان الصهيوني، وأمريكا هي من تقود الحرب في غزة إلى جانب الكيان الصهيوني، إذ تعاملوا مع ما يحدث على أنه تهديد وجودي لـ"إسرائيل"، وخطر كبير على مشاريع أمريكا في المنطقة، والتي ضُربت أولوياتها"، لافتًا إلى أن "الكيان الصهيوني يعتقد أن جرائمه ستمحو عار هزيمته الاستراتيجية يوم السابع من أكتوبر".

وأضاف "ما يتعرّض له شعبنا في قطاع غزة من إبادة جماعية، وعدوان فاشي ومدمّر لكل النواحي، وما تتعرّض له القدس والضفة الغربية من اقتحامات متكررة وتغيير لحقيقتها الفلسطينية، والإجراءات العنصرية التي يتعرض له أهلنا في الأراضي المحتلة عام 1948، أظهر وجه الكيان الحقيقي ككيان استعماري متوحشّ، يتجاوز كل القرارات والهيئات الدولية، وأسقط الغشاوة عن أعين من سحرهم هذا الكيان بنفوذه وإعلامه وماله، وأظهر زيف روايته إلا للبعض الذي ارتبط مصالحه مع إسرائيل ارتباطًا عضويًا".

ولفت إلى أن الحرب أثبتت أن "النظام الدولي الحالي فاشل في وقف الظلم والعدوان على شعبنا"، مردفًا "علينا أن نتعاضد ونتكاتف فرغم الألم، فإن هذه المعركة فرصة للوحدة، فالقضية الفلسطينية عادت إلى الواجهة، وقطار التحالف العسكري والاقتصادي مع الكيان الصهيوني تحت مسمّى التطبيع تعرقل، وعاد الكيان غريبًا في هذه المنطقة، وفشلت عملية دمجه والتطبيع معه".

وشدد على أن "الكيان لم يعد بالقوة الإقليمية المهيمنة والمقرّرة في منطقتنا، وهو يفشل في مواجهة الآلاف من رجال فلسطين لأكثر من 292 يومًا ولم يحقق أيا من الأهداف المعلنة التي وضعوها لهذه الحرب، وللمرة الأولى منذ تأسيس الكيان يمر بهذه الأزمة المتعددة المستويات وعلى الأصعدة كافة، الاستراتيجية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية".

وقال: "نحن على مشارف الانتخابات الأمريكية، ولا مجال لكثير من الاجتهادات بأن ترمب قادم، وأولوياته ليست روسيا ولا أوكرانيا ولا أوروبا وكتلتها الأساسية الاقتصادية والعسكرية، ونائبه يدعو للانعزالية، لكن الأولوية الأولى هي منطقتنا، وخطته التي هدمناها في السابق، وسيأتي ترمب لإنهاء القضية الفلسطينية، وبالمناسبة المستهدفان هما نحن والصين".

وفيما يتعلق بملف المفاوضات، شدد أبو مرزوق على أن "الحركة حريصة على إنجاز اتفاق يحقن دماء شعبنا ويوقف العدوان"، لافتًا إلى أنه "حين وصلنا من الوسطاء مقترح 5 آيار /مايو 2024، أرسلنا رد الحركة خلال عدّة ساعات، وعبّرنا بإيجابية تجاه خطاب بايدن، وأسقط بيده وتراجع لأنه أراد به استهداف الحركة، ورحبنا بقرار مجلس الأمن حول وقف إطلاق النار".

وأضاف: "لم يتجاوب الاحتلال مع هذه المرونة، وواصلوا محاولاتهم للتحايل والخداع من خلال مقترحات وأفكار هدفها الحصول على الأسرى والعودة لاستئناف حرب الإبادة من جديد".

وشدد على أن "ما يريده نتنياهو، هو دفع الحركة نحو الانسحاب من عملية التفاوض"، مبينًا أن "(حماس) لم تنسحب، ومستمرة في التفاوض وتسهيل مهمة الوسطاء، وفي الوقت ذاته مستمرة في مسارات التصدّي للعدوان، وسُبل إنها حرب الإبادة ضد شعبنا والعمل على إغاثة شعبنا ودعم صموده".

ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع منذ 292 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.

وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و145 شهيدا، وإصابة 90 ألفا و257 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا