ما هي آخر التطورات في جنوب لبنان؟

ارتفعت وتيرة المواجهات في جنوب لبنان، بين جيش الاحتلال الإسرائيلي و "المقاومة الإسلامية" في لبنان، في وقتٍ كشف فيه وزير الخارجية اللبناني، عبد الله بوحبيب عن أن "تل أبيب غير مهتمة بوقف النار في جبهة الجنوب، بعد تجدّد تهديدات الكيان الصهيوني بالاستعداد لتنفيذ هجوم على الأراضي اللبنانية".
وقال بوحبيب، في تصريحات صحفية له، اليوم السبت، إن "(إسرائيل) نقلت لنا رسالة عبر وسطاء، مفادها أنها غير مهتمّة بوقف إطلاق النار في لبنان، حتّى بعد التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة".
وأتى كلام "بوحبيب" بعد ساعات على إعلان رئيس الأركان في جيش الاحتلال الإسرائيلي، هرتسي هاليفي، أن "قواته تستعد لاتخاذ خطوات هجومية داخل لبنان".
وقال هاليفي، خلال جولة تفقدّية في الجولان، إن "الجيش يركّز على مواجهة (حزب الله)، وإن الهجمات التي شُنت خلال الشهر الأخير، وعدد عناصر الحزب الذين قُتلوا كبير للغاية".
و في الساعات الأخيرة، سُجّلت زيادة ملحوظة في وتيرة العمليات العسكرية على جبهة الجنوب، مع تكثيف جيش الاحتلال الإسرائيلي من وتيرة غاراته الجوية، مستهدفاً مناطق خلفية للبلدات الحدودية، حيث يقدّر عدد الغارات التي أطلقت في الأيام الأخيرة على الجنوب بأكثر من مائة غارة.
فيما ردّ لبنان على رسالة الاحتلال المتعلّقة بتطبيق القرار 1701، بحسب ما أعلنت وزارة الخارجية في بيان لها، أن "بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وجّهت رسالة إلى رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة رداً على الرسالة المتطابقة (الإسرائيلية) حول تطبيق قرار مجلس الأمن 1701 والمقدمة من مندوب الاحتلال الإسرائيلي في بداية الشهر الحالي".
وأشار الوزير بوحبيب بموجبها إلى أن "بوابة الحل الدائم هي من خلال التطبيق الشامل والكامل لقرار مجلس الأمن رقم 1701 بكافة بنوده ومندرجاته، وليس بصورة انتقائية كما يحاول الطرف الآخر".
وأضافت الرسالة أن "التطبيق الشامل للقرار 1701 يعني انسحاب (إسرائيل) من كافة الأراضي اللبنانية المحتلة، ووقف اعتداءاتها على سيادة لبنان واستهدافها للمدنيين اللبنانيين والأهداف المدنية، وانخراطها في عملية إظهار الحدود اللبنانية الجنوبية البرية المعترف بها دولياً، والمؤكد عليها في اتفاقية الهدنة لعام 1949، بإشراف ورعاية الأمم المتحدة".
كما طالب لبنان، الدول الأعضاء في مجلس الأمن والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال لتطبيق القرار 1701 بكافة بنوده، وجدد التزامه الكامل بالقوانين الدولية وبالشرعية الدولية، مشدداً "على الدور الأساسي والفاعل لقوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
وبالتزامن مع ذلك، يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ السابع من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 40 ألفا و939 شهيدا، وإصابة 94 ألفا و616 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.