خبير استراتيجي لـ"قدس برس": إيران معنية بشكل مباشر للردّ على اغتيال هنية
تتوالى ردود الأفعال على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، اليوم الأربعاء، في العاصمة الإيرانية طهران.
وفي هذا السياق، قال الأكاديمي والخبير الاستراتيجي اللبناني، علي دربج، إن "اغتيال القائد الكبير إسماعيل هنية لم يكن ليحصل لولا وجود ضوء أخضر أميركي للكيان الصهيوني لتنفيذ هكذا اغتيالات".
وأضاف دربج في تصريح خاص لـ"قدس برس"، أن "اغتيال هنية في العاصمة الإيرانية طهران لن يمر مرور الكرام، فهو يمثل اعتداء مباشرا على السيادة الإيرانية، وبالتالي فإن إيران معنية بشكل مباشر للردّ على هذا الانتهاك الخطير".
وتابع بالقول أن "إيران بما تمثّله كنقطة محورية في محور المقاومة سيكون لها أيضاً دوراً في تنسيق الردّ على اغتيال القائدين هنية و شُكُر، لما يمثّلانه من وزن في حركات المقاومة الإسلامية في قوى محور المقاومة".
وأشار إلى أن "محور المقاومة الآن في مرحلة التحضير لضربة تحفظ ماء الوجه، وتعيد الردع، والكلام الآن هو للميدان".
وفي وقت مبكّر الأربعاء، أعلنت "حماس" اغتيال هنية إثر "غارة صهيونية غادرة" على مقر إقامته في طهران، بعد مشاركته أمس الثلاثاء، في احتفال تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
كما أفاد التلفزيون الرسمي الإيراني باستشهاد هنية في طهران، موضحًا أن "التحقيق جار في عملية الاغتيال وأنه سيتم إعلان النتائج قريبا".
وكشفت "حماس"، في بيان صحفي، عن أنه ستجري "للقائد الشهيد المجاهد إسماعيل هنية مراسم تشييع رسمي وشعبي في العاصمة الإيرانية طهران، يوم غد الخميس، وسينقل جثمانه الطاهر إلى العاصمة القطرية الدوحة عصر يوم غد الخميس".
وأضافت أنه "ستقام صلاة الجنازة على روح الشهيد القائد في مسجد الإمام محمد بن عبد الوهاب في الدوحة بعد صلاة الجمعة المقبل، وبعد ذلك سينقل جثمانه الطاهر إلى مثواه الأخير ليدفن في مقبرة الإمام المؤسس في لوسيل، شمال مدينة الدوحة".
وفي سياق متصل، أعلن "حزب الله" اللبناني رسمياً "استشهاد القائد الجهادي الكبير فؤاد علي شكر".
وقال الحزب في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم الأربعاء، إن أمينه العام حسن نصر الله "سيعلن موقفنا السياسي غدا بشأن هذه الجريمة خلال تشييع القائد شكر".
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي، شن الثلاثاء، غارة على الضاحية الجنوبية في العاصمة اللبنانية بيروت.
وقالت وكالة الأنباء الللبنانية الرسمية، إن "غارة معادية استهدفت محيط مجلس شورى حزب الله في حارة حريك في ضاحية بيروت الجنوبية".
وتتصاعد حالة التوتر بين "حزب الله" اللبناني والاحتلال، في أعقاب مقتل 12 طفلا بسقوط صاروخ على ملعب لكرة القدم في بلدة "مجدل شمس" في الجولان المحتل، السبت.
ووجه الاحتلال الاتهام لـ"حزب الله" بالمسؤولية عن الحادث متوعدا بالرد، في حين أكد "حزب الله" أنه لا علاقة له في القصف، الذي استهدف مجدل شمس، ونفى مسؤوليته عن الحادثة.
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد 39 ألفا و400 شهبد، وإصابة 90 ألفا و996 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.