هل انعكست عملية "طوفان الأقصى" على واقع العمل المقاوم في الضفة الغربية؟
خبراء يجيبون

نابلس (فلسطين) - ضحى أبو زنط - قدس برس
|
أكتوبر 7, 2024 4:58 م
لم تقف آثار عملية "طوفان الأقصى" التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية قبل عام، على خسائر الاحتلال في المستوطنات المحيطة بقطاع غزة، بل تعدتها إلى تفعيل المقاومة في الضفة الغربية، وأعطتها دفعة جديدة.
ويقول الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني، ياسر مناع، أنه ورغم الحرب التي شنتها وتشنها حكومة الاحتلال وأذرعها الأمنية ضد كتائب المقاومة في الضفة الغربية، إلا أن طوفان الأقصى قلبت التوقعات، وأحبطت مشاريع تصفية المقاومة بالضفة الغربية" بحسب ما يرى.
ويتابع مناع: "طوفان الأقصى عملية سيسجل لها بأنها بثت الروح لدى مجموعات المقاومة القائمة في الضفة الغربية من جهة، وأسهمت بتمدد تلك الكتائب إلى مناطق أخرى لم يسجل فيها أي عملية ضد الاحتلال قبل السابع من أكتوبر، لتصبح اليوم في صدارة المناطق التي شهدت وجود مجموعات مسلحة تعمل ضد الاحتلال وتؤرقه".
ويتابع مناع في حوار مع "قدس برس" يقول إن "إسرائيل تعتبر نفسها تخوض حربًا على جبهات متعددة، أبرزها الضفة الغربية، حيث ترى أن حربها غير قابلة للتجزئة، وهو ما يظهر من خلال الربط الذي قامت به الولايات المتحدة بين ما يحدث في لبنان والضفة".
ولفت مناع إلى أن "الضفة الغربية تعاني حالة استنزاف مستمرة منذ انتفاضة الأقصى، مع اقتحامات واعتقالات واغتيالات يومية، في ظل مقاومة متراكمة منذ عام 2015 اتخذت أشكالًا مختلفة، وصولًا إلى العمليات التفجيرية الأخيرة".
ونبه مناع إلى أن جيش الاحتلال ينفذ اقتحاماته في الضفة الغربية "بلا ضوابط، كما أنه ينفذ جرائمه بغزة بلا ضوابط أيضا، فهذا الجيش لا يكترث لعدد الضحايا والمصابين، حتى في المناطق السكنية المكتظة.
وشدد على أن "الجيش الإسرائيلي ليس الفاعل الوحيد في الضفة، بل تنشط أيضًا جماعات استيطانية مسلحة ومنظمة مدعومة من المستويات جميعها، بهدف تحقيق مشروع إسرائيل الاستراتيجي بإخضاع ثم إفراغ الضفة الغربية من سكانها، وهو ما ترى إسرائيل أنه لا يتحقق إلا بالقوة العسكرية".
وبدوره قال المحلل والمراقب السياسي الفلسطيني، عبد السلام الجمل، إن يوم الـ 7 من تشرين الأول/أكتوبر 2023 "أفقد الاحتلال منظومة الردع، ويحاول أن يستعيد هيبته من خلال إلحاق الأذى بالمدنيين في الضفة الغربية".
وعن أثر عملية طوفان الأقصى على واقع المقاومة في الضفة قال الجمل: "شكلت حرب السابع من أكتوبر ومشاهد البطولة التي سجلتها المقاومة حالة من الإلهام لجيل الشباب في الضفة الغربية؛ مما دفع الكثيرين منهم للالتحاق بالتشكيلات العسكرية".
ويشدد الجمل في حوار مع "قدس برس" على أن "كثيراً من مناطق الضفة الغربية أصيبت بالعدوى من خلال ظهور الكتائب المقاومة التي سببت حالة مزعجة ومؤرقة ومخيفة للاحتلال؛ مما دفعه للتعامل معها بقسوة من خلال الاجتياحات وما رافقها من إيقاع الدمار في البنية التحتية والممتلكات الخاصة من أجل قتل الحاضنة الشعبية لها".
واعتبر المراقب السياسي الفلسطيني، أن يوم الـ 7 من أكتوبر 2023 "أحدث صحوة لدى الجيل الشاب في الضفة الغربية الذي تعرض خلال السنوات الماضية إلى محاولة لغسيل دماغ لسلخه عن واقعه وتشويه صورة المقاومة لديه".
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، منذ عام كامل، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.