تقرير: انتقادات لموقف السلطة من جرائم جيش الاحتلال في الضفة الغربية
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
أغسطس 31, 2024 3:52 م
تصاعدت حالة الغضب الشعبي تجاه السلطة الفلسطينية؛ جراء صمتها إزاء ما يجري من جرائم جيش الاحتلال في الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي.
ويقول الناشط الفلسطيني محمد تركمان، معقباً على صمت السلطة بالضفة الغربية، إنه "رغم بشاعة المشهد، وعدد الشهداء، وحجم الدمار الكبير، الذي ألحقته قوات الاحتلال بالبنية التحتية ومنازل وممتلكات المواطنين، واستمرار اجتياح مخيم جنين لليوم الرابع على التوالي، إلا أن الضفة الغربية ما زالت غائبة عن حالة التضامن، بل وتعيش حياتها الطبيعية وكأن شيئاً لم يكن".
ويضيف في حديث لمراسل "قدس برس"، أن "الأمر الذي نراه لا ينفصل عن مشاهد ملاحقة المقاومة وإبطال عمل العبوات الناسفة، ومحاولة اعتقال المقاومين، فالسلطة والأجهزة الأمنية تتبنى عقيدة أمنية منفصلة كليا عن عقيدة المقاومين".
وقال الشاب الفلسطيني سيف دويكات: "على ما يبدو أن بعض مدن الضفة تعيش تحت جهاز التنفس الاصطناعي، وهي عاجزة عن التضامن مع مخيمات الشمال التي تتعرض لحرب إبادة، وهذا الصمت والسكوت منبعه اليد الأمنية الحديدية التي تمارسها السلطة وحركة فتح، والتي لا هم لها سوى وأد حالة المقاومة وقتلها في الضفة الغربية".
بدوره قال الكاتب والمحلل السياسي مروان الأقرع إن "العجز الذي تعيشه السلطة الفلسطينية وبعض الفصائل، هو وليد اتفاقات وتفاهمات أبرمت خصوصا بعد معركة طوفان الأقصى والرامي إلى تحييد الضفة ومنع التظاهر في ظل الحرب على غزة، وهذا الأمر يؤثر في الموقف الشعبي وموقف النقابات المهنية والجمعيات التي لا صوت لها".
وتابع في حديث مع "قدس برس" أن "روح اتفاقية أوسلو ما زالت حاضرة في كل تفاصيل منهجية السلطة، فهي ما زالت ملتزمة بما جاء فيها، رغم أن الاحتلال أدار ظهره لها منذ أن وجدت، وحالة الصمت هي جزء من هذه الضريبة التي تدفعها الضفة".
وأردف: أن "القضايا الوطنية باتت مغيبة نتيجة ممارسة الاحتلال التهديد المباشر للأفراد بالاعتقال وللمؤسسات بالإغلاق والتضييق عليها، وهذا أيضا كان له دور كبير في غياب الحراك الشعبي الحقيقي".
وطالب الأقرع "المستوى الرسمي والحكومي والفصائلي الانتقال من مرحلة الصمت إلى فضح ممارسات الاحتلال، من خلال التحلل من الاتفاقيات كلها، وعدم الرضوخ لأي من التهديدات والعمل على إيصال جرائم الاحتلال إلى كافة المحافل".
وشدد على ضرورة التحرك الشعبي التضامني، من خلال تنظيم الفعاليات والمسيرات، وحشد الدعم المعنوي والمادي، وتنظيم حملات جمع المواد العينية وإرسالها إلى المناطق المستهدفة والمنكوبة".
وكشف مصدر مقرب من السلطة، لـ"قدس برس"، عن أن "حالة الفتور وعدم التفاعل التي تعيشها الضفة الغربية ليست صدفة، بل إنها نتاج سياسة وتعليمات حقيقية من القيادة السياسية والأمنية في السلطة الفلسطينية، التي شددت على ضرورة عدم التعاطي والتفاعل مع ما يجري في باقي المدن".
وشدد المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، على أن السلطة لديها تعليمات صارمة بعدم خروج أي مسيرات من شأنها تأييد حالة المقاومة الموجودة في الضفة الغربية، وخصوصا في مخيمات طولكرم وجنين ونابلس وصولا إلى قتل الحاضنة الشعبية فيها ومحاولة إلهائها بأمور ثانوية".
وأشار إلى أن السلطة وتزامناً مع الحملة الإسرائيلية على مخيمات الشمال، تسعى إلى تفكيك الحالة المقاومة في باقي المناطق، وخصوصا في مخيمي "بلاطة" و"العين"، والبلدة القديمة في نابلس، "ونجحت في إقناع بعض المسلحين المحسوبين عليها، بالتخلي عن سلاحهم واللجوء إلى مقر الأجهزة الأمنية، مقابل الحصول على عفو من قبل الاحتلال والتفريغ في وظائف حكومية".
وسلّطت صحيفتان بريطانيتان، الضوء على دور السلطة الفلسطينية خلال العملية العدوانية الواسعة التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي على شمال الضفة الغربية لليوم الرابع على التوالي.
ونشرت صحيفة /غارديان/، تقريرا قالت فيه: إن "الفلسطينيين في الضفة الغربية أصبحوا، بعد الضربات الإسرائيلية الدامية هناك، يزدرون السلطة الفلسطينية، وأنهم يختلفون فقط إذا كانت هذه السلطة لا تتمتع بالكفاءة، أو تعمل بنشاط مع رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو".
وقال موقع /ميدل إيست آي/ إن "المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية تواجه الاحتلال الإسرائيلي متجاوزةً السلطة الفلسطينية، التي يقول محللون إنها أصبحت عاجزة ومنقسمة، وفي حالة عدم استقرار.
وتشن قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانا عسكريا منذ يوم الأربعاء (29 آب/أغسطس الجاري)، على مدن شمالي الضفة الغربية، في عملية تُوصف بأنها الأوسع منذ عملية "السور الواقي" عام 2002، وأطلق جيش الاحتلال على العملية اسم "مخيمات الصيف".
وتتصدى المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، لعدوان الاحتلال، عبر تفجير العبوات الناسفة، وإطلاق النار على جنود الاحتلال، ما أدى إلى إصابات محققة. بحسب بيانات الفصائل.
تصنيفات : أخبار فلسطين المقاومة