كل ما تريد معرفته عن "محور مفلاسيم" شمال القطاع
غزة (فلسطين) - قدس برس
|
نوفمبر 11, 2024 6:09 م
في إطار استمرار العملية العسكرية الإسرائيلية شمال القطاع وبالتحديد في مخيم جباليا، ذكر المراسل العسكري لإذاعة جيش الاحتلال، دورن كدوش، شروع "الفرقة 162" بشق محور جديد أطلق عليه محور "مفلاسيم" يقسم بلدات شمال القطاع عن مدينة غزة.
تُظهر خريطة المحور الجديد حجم الاقتطاع الإسرائيلي الكبير لبلدات شمال القطاع، حيث يبدأ المحور من بلدة "مفلاسيم" بمحاذاة مخيم جباليا شرقا وصولا لشاطئ بلدة بيت لاهيا غربا، ووظيفته عزل محافظات شمال القطاع (جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون) عن مدينة غزة.
وفيما أكد شهود عيان تحدثوا لـ"قدس برس" عن وُجود كتيبة هندسية لجيش الاحتلال، قوامها عشرات الآليات والجرافات تعمل في المنطقة المذكورة، وتحديدا في أحياء تل الزعتر ومحيط الأمن العام وصولا لأبراج الكرامة غربا، تقوم بأعمال تسوية وتجريف وإنشاء سواتر ترابية بارتفاع يصل لخمسة أمتار لتأمين القوات عن أعين المقاومة.
يمتد المحور وفقا للمصادر الميدانية الخاصة بـ"قدس برس" من شارع جكر المحاذي للشريط الحدودي، ويصل إلى منطقة جباليا البلد في الجهة الشمالية بمحاذاة المستشفى الإندونيسي وصولا لحي تل الزعتر ومشروع "بيت لاهيا" وانتهاء بشاطئ منطقة السودانية غرب القطاع.
يبلغ طول المحور وفقا لذات المصادر نحو (6-6.5 كيلو مترات)، ويبتعد عن الشريط الشمالي المحاذي لبلدة بيت حانون أقصى شمال القطاع نحو سبعة كيلو مترات، أما جنوبا فلا تزيد المسافة بين المحور وقلب مدينة غزة نحو كيلومترين اثنين.
الضغط على المقاومة
جاءت هذه الخطوة الإسرائيلية في إطار استكمال العملية العسكرية التي بدأها في مخيم جباليا في الـ5 من الشهر الماضي، والتي أدت إلى ارتقاء ما يزيد عن ألفي شهيد وإصابة آلاف آخرين.
وفي سياق متصل ذكر يوآف زيتون الخبير العسكري لصحيفة /يديعوت أحرونوت/ أن هدف إنشاء المحور الجديد هو بناء جدار دفاعي متقدم داخل قطاع غزة، بهدف إحكام السيطرة والضغط على ما تبقى من كتائب عسكرية تابعة للمقاومة لم يصل إليها الجيش بعد. وفقا لحديث المصدر.
وبالنسبة للمقاومة فلا تزال المشاهد القادمة من مناطق القتال تشير إلى ضراوة العملية العسكرية وتحديدا في مخيم جباليا، حيث تمكنت المقاومة خلال شهر تشرين أول/أكتوبر الماضي من قتل أكثر من 15 جنديا وضابطا من جيش الاحتلال، منهم أعلى رتبة عسكرية قتلت في هذه الحرب وهو العقيد إحسان دقسة قائد اللواء 401 إضافة لقائد الكتيبة 52 التابعة لسلاح المشاة.
دلالات التسمية
تعود تسمية المحور نسبة إلى بلدة "مفلاسيم"، وهي إحدى بلدات "غلاف غزة"، تقع ضمن التجمع الاستيطاني "أشكلون" جنوب فلسطين المحتلة.
كما تعرف "مفلاسيم" وفقا لمصادر إسرائيلية على أنها كيبوتس استيطاني يعود تاريخ إنشائه إلى العام 1992، وغالبية سكانه من اليهود المتدينين.
وكانت "مفلاسيم" من أولى البلدات التي سقطت في هجوم المقاومة يوم الـ7 من تشرين أول/أكتوبر 2023، حيث أسقطت كتيبة جباليا التابعة لـ "كتائب القسام" التي قادت الاقتحام ركن الاستخبارات التابع للوحدة 8200 خلال دقائق الاقتحام الأولى في الكيبوتس.
كما كانت "مفلاسيم" من آخر البلدات التي استطاع جيش الاحتلال إخراج المقاومة منها، حيث اعترف ذلك الجيش بخوض قواته اشتباكا مع مقاوم استطاع التسلل للكيبوتس مجددا بعد ثلاثة أيام على هجوم المقاومة وتحديدا في الـ10 من ذات الشهر.
وعلى المستوى الإسرائيلي الداخلي، واجهت حكومة الاحتلال تحديا في إقناع سكان الكيبوتس بالعودة إلى البلدة مجددا في أيار/ مايو الماضي، ولكن قوبلت هذه الدعوات برفض كبير، لذلك جاءت تسمية هذا المحور كمحاولة من قبل الجيش والمستوى السياسي رفع معنويات المستوطنين من سكان هذه البلدة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، مدعوما من الولايات المتحدة وأوروبا، للعام الثاني على التوالي، عدوانه على قطاع غزة، حيث تقصف طائراته محيط المستشفيات والبنايات والأبراج ومنازل المدنيين الفلسطينيين وتدمرها فوق رؤوس ساكنيها، ويمنع دخول الماء والغذاء والدواء والوقود.
وخلّف العدوان نحو 145 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين، في إحدى أسوأ الكوارث الإنسانية بالعالم.