موسم الزيتون.. معاناة مضاعفة على وقع خطط الضم وتصاعد جرائم الاحتلال

بدت معالم موسم الزيتون لهذا العام أكثر وضوحا، من حيث الجرائم الاحتلاليه، التي يرتكبها المستوطنون بحق المزارعين المتوجهين إلى أراضيهم الزراعية لقطف ثمار الزيتون، حيث تصاعدت وتيرة الاعتداءات ومنع أغلب المزارعين من الوصول إلى أراضيهم، في شكل واضح يعبر عن رغبة الاحتلال بسلخ المواطن الفلسطيني عن أرضه وتهجيره منها.
بدوره أشار الناشط الحقوقي والمتابع للشأن الاستيطاني في الضفة الغربية بشار القريوتي، إلى أنّ ما تشهده الضفة في الفترة الحالية من جرائم من قبل المستوطنين من جانب، ومن قبل قوات الاحتلال من جانب آخر، والتي تطال المزارعين الذين يتوجهون إلى المناطق الزراعية الخاصة بهم لجني ثمار الزيتون، يعبر عن حالة إفلاس دوله الاحتلال والعقلية الإجرامية التي يعيشها المستوطنون والجنود في آن واحد.
ونبه القريوتي خلال حديثه لـ"قدس برس"، إلى أن أغلب القرى في الضفة الغربية، والتي تقع بالقرب من البؤر والمستوطنات يمنع سكانها من الاقتراب من أراضيهم الزراعية، لقتل وجني ثمار الزيتون لسببين إما للسيطرة عليها ومصادرتها من قبل المستوطنين وقوات الاحتلال من جانب أو لوجود وانتشار قطعان المستوطنين الذين يتسلحون بأحدث الأسلحة الرشاشة ويقومون بالاعتداء على المزارعين بمجرد الوصول لأراضيهم أو التفكير بالوصول إليها.
وبحسب القريوتي فإنه جرى رصد العشرات من الاعتداءات التي شنها المستوطنون ضد المزارعين ولا سيما في قرى جنوب نابلس وغربها نتيجة وجود العديد من البؤر الاستيطانية التي يسكنها غلاة المتشددين وعصابات فتيه التلال المعروفة عنها عدائها الكبير لكل ما هو فلسطيني.
وذكر القريوتي أن تلك الاعتداءات ومنع المزارعين من الوصول إلى أراضيهم سيكون نتيجته خسائر مدوية للقطاع الزراعي المتعلق بموسم الزيتون حيث سيكون المزارعون عاجزون عن الوصول إلى أراضيهم وبالتالي خسراني جزء كبير من المحصول الذي يعتبر جيد جدا في هذا العام مقارنه مع العوامل الماضية.
وفي وقت سابق حذّر الناشط ومدير مركز أبحاث الأراضي في محافظة نابلس محمود الصيفي، من المخاطر المحدقة بموسم الزيتون للعام الحالي؛ في ظل اعتداءات المستوطنين المستمرة والمتوقعة خلال الموسم.
وقال الصيفي في تصريحات صحفية إن “كل البوادر والمؤشرات تقود إلى موسم ممكن وصفه بالدموي في ظل ارتفاع عدد الشهداء برصاص المستوطنين إلى 22 شهيد منذ بداية حرب طوفان الأقصى جلهم من المزارعين”.
وأوضح أن هناك خطرا يتمثل بضياع مساحات واسعة من أراضي الفلسطينيين المزروعة بالزيتون، لعدم قدرتهم الوصول إليها، لعدم وجود تنسيق هذا العام بالوصول لمناطق محاذية للمستوطنات، كما جرى العام الماضي.
ونوّه الصيفي، أن 91 موقعًا بالضفة الغربية بحاجة لتنسيق للسماح للمزارعين بالوصول لأراضيهم وجني ثمار الزيتون.
وأشار إلى أن نحو 20% من الأراضي المزروعة بالزيتون لم يتم جني ثمارها العام الماضي، متوقعا أن تتضاعف النسبة بسبب توجهات الاحتلال بالتعامل مع مناطق (ب) كمناطق (ج)، إضافة إلى عدم وجود تنسيق كما كان في سنوات سابقة.
ويروي المزارع همام مرعي من مدينة سلفيت تفاصيل ما جرى معه أثناء قطف الزيتون قائلا :" كنا نعمل في الزيتون صباحا وتركنا العمل لصلاة الجمعة ، قبيل الصلاة سمعنا بوجود مستوطنين في المكان فذهبنا بعد الصلاة نتفقد الوضع فوجدنا السلّم والخراطة الكهربائية والبطارية والخراطات اليدوية وقسم من المفارش مسروقات ( ومعظمها جديدة ) ، حتى عبوات الماء مسكوبة! ".
وتابع :" التضييق على المزارعين بات سياسة يومية تضاعفت هذا العام ".
أما المزارع محمد عطاري من بلدة دير شرف إلى الغرب من مدينة نابلس فهو الأخر يروي هو الآخر فصلا من فصول المعاناة ،التي وجدها وعائلته، عندما توجهوا إلى أرضهم الواقعة إلى الغرب من بلدتهم، والقريبة من مستوطنة شافي شمرون ، حيث تفاجأ عند وصوله إلى الأرض ، بان اغلب الأشجار التي يملكها قد قطعت وكسرت من قبل المستوطنين ، وما تبقى من أشجار فقد تم سرقة ثمارها بشكل كامل.
وذكر فقها بأنه وعندما وصل الأرض ،وبعد ما رأى من جريمة، تفاجأ بوجود العديد من المستوطنين الذين هاجموه ، وطلبوا منه مغادرة الأرض ،وعدم دخولها مرة أخرى ،وعلى مرآى من جنود الاحتلال الذين حضروا لتوفير الحماية لهم.
وتتوقع وزارة الزراعة الفلسطينية مع تصاعد إجراءات الاحتلال وهجمات المستوطنين، عدم تمكن المزارعين من الوصول إلى 80 ألف دونم من المساحة المزروعة بالزيتون، ما قد يترتب عليه فقدان نحو 15% من الإنتاج.
ومنذ عام 2012، تضرر، بالقطع أو التكسير، حوالي 278 ألف شجرة زيتون بسبب إجراءات الاحتلال وهجمات المستعمرين، فيما يُمنع المزارعون من الوصول إلى مساحات واسعة تقع خلف الجدار وفي محيط المستعمرات، ناهيك عن سرقة المستعمرين للمحصول في مناطق عدة.