كل ما تريد معرفته عن "محور مفلاسيم" شمال القطاع

في إطار استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية شمال القطاع وبالتحديد في مخيم جباليا، ذكر المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، دورن كدوش، شروع "الفرقة 162" بشق محور جديد أطلق عليه محور "مفلاسيم" يقسم بلدات شمال القطاع عن مدينة غزة.

تُظهر خريطة المحور الجديد حجم الاقتطاع الإسرائيلي الكبير لبلدات شمال القطاع، حيث يبدأ المحور من بلدة "مفلاسيم" بمحاذاة مخيم جباليا شرقا وصولا لشاطئ بلدة بيت لاهيا غربا، ووظيفته عزل محافظات شمال القطاع (جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون) عن مدينة غزة.
 
وفيما أكد شهود عيان تحدثوا لـ"قدس برس" عن وُجود كتيبة هندسية لجيش الاحتلال، قوامها عشرات الآليات والجرافات تعمل في المنطقة المذكورة، وتحديدا في أحياء تل الزعتر ومحيط الأمن العام وصولا لأبراج الكرامة غربا، تقوم بأعمال تسوية وتجريف وإنشاء سواتر ترابية بارتفاع يصل لخمسة أمتار لتأمين القوات عن أعين المقاومة.
 
يمتد المحور وفقا للمصادر الميدانية الخاصة بـ"قدس برس" من شارع جكر المحاذي للشريط الحدودي، ويصل إلى منطقة جباليا البلد في الجهة الشمالية بمحاذاة المستشفى الإندونيسي وصولا لحي تل الزعتر ومشروع "بيت لاهيا" وانتهاء بشاطئ منطقة السودانية غرب القطاع.
 
يبلغ طول المحور وفقا لذات المصادر نحو (6-6.5 كيلو مترات)، ويبتعد عن الشريط الشمالي المحاذي لبلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع نحو سبعة كيلو مترات، أما جنوبا فلا تزيد المسافة بين المحور وقلب مدينة غزة نحو كيلومترين اثنين.
 
 الضغط على المقاومة
جاءت هذه الخطوة الإسرائيلية في إطار استكمال العملية العسكرية التي بدأها في مخيم جباليا في الـ5 من الشهر الماضي، والتي أدت إلى ارتقاء ما يزيد عن ألفي شهيد وإصابة آلاف آخرين.
 
وفي سياق متصل ذكر يوآف زيتون الخبير العسكري لصحيفة /يديعوت أحرونوت/ أن هدف إنشاء المحور الجديد هو بناء جدار دفاعي متقدم داخل قطاع غزة، بهدف إحكام السيطرة والضغط على ما تبقى من كتائب عسكرية تابعة للمقاومة لم يصل إليها الجيش بعد. وفقا لحديث المصدر.
 
وبالنسبة للمقاومة فلا تزال المشاهد القادمة من مناطق القتال تشير إلى ضراوة العملية العسكرية وتحديدا في مخيم جباليا، حيث تمكنت المقاومة خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي من قتل أكثر من 15 جنديا وضابطا من جيش الاحتلال، منهم أعلى رتبة عسكرية قتلت في هذه الحرب وهو العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 إضافة لقائد الكتيبة 52 التابعة لسلاح المشاة.
 
دلالات التسمية
تعود تسمية المحور نسبة إلى بلدة "مفلاسيم"، وهي إحدى بلدات "غلاف غزة"، تقع ضمن التجمع الاستيطاني "أشكلون" جنوب فلسطين المحتلة.
 
كما تعرف "مفلاسيم" وفقا لمصادر إسرائيلية على أنها كيبوتس استيطاني يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1992، وغالبية سكانه من اليهود المتدينين.
 
وكانت "مفلاسيم" من أولى البلدات التي سقطت في هجوم المقاومة يوم الـ7 من تشرين أول/أكتوبر 2023، حيث أسقطت كتيبة جباليا التابعة لـ "كتائب القسام" التي قادت الاقتحام ركن الاستخبارات التابع للوحدة 8200 خلال دقائق الاقتحام الأولى في الكيبوتس.
 
كما كانت "مفلاسيم" من آخر البلدات التي استطاع جيش الاحتلال إخراج المقاومة منها، حيث اعترف ذلك الجيش بخوض قواته اشتباكا مع مقاوم استطاع التسلل للكيبوتس مجددا بعد ثلاثة أيام على هجوم المقاومة وتحديدا في الـ10 من ذات الشهر.
 
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، واجهت حكومة الاحتلال تحديا في إقناع سكان الكيبوتس بالعودة إلى البلدة مجددا في أيار/ مايو الماضي، ولكن قوبلت هذه الدعوات برفض كبير، لذلك جاءت تسمية هذا المحور كمحاولة من قبل الجيش والمستوى السياسي رفع معنويات المستوطنين من سكان هذه البلدة.
 
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
 
وخلّف العدوان نحو 145 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،
بعد رد "حماس" الإيجابي على مبادرة الوسطاء.. ما هي السيناريوهات المطروحة أمام حكومة الاحتلال؟
يوليو 5, 2025
أجمع خبيران في الشأن الإسرائيلي على أن حكومة الاحتلال تتجه نحو إتمام صفقة تبادل مع المقاومة الفلسطينية، وذلك في أعقاب جلسة مجلس الوزراء الأمني المصغر (كابينيت)، المقررة مساء اليوم السبت، والتي ستناقش رد "حماس" الإيجابي على المقترح القطري المبني على مقترح "ويتكوف" المعدل، والذي سُلّم للوسطاء المصريين والقطريين. وقال المختص في الشأن الإسرائيلي، ذو الفقار
"حركة الأحرار" ترحب برد الفصائل الفلسطينية على مقترح وقف إطلاق النار وتطالب الوسطاء بتحمل مسؤولياتهم
يوليو 5, 2025
رحبت "حركة الأحرار الفلسطينية" برد المفاوض الفلسطيني على مقترح وقف إطلاق النار الذي قدمته حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، معتبرة أنه يعكس "وعياً وطنياً ومسؤولية عالية"، ويستند إلى الثوابت الوطنية والإرادة السيادية للشعب الفلسطيني. وأكدت الحركة في بيان صحفي صادر عن مكتبها الإعلامي، اليوم السبت، أن الرد الفلسطيني جاء مدروساً ويحمل في طياته "حنكة سياسية" تسعى