عن الدور الروسي فلسطينيا وتطلعات "حماس"

وصل وفد من حركة "حماس" برئاسة عضو المكتب السياسي موسى أبو مرزوق، امس الأربعاء، إلى موسكو، حيث سيلتقي مسؤولين لمناقشة سبل وقف الحرب في غزة والمصالحة الفلسطينية.
وقال مصدر قيادي في الحركة، إن "الوفد سيناقش مع المسؤولين الروس سبل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمنطقة"، إضافة إلى "متابعة الجهود التي تبذلها روسيا من أجل تحقيق الوحدة والشراكة السياسية بين الأطراف والفصائل الفلسطينية".
وأوضح رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ، الخبير الروسي دينيس كوركودينوف في حديثه لـ"قدس برس"، أنه يعتقد أن "الزيارة تركز على ضرورة تنسيق مواقف قادة الحركة وموسكو فيما يتعلق بإجراءات إطلاق سراح الرهائن من كلا الجانبين، بالإضافة إلى ذلك، هناك مجموعة من القضايا غير المحلولة المتعلقة بالدعم الإنساني لسكان قطاع غزة وزيادة حجم المساعدات الإنسانية من روسيا".
وقال إنه "هناك دور مهم لروسيا بالتأثير على تل أبيب وواشنطن، ولم يستبعد كودكودينوف تعزيز مشاركة روسيا العسكرية غير المباشرة في حل الأزمة في قطاع غزة".
واضاف كوكودينوف، أن "الكرملين يحاول التأثير على تل أبيب وواشنطن، مطالبًا إياهما بتهدئة الصراع".
علاوة على ذلك، تدرك موسكو تمامًا أنها تواجه تحالفًا دوليًا، ولا يمكنها تأزيم موقفها الدولي من خلال إعلان مشاركتها رسميًا في جميع الصراعات التي يكون فيها أحد الأطراف هو إسرائيل أو الولايات المتحدة. ومع ذلك، ومن دون تصريحات رسمية، فإن روسيا مستعدة للاستمرار في تقديم المساعدة لقطاع غزة.
وتابع أنه "بسبب الضغط الدولي غير المسبوق، يضطر السياسيون الروس إلى إيلاء الاهتمام لمجموعة كبيرة من المشاكل، من بينها العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا التي تحظى حاليًا بأهمية قصوى. يعتمد النظام الأمني العالمي في المستقبل القريب على كيفية حل النزاع العسكري الروسي الأوكراني. ومع ذلك، فإن هذا لا يعني أن مشاكل قطاع غزة تم تهميشها بالنسبة لروسيا. على العكس من ذلك، تظل موسكو ملتزمة بالتزاماتها الدولية وأهدافها الإنسانية، التي تضمن أن قطاع غزة وفلسطين بشكل عام لن يكونا دون اهتمام روسي".
بدوره يرى الخبير في الشأن الروسي على البغدادي، أن "لموسكو دور فاعل على المستويين الدبلوماسي والدولي كمموقف موسكو الرافض لمساعي الولايات الامريكية تشكيل حلف دولي لمحاربة حماس بداية الحرب على غرار ما فعلته مع داعش، حيث صرح بوتن وبشكل واضح وعلني بأن حماس هي حركه تحرر ومقاومة شرعيه وليست إرهابية وهذا الموقف كان له صدى كبير ثم تبعه الموقف التركي".
كما أشار البغدادي إلى "مواقف روسيا المشرفة في الأمم المتحده والرافضة للعدوان".
واستدرك قائلا: "للأسف الحرب كشفت عن وزن كبير للولايات المتحدة في العالم، وإسرائيل تبدو معزولة على مستوى الأمم المتحدة وعلى مستوى المنظمات الدولية، ولكن الدعم الأميركي هو الذي كان يحول دون إيقاف الحرب".
وتطرق البغدادي إلى تسريبات غير رسمية عن دور روسي في تقويض التجارة الدولية المسيطرة عليها أميركياً.
وقال: "صحيح أن روسيا لها موقف ضد العدوان في غزه هذا كموقف مبدئي وسياسي ولكن الموقف الذي يصب في صلب الاستراتيجية الروسية هو ما يقوم به الحوثيون في البحر الأحمر وبحر العرب، لأن هذا يؤثر على التجارة الدولية، وبالتالي يخدم المساعي لإنشاء عالم متعدد الأقطاب".
واعتبر أن "العلاقات بين حماس وموسكو جيدة ومستقرة، والحركة مهتمة بأن يكون لها علاقة مع دولة بجحم روسيا".
الأمر الثاني أن "هناك كما صرح موسى أبو مرزوق أسرى إسرائيليين لدى حماس من الذين يحملون الجنسيه الروسية، ومنهم جنود مقاتلون في الجيش الإسرائيلي".
وكانت حركة "حماس" أعربت عن استعدادها إعطاء الأسرى الروس الأولوية في أي عملية إطلاق للأسرى، ولكن وفق صفقة شاملة تشمل جميع الأسرى.
وتأتي زيارة أبو مرزوق إلى موسكو، بعد أيام على اغتيال رئيس المكتب السياسي للحركة، يحي السنوار.