خبير يطرح نظرية وضع متفجرات في أجهزة "بايجر".. كيف حصل ذلك؟
كشف الخبير الأردني في الأمن السيبراني، مجدي القبالين، الثلاثاء، عدم وجودة علاقة للأمن السيبراني فيما حدث في لبنان، بعد تفجير أجهزة لاسلكية مع عناصر من "حزب الله".
وأضاف القبالين لـ"قدس برس"، أن "ما حدث ليس أمرا جديدا، حيث استعملته إسرائيل سابقا في اغتيال يحيى عياش وسمير زعاترة، في حين استعملته روسيا في محاولة اغتيال غالينا ستاروڤويتوفا (نائبة كانت في البرلمان الروسي)".
وتابع أن "أجهزة اللاسلكي مناسبة لمثل هذه العمليات، لأن حجمها كبير ويسهل تفخيخها بمادة متفجرة"، مستدركا أنه "على الأغلب جرى استعمال مواد مثل (C4) أو (Semtex) أو (RDX)، وهي متفجرات تحتاج شرارة كهربائية صغيرة لتفعل المفجر وتفجيرها".
كيف وضعت المتفجرات؟
ورجح القبالين، أن تكون وضعت المتفجرات "خلال رحلة شراء الأجهزة من قبل حزب الله".
وأردف أنه "من المؤكد أن الأجهزة مرت على مواقع عديدة، من بينها مواني ومهربين وسماسرة، ما يجعل من السهل على جهاز (الموساد) أن يتعقبها، وعند نقطة معينة تفخيخها وربط المفجر بها على جهاز استقبال صغير على تردد معين ضمن إشارة معينة".
وأوضح أن "الأمر لا علاقة له بتفجير البطاريات، وما حصل ناتج عن زرع مواد متفجرة بشكل مسبق، وإسرائيل استعملت ذلك مسبقا".
وبحسب القبالين، فإنه من "الواضح أن الهجوم شمل مئات الأجهزة وليس جميعها وهذا يعني أنه تم استهداف شحنة معينة من هذه الأجهزة، لذلك حصلت الانفجارات في أجهزة في لبنان وبعض الحالات في سوريا مع عناصر حزب الله".
وأكد أن "الأخطر وبما أنه وصلت الأجهزة مسبقا إلى الموساد، فإن ذلك يعني أن اسرائيل كانت اخترقت شبكة حزب الله للاتصالات اللاسلكية من خلال هذه الأجهزة".
ما صحة الاختراق؟
ووفقا للخيبر القبالين، فإن "قصة اختراق نظام الأجهزة التي أدت إلى رفع حرارة البطارية ثم تفجيرها غير علمية على الاطلاق، لأن بطارية جهاز (البيجر) صغيرة، ولا يمكن على الاطلاق أن تحدث هكذا إصابات وانفجارا بهذا الحجم".
ويحدث انفجار بطارية الليثيوم الصغيرة، "مثل الموجودة في أجهزة (البيجر)، نتيجة (thermal runaway) وقصر داخلي عند تعرض البطارية للشحن الزائد أو ارتفاع درجة الحرارة أو التلف الميكانيكي، وقد يتحلل (electrolyte) داخل البطارية، مما ينتج عنه غازات قابلة للاشتعال مثل (ethylene) و(carbon monoxide)"، على ما أكد القبالين.
وبيّن القبالين، أن "هذه الغازات تزيد من (internal pressure)، وإذا تم اختراق (separator) بين الأنود والكاثود، يمكن أن يحدث (short circuit) داخلي، يؤدي إلى توليد حرارة سريعة".
وأوضح أن هذه العملية، "المعروفة باسم (thermal runaway)، تسرع من تحلل (lithium salts) في الإلكتروليت، مما قد يؤدي إلى انفجار صغير أو اشتعال".
ونظرا لصغر سعة الطاقة، "عادة ما تقاس بـ(milliampere-hours) أو (mAh) لهذه البطاريات، فتكون قوة الانفجار محدودة جدا، وتنتج عادة موضعيا وتفريغا حراريا بسيطا، مع درجات حرارة قد تصل إلى عدة مئات من الدرجات المئوية، وهو ما يكفي لإحداث حروق طفيفة أو إتلاف المكونات المجاورة"، بحسب الخبير في الأمن السيبراني القبالين.
وأضاف القبالين، أنه "حتى هذا الانفجار الصغير يحتاج إلى وجود مصدر كهرباء آخر لا يتوفر في حالة هذه الأجهزة، لذلك فإن الاحتمال الذي يتحدث عن هجوم سيبراني على البطاريات غير علمي إطلاقا"، مؤكدا أنه "لا يمكن تنفيذ هذا السيناريو باستعمال فايروس أو غيره".
وكان وزير الصحة اللبناني فراس الأبيض، أعلن استشهاد 9 أشخاص بينهم طفلة، وإصابة نحو 2750 أغلبهم من عناصر "حزب الله" اللبناني، في جنوبي لبنان والضاحية الجنوبية في بيروت بعد انفجار أجهزة اتصال لاسلكي يستخدمونها.
ووجه وزير الصحة نداء إلى "كافة المستشفيات باستقبال جميع المصابين"، في حين قال الدفاع المدني اللبناني إن "المستشفيات في الجنوب تجاوزت قدرتها الاستيعابية ونعمل على نقل الجرحى خارج المحافظة".
وقال "حزب الله" اللبناني، في بيان مقتضب، إنه في قرابة الساعة 3:30 (+2 عن توقيت غرينتش) من بعد ظهر اليوم الثلاثاء "انفجرت عدد من أجهزة تلقي الرسائل المعروفة بالـ(بايجر) والموجودة لدى عدد من العاملين في وحدات ومؤسسات حزب الله المختلفة".
ويشهد جنوب لبنان منذ الـ8 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي، تبادلا شبه يومي لإطلاق النيران، بين "حزب الله" اللبناني، بالتعاون مع "كتائب القسام - لبنان" الجناح العسكري لحركة "حماس"، و"سرايا القدس" الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي"، و"قوات الفجر" الجناح العسكري لـ "الجماعة الإسلامية" في لبنان (الإخوان المسلمين)، ضد جيش الاحتلال الإسرائيلي، ردا على عدوان الأخير على قطاع غزة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي منذ 347 يوما، عدوانه على قطاع غزة، بمساندة أمريكية وأوروبية، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وأدى العدوان المستمر للاحتلال على غزة إلى استشهاد أكثر من 41 ألفا و 252 شهيدا، وإصابة 95 ألفا و497 آخرين، ونزوح 90% من سكان القطاع، بحسب بيانات منظمة الأمم المتحدة.