مختص في الشأن الإسرائيلي: الاحتلال يسعى عبر جرائمه لتحويل الضفة إلى غزة "مصغرة"

قال المختص في الشأن الإسرائيلي ياسر مناع إلى أن عملية القصف الجوي لمخيم طولكرم، الخميس الماضي، والتي أسفرت عن استشهاد 18 فلسطينيا، ليست الأولى التي يلجأ فيها الاحتلال لهذا الأسلوب في الضفة الغربية، لكن ضخامة الحدث ونتائجه من حيث عدد الشهداء خلال غارة واحدة، يشير إلى تطور غير مسبوق في طريقة إدارته لملف الضفة.

وأشار مناع في حديث لـ"قدس برس"، اليوم السبت، إلى أن أسلوب الاحتلال الإجرامي في الضفة، ينذر بتكرار مثل هذه المجازر على غرار ما يجري في قطاع غزة منذ عام كامل، دون أي تدخل لوقف العدوان.

ونوه إلى هذه المرة الأولى منذ "انتفاضة الأقصى" -أي منذ ربع قرن تقريبا- تقصف إسرائيل هدفا مدنيا في الضفة، ما يعد تطورا نوعيا يضاف لسلسلة استهدافات جوية في الضفة خلال العامين الماضيين، وتكثفت بعد السابع من أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، لكن معظمها بالمسيّرات وليس بالطائرات الحربية.

ويقول مناع: إن "وزير الأمن الإسرائيلي يوآف غالانت كان قد صرح قبل عدة أشهر أنّه رفع القيود عن عمليات طائرات سلاح الجو الإسرائيلي في الضفة، بزعم محاولة إحباط العمليات المسلحة". وتوعد غالانت بأنه "إذا لزم الأمر سنوسع ذلك، بهدف القضاء على الجماعات المسلحة في مخيمات اللاجئين وتحسين الأمن في المستوطنات"، وفق قوله.

وأشار إلى أن إسرائيل ماضية في استخدام سلاح الجو، الذي بات نهجاً له دلالات أمنية وعسكرية، حيث نرصد تصاعداً كبيراً في عمليات الاغتيال التي تنفذها إسرائيل في الضفة الغربية مستخدمة سلاح الجو، وخاصة الطائرات المسيّرة.

وأضاف "جيش الاحتلال يرى في عملياته عبر سلاح الجو حماية للجنود وتوفير عناء تنفيذ عمليات برية بقوات مدرعة قد تتعرض لمقاومة وتفجير لآلياته، وفيه إنجاز المهام بسرعة فائقة". وشدد على أن "إسرائيل باتت تخشى على حياة جنودها من المقاومة في الضفة الغربية، التي أصبحت تطور قدرتها خاصة في العبوات الناسفة".

ويحاول المقاومون المتركزون في مدن ومخيمات شمال الضفة التشويش على سلاح الجو الإسرائيلي، بأدوات بسيطة، كاللجوء لنصب (شوادر) تغطي أزقة وشوارع المخيمات. وهو ما جرى تكراره وثبت فعاليته في مخيمات جنين ونور شمس وطولكرم والفارعة قرب طوباس وبلاطة قرب نابلس.

وفي دلالة على نجاح تلك العملية في التغطية على تحركات المقاومين، كان جنود الاحتلال يقتحمون تلك المناطق ويعملون خصيصا على إزالتها أو تمزيقها.

مقاوم من مخيم طولكرم، أكد لـ"قدس برس" عقب عملية الاغتيال والمجزرة ليلة الخميس، أن المقاومة مستمرة، "ولن تستطيع إسرائيل كسرنا، رغم استخدامها لكافة الأساليب، بما فيها القصف عبر الجو".

وتابع "يحاولون تكرار ما يجري في غزة، ولكن بصورة مصغرة، مستغلين انشغال العالم بالعدوان على لبنان الشقيق".

وأكد مناع أن "إسرائيل لم تعد تلقي بالاً بأي ملاحظات وانتقادات لها دولياً وإقليمياً، وترى نفسها في ظرف سياسي وأمني وعسكري وإعلامي يتيح لها الاستمرار في سياساتها، سواء الضفة أو غزة وغيرها". وتابع: "لا يوجد ضغط حقيقي على إسرائيل الدولة. كل الانتقادات التي نسمعها موجهة إلى جماعات استيطانية وأشخاص وليس إسرائيل المؤسسة".

وأردف: "منذ سنوات طويلة وإسرائيل تستخدم سياسة الاغتيالات، سواء عبر سلاح الجو وغيرها، ولكنها لم تنه فصائل المقاومة". وختم بأنه "كلما كان هناك سياسات (جديدة) ضد الفلسطينيين، كانت العمليات أو رد الفعل الفصائل متكيفا مع السياسات الإسرائيلية على المستويات الأمنية والعسكرية".

وكان الاحتلال أصدر بيانا لتبرير مجزرة مخيم طولكرم، يشير إلى أنها تأتي ضمن ما يقوم به جيش الاحتلال من الاستعداد لذكرى السابع من أكتوبر "طوفان الأقصى"، ووجود خشية من تنفيذ حركة "حماس" عمليات نوعية كبيرة في هذه الذكرى.

لكن المراقبون يرون أن الغاية الأساسية تعود إلى محاولة الاحتلال استعادة صورة الردع، ونظرية الردع عبر القصف الجوي، وإعطاء المقاومين رسالة بأن الاحتلال يستطيع الوصول إليهم بأشكال مختلفة، وأن كل ما يورده جيش الاحتلال في بياناته تبرير لقتله المدنيين.

كما يسعى الاحتلال لإعطاء المجتمع الإسرائيلي انطباعاً بأنه وبتعليمات من المستوى السياسي، يقوم بما يلزم لمنع وقوع مزيد من العمليات، لكن هذا الانطباع يضرب بعملية واحدة مثل عملية يافا (تل أبيب) الماضية والتي أدت لمقتل سبعة مستوطنين، ونفذها مقاومان من الخليل، وشكلت ضربة لكل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية التي تحاول فرضها في الضفة وخاصة اجتياز الجدار والذي يُعتبر ثكنة أمنية.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر