"سيغرقكم طوفان الاستشهاديين".. ما هي رسائل "القسام".. وهل اقتربت ساعة الانفجار؟
نشرت "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، مساء الأربعاء، مقطع فيديو توجّهت فيه برسالة إلى الاحتلال الإسرائيلي تحت عنوان: "سيغرقكم طوفان الاستشهاديين".
وأظهر الفيديو مشاهد من عملية "تل أبيب"، التي نُفِّذت في الـ18 من آب/أغسطس الماضي، وتبنّتها "كتائب القسّام"، وعرض وصية منفّذ العملية، الشهيد جعفر منى، والتي أكد فيها، أنّ "جذوة المقاومة لن تنطفئ حتى نردكم (الإسرائيليين) عن أرضنا وديارنا.. والنار التي أشعلتموها ستحرقكم، وتكون وبالاً عليكم وعلى مستوطنيكم وجيشكم".
ويرى الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، إبراهيم المدهون، أن "إصدار كتائب القسام، يحمل في طياته تحذيرًا شديد اللهجة للعدو الصهيوني"، مؤكداً أن "استمرار حرب الإبادة ضد شعبنا سيقود المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حماس وكتائب القسام، إلى مرحلة جديدة ونوعية من العمليات الاستشهادية التي ستزلزل كيان الاحتلال".
وأضاف المدهون، في حديث مع "قدس برس"، أن "قرار إعادة تفعيل العمليات الاستشهادية ليس مجرد خطوة تكتيكية، بل هو استراتيجية رادعة، ستعيد التوازن إلى ميزان الرعب وتفرض على العدو واقعاً جديدًا ومؤلماً".
وتابع: "هذا السلاح، الذي بدا أنه تم تعليقه مؤقتًا في فترات سابقة، عاد اليوم إلى الواجهة مع تصاعد الهمجية الصهيونية، ليكون بمثابة رد حاسم على مجازر العدو المتواصلة".
ويعتقد المدهون أن أهم ما يميز هذا الإصدار هو ظهور "أحد فرسان الاستشهاد، الذي كتب وصيته وأعد نفسه للقاء الله، وقد تم إخفاء هويته وتغيير صوته، في إشارة إلى أن ساعة الانفجار قد اقتربت".
وأشار إلى أن هذه الرسالة هي "دليل واضح على أن كتائب القسام بدأت بالفعل في تنظيم صفوفها وتشكيل فرقها لإطلاق هذه العمليات بشكل أقوى وأشد تأثيراً".
وتابع: "لا شك أن العمليتين الاستشهاديتين اللتين نفذتا في الشهر الماضي شكلتا صدمة غير متوقعة للعدو، وإذا ما تم تعزيز هذا النهج، فإن الاحتلال سيجد نفسه أمام معادلة جديدة في الصراع، حيث سيكون عاجزًا عن كسر إرادة المقاومين أو وقف سيل العمليات الاستشهادية".
وأكد المدهون أن "قائد حركة حماس، يحيى السنوار، هو من أشد المؤمنين بقوة العمليات الاستشهادية، وهو داعم رئيسي لتطوير هذا السلاح المزلزل، خاصة في ظل استمرار حرب الإبادة ضد غزة".
كما تضمن الفيديو، الذي بثته "كتائب القسام"، مساء أمس، رسالة من مقاوم آخر تم إخفاء صورته واسمه، قال فيها "أقدم نفسي رخيصة في سبيل الله تعالى"، مضيفا "أقول للعدو المجرم إن كل يوم يمر من العدوان على أهلنا في غزة سيضاعف فاتورة الدم والانتقام ولن يكون أمام الدماء إلا الدماء".
وأضاف: "إن آهات أسرانا وتحديدا أسيراتنا في سجون الطغيان لن تمر عابرة دون حساب.. وإننا في كتائب القسام نقول للعدو الغاصب إن شلال الدم الجاري على أرض غزة العزة سيقابله طوفان من العلميات الاستشهادية التي ستقض مضاجعكم في عقر داركم".
وعرض الفيديو مشاهد من عمليات استشهادية سابقة نفدها المقاومون في قلب الكيان الإسرائيلي، كعملية القدس عام 2001، وعملية "تل أبيب" عام 1994، وعمليتي "صفد" و"عمانوئيل الثانية"، اللتين وقعتا عام 2002، وصور منفذيها.
يُذكر أنّ "كتائب القسّام" و"سرايا القدس"، الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنتا، قبل شهر، أنّ العمليات الاستشهادية ستعود إلى الواجهة في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، طالما تواصلت المجازر الإسرائيلية وعمليات تهجير المدنيين والاغتيالات، بعد عملية "تل أبيب" الأخيرة.