انتقادات تطال جهات رسمية بالضفة لانعدام خطط الطوارئ للتعاطي مع احتمالية الحرب

انتقد عدد من الفلسطينيين والمختصين والإعلاميين، الحكومة الفلسطينية بسبب ما وصفوه "غياب أي ردود فعل وخطط للطوارئ للتعاطي مع احتمالية اندلاع حرب في الأيام المقبلة، بين إيران وحزب الله اللبناني من جانب، ودولة الاحتلال من جانب آخر".

وتأتي تلك الانتقادات، في ظل الوضع الاقتصادي السيء الذي تعيشه الضفة الغربية، وغياب أي تصريحات تبرز اهتمام الحكومة بحالة التوتر التي تعيشها المنطقة، والتي ستؤثر بشكل مباشر على الضفة الغربية.

وضجت مواقع التواصل الاجتماعي والبرامج الإذاعية الفلسطينية، بالتعليقات التي تتسأل عن دور السلطة وسبب غياب أي خطط للطوارئ تتناسب مع مجريات الأحداث، أسوة بما أعلنته حكومة الاحتلال من إجراءات وخطط على صعيد الجبهة الداخلية.

ونشر الإعلامي والصحفي معاذ شريدة، منشورا على صفحته الشخصية على "فيسبوك" قال فيه، إن "هناك إعلانا لخطط طوارئ لدى الاحتلال بشكل جدي، ويبقى السؤال  لدينا مطروحا، أين وزارة الحكم المحلي، والصحة والبلديات وسلطة الطاقة والمياه، ووزارة الزراعة. هل من كلمة أو تصريح حول ما سيجري؟".

وتابع متسائلا: "أي دور مؤسسات المجتمع المدني، فالكل بانتظار تصريح واحد ولو من سطر واحد حتى نساهم في ثبات الناس، أم أننا سنبقى نقول إن ما يجري مسرحية".

ويقول الناشط فادي جرادات، إن "السلطة بكل وزاراتها نجدها تعلن حالة الاستنفار في كل عام عندما يتعلق الأمر بمنخفض جوي عادي، أو موجة حر، وتعقد الجلسات الطارئة وتنشر التحذيرات، ولكن اليوم وفي ظل الحديث عن أجواء حرب حقيقية واستعداد منقطع النظير لها من قبل الاحتلال نجد السلطة ومؤسساتها تعيش حالة من الصمت الشديد وكأنها تقول للمواطن الفلسطيني تدبر أمرك بنفسك".

من جانبه شدد الكاتب والباحث عبد السلام الجمل، على أن "التقصير واضح من قبل كل المستويات سواء على صعيد الحكومة والوزارات وحتى على صعيد البلديات والمجالس القروية فيما يتعلق بإدارتها لازمة الحرب المتوقعة".

وتابع  الجمل خلال تعقيب خاص بـ"قدس برس": "الأصل في الحكومة والسلطة أن تتوقع الأسوأ، وتضع السيناريوهات وترسم معالم البدائل للمستقبل، وتضع بين يدي المواطنين النصائح، فإن لم تحصل الحرب فلن نخسر شيء، ولكن الكارثة أن يكون هناك حرب ويترك المواطن الفلسطيني وحده يقرر مصيره".

ولفت الجمل إلى أن "هناك تجارب من الخذلان عاشها المواطن الفلسطيني مع السلطة وخصوصا فيما يتعلق بموقفها من ما جرى من جرائم، مع القرى الفلسطينية التي تعرضت لجرائم من قبل المستوطنين خلال الأشهر الماضية دون أن يكون هناك أي موقف حقيقي داعم لها، أو إجراءات وخطط تضمن عدم تكرارها".

وقال الجمل، إن "المطلوب الآن وضع خطط طوارئ حقيقية من قبل الجميع تتعامل مع جميع السيناريوهات، ووضع كافة الإمكانات على أهبة الاستعداد، ودراسة حاجة المواطنين وإمكانيات المجتمع، وإصدار التعليمات كافة المراكز الصحية والمدنية للتجهز في حال حصل ما يستوجب التحرك للتعامل مع أي طارئ".

تجدر الإشارة إلى أن حكومة الاحتلال أعلنت حالة الطواري، وطلبت من سكان المدن المحتلة والمستوطنات التموّن بالمواد الغذائية، والتزود بمصادر الطاقة والكهرباء تحسبا لحرب قد تستمر أسابيع عدة، بالإضافة الى تجهيز الملاجئ.

وأصدرت وزارة صحة الاحتلال، تعليمات لتجهيز المستشفيات لحالة الطوارئ واستقبال آلاف الجرحى والامتناع عن العطل للطواقم الطبية، ونقل معظم الأقسام إلى طوابق محمية تحت الأرض، وتجهيز مواقف السيارات الأرضية لنقل المرضى من جميع الأقسام، بحسب صحيفة "معاريف".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
فيدان: "إسرائيل" ليست قوية بما يكفي للقضاء على البرنامج النووي الإيراني
يونيو 27, 2025
قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، الجمعة، إن التطورات الأخيرة في المنطقة لم تكن مفاجئة لأنقرة. وأضاف فيدان في تصريحات صحفية: "كنا نتوقع أن الحرب لن تظل محصورة في غزة، بل ستمتد إلى جغرافيا أوسع، وهو ما حدث بالفعل مع إيران". وأوضح أن ما قامت به إيران أخيرا يُعد "دفاعا مشروعا عن النفس"، لافتا إلى
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا