قوات الاحتلال تنسحب من مدينة طولكرم ومخيماتها بعد عدوان استمر ثلاثة أيام
انسحبت قوات جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الخميس، من مدينة طولكرم ومخيمي طولكرم ونور شمس شمال الضفة الغربية، بعد عملية استغرقت نحو 72 ساعة.
وقال مراسل "قدس برس"، إن "آليات جيش الاحتلال انسحبت بالكامل من المدينة ومخيمي طولكرم ونور شمس بعد أن نفذ عملية عسكرية أسفرت عن خمسة شهداء وعدة إصابات واعتقال عدد من سكان المدينة والمخيمين".
وتعد هذه العملية الثانية على المدينة ومخيميها في أقل من أسبوع، حيث جرى خلالها مداهمة عشرات المنازل في المدينة ومخيمي المدينة (طولكرم ونور شمس)، فيما تم احتجاز العشرات من الفلسطينيين، وبعد تحقيق ميداني مطول تم الإفراج عن عدد منهم ومنعوا من العودة إلى منازلهم".
ورافقت عمليات التفتيش والاقتحام عمليات تدمير وتفجير وحرق للمنازل وتخريب لمئات المحال التجارية إلى جانب الاستمرار في تدمير واسع للبنى التحتية، فيما ردت مجموعات المقاومة بخوض اشتباكات وفجرت عبوات ناسفة متتالية في مخيمي المدينة.
واقال مواطنون، إن قوات الاحتلال تعمل على تكريس سياسة تفرّيغ المخيم من السكان من أجل استهداف مجموعات المقاومة داخل المخيم، وتسهيل القضاء عليهم.
ونزح المئات من سكان المخيمين إلى مساجد المدينة فيما اضطر عدد كبير منهم إلى المبيت عند أقاربهم في مناطق مختلفة من المدينة والقرى التابعة لها.
وقال رئيس اللجنة الشعبية لخدمات مخيم طولكرم فيصل سلامة: إن المخيم تعرض لعدوان شامل طال كل مرافق المخيم، وتخريب وتدمير للمنازل، وإطلاق النار بشكل مباشر بهدف القتل، إضافة إلى عمليات تخريب واسعة طالت البنى التحتية، كما جرى اعتقال عدد من سكان المخيم، حيث جرى تحويلهم للتحقيق لدى الأجهزة الأمنية للاحتلال بحجة المشاركة والضلوع في أعمال مقاومة مسلحة ضد المستوطنين وقوات الاحتلال، مشيرا إلى أن الاحتلال منع إدخال المساعدات الإنسانية إلى داخل المخيم، مما فاقم من الوضع الإنساني داخل المخيم مع عدم إمكانية السكان التزود بالغذاء، وانقطاع المياه والكهرباء والاتصالات عن المخيم.كما جرى تفجير تدمير عدد من ممتلكات الفلسطينيين في مختلف حارات المخيم، واشتعال النيران فيها.
وحطمت قوات الاحتلال بآلياتها أبواب المنازل والمحال التجارية على طول الشارع عند مدخل المخيم، وقامت باقتحامها وتخريب محتوياتها.
وتعرضت معظم منازل الفلسطينيين في المخيم للمداهمة والتخريب، وجرى اعتقال أصحابها، وإخضاعهم للاستجواب والتحقيق الميداني، وتدمير محتوياتها، وتحويل العشرات منها الى ثكنات عسكرية، ونشرت قناصتها على أسطح البنايات العالية منها، بعدما أجبرت سكانها على المغادرة الى خارج المخيم.
وتزامن هذا الاقتحام مع اقتحام آخر متواصل لمخيم نورشمس المجاور، وتدمير جرافات الاحتلال لشوارعه والبنى التحتية، وممتلكات الفلسطينيين من محال تجارية ومركبات في مختلف حاراته.
وداهمت قوات الاحتلال مسجد الصحابة في إسكان المهندسين قرب المخيم، واعتقلت عددا من المواطنين كانوا متواجدين في داخله.وقال الهلال الأحمر الفلسطيني: إن فلسطينيين من سكان مخيم طولكرم بينهم فتاة، استشهدوا عصر الثلاثاء برصاص قناص إسرائيلي، كما استشهد مساء الاربعاء ثلاثة فلسطينيين من مخيم نورشمس وضاحية شويكة شمال المدينة، بعد قصف طيران الاحتلال لسيارة كانوا يستقلونها قرب ضاحية اكتابا شرق المدينة، فيما وصلت أكثر من 20 إصابة إلى مستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، بعد إصابتهم برصاص الاحتلال او اعتداء الاحتلال عليهم بالضرب المبرح.
وقال مدير الإسعاف في الهلال الأحمر الفلسطيني، رائد ياسين: إن قوات الاحتلال فرضت حصارا على مستشفيات المدينة وأعاقت عمل طواقم ومركبات الإسعاف، واعترضتها وفتشتها ومنعتها من الدخول للمخيم ونقل حالات مرضية ووفاة للمستشفى.
ومنذ فجر 28 آب/ أغسطس، بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة شمال الضفة طالت مدن جنين ومخيمها، وطولكرم ومخيميها، ومدينة طوباس ومخيم الفارعة.
ومنذ ذلك التاريخ، يقوم الجيش باقتحامات وانسحابات متكررة في محافظة طولكرم، ينفذ خلالها عمليات قتل واعتقالات بين الفلسطينيين.